عوجوا على ربع الربوع الاسنع … وتعجبوا من حسن صنع الاصبع
سبحان من سوى البنانة آية … كبرى على اتقان خلق المبدع
دقت ولكن جل ما جادت به … مما يعيد القفر اعمر مربع
قصرت ولكن لم يعادل طولها … شي لمدرك طائل او مطمع
ان الانامل للمشاعر عترة … ونظيرها عدا وطول تمتع
عوجوا على دار تذيع الحمد عن … سلطاننا الاسمى الاعز الارفع
عبد العزيز من استعز بعزه … من كان في ذل وشان اوضع
فهو الذي سن المآثر والعلى … من بعد ما خفيت باوضح مهيع
وهو الذي احيا البلاد بحزمه … فالحزم يحفظ شمل كل مضيع
ما زال مذ ضبط الممالك امره … كلفا بغبطتها بقلب اصمع
وبان تجل على البسيطة بسطة … اجلال رفعته على المترفع
ما حاد عن نهج العدالة آمرا … او ناهيا وبغيره لم يولع
وسعت بديهته الامور فضاق عن … اطرائه مدح الخطيب المصقع
لو كان في الافلاك مثل جماله … ما غمها غيم فلم يتقشع
لو كان للاملاك مثل خلاله … لم يبق بين الخلق من متضعضع
من كان يروى عن كريم فعاله … فهو الملقب عندنا بالاصمعي
طرب الملوك على سماع ثنائه … وهو الذي للصم اندى مسمع
لم يشد شادينا بمثل مديحه … سيان سجع فيه ام لم يسجع
لم تنطق الاعداء يوما باسمه … الا ووافوه بقلب طيع
ولربما اوزعت امرا لم تكن … يوما له بالطالب المستوزع
ذلت لعزته العصاة لانه … مهما يرم فالعز خير موقع
بهرت محاسن ذاته وصفاته … خلقا غريريا بغير تصنع
لا عيب فيه غير ان عطاءه … بغت فيذهب لذة المتوقع
واليوم انشأ معرضا تبدو به … همم الرجال وما بهم من صنع
فيه الغرائب والبدائع جمة … تقصى الهموم عن الفؤاد الموجع
من كل ما راق النواظر حسنه … وسناه بين مجنس ومنوع
ومنشر ومنضد ومرصف … ومرصص ومرصن ومرصع
ويزيده رمضان من بركاته … فنعا ومنفعة يعيها من يعى
واعز شيء قد حوى اسم خليفة … برقاده لعباده متبرع
سهر الليالي هاجدا متفكرا … حتى تقربها عيون الهجع
يضحى وعمران الممالك همه … ويبيت وهو مجانب للمضجع
ان يغف ظل فواده مستيقظا … لجلاء مكرمة وامن مروع
فالناس طرا في ظلال امانه … متمتعون بكل خير امتع
من كان في المرآة يبصر وجهه … فبذا المكان يرى ذكاء الالمعي
ويرى سنا نور الخلافة مشرقا … متلألئا شرفا بابهى مطلع
فليغتنم انس التعارف وفده … فالدهر بين مفرق ومجمع
ولينتظم شمل التآلف عنده … فالسفر بين مسلم ومودع
هذا الذي فيه تنافس ذو الحجى … واليه يهطع كل طرف مهطع
يا مسلمون تذكروا ان كنتم … في العلم والتمصير اغزر منبع
ايام سطوتكم يذل لعزها … كل الملوك وكل ذي متمنع
اذ كنتم تخزونهم بسيوفكم … طورا وطورا بالرماح الشرع
منكم قد اقتبس الفرنج علومهم … اذ كان حبرهم اخا المتسكع
كانوا متى ذكرت معاليكم لهم … يتصعصعون لها واي تصعصع
وينكسون رؤوسهم خجلا وقد … فاضت عيونهم بسيل الادمع
كم قد بنيتم من مفاخر عرفها … كالمسك فاح بنشره المتضوع
ولكم ملكتم من بلاد امرعت … بكم وكانت كالخراب البلقع
ولكم ضبطتم من كنوز وزعت … في البر والاحسان كل موزع
والله ايدكم بنص كتابه … وصدوركم للعلم كالمستودع
فتنجزوا نفع الصنائع انها … للملك والعمران اعظم مصنع
واستثمروا الارض التي اورثتم … فتكون انضر مرتعى او مرتع
ان الذي يحيى البري يحيى الورى … ويحل عند الله اكرم مرجع
او في الانام يدا امدهم يدا … لاغاثة الملهوف والمتضرع
لا يسبقنكم الى الفضل امرؤ … من فضلكم قد عاش عيش الامع
كنتم حذام القول احقابا له … والى وجوه الخير ارشد مدسع
وادعوا لمولانا المعظم بالبقا … في كل حين مخلصين وموضع
فهو الذي منه صلاح امورنا … ولدى مقام الهول آمن مفزع
فليندع الاقصى الى مرضاته … اما دعاه بنية المتطوع
ورضاه ان توفوا المعالي حقها … وتنزهوا تنزيهه عن خيذع
فاقفوا محامده وان بهرتكم … وتنافسوا فيها بجهد الموسع
ما لذ مثل الاشتغال بذكرها … شيء لطالب بغية مستبدع
كلا ولا شي سوى اعظامها … اغلى الورى فيه براي مجمع
لو كان كل الناس حسابا لما … احصوا لها مجموع ربع الاربع
قل للغوى المستعز بغيره … ضيعت سعيك في الضلال فاقلع
هذا امير المؤمنين مطيعه … ناج وعاصيه وخيم المصرع
ان كنت لم تبصر علاه فكل ذي … عمه الى الانوار لم يتطلع
كم ذللت آباؤه من امة … كانت تعز بادرع وباذرع
حسب قديم معرق باق على … طول الزمان بعزه المتمنع
من اين للاملاك مثل رجاله … من كل شهم اريحي اروع
غمر الرداء مهذب متخمط … كلفا باحياء الحقوق سميدعي
فليخسأ العازي اليهم منكرا … وكذا جزاء السامع المتسمع
من كان مغتابا لهم فهو الذي … لم يبق فيه للهدى من منزع
وهو الذي يضحى على سلطانه … وامامه والدين شر مشنع
فليتق الله الظلوم لنفسه … وليذكر في الحشر هول الموقع
ليس الذي يعصيه يعصي عاهلا … بل ربه فالزم نجاتك اودع
هذا الفخار لملة الاسلام في … حلق العداة شجا ونار الاضلع
جنب سماعي غير ذكر مديحهم … ان كنت من حزب التقى المتورع
فالاذن تأنف من مديح مبخل … متلون في خلقه كالخولع
ان الثناء على الكريم بشارة … بحياته وعلى اللئيم هي النعى
يا ويح حاسدهم وفي احشائه … نار تلظى وهي فيها ترتعي
اني ارق له لشقوته بهم … لكنني اوليه اغلظ موزع
واذيقه من حز هذا القول ما … ينفي حزازة قلبه المتقطع
فلربما مصح السقام بمثله … حتى يؤول الى الشفاء الانصع
ويلي على الحساد ما اشقاهم … واضلهم عن نهج رشد المنصع
لو انهم برضاء خالقهم رضوا … لكفوا عناء نفوسهم والردع
لكن ابوا الا الفراشة قدوة … لهم فآبوا بالخسار الاشنع
ابدا تراهم حائمين على الردى … وعلى اختلاف الترهات الافظع
ماذا اجادهم تقولهم على … انساب مجد ليس بينهم دعى
ماذا افادهم نباحهم على … اقمار تم بالفضائل طلع
لكنما من صم عن انذاره … مهما تبلغ سمعه لم يسمع
من لم تحك فيه النصيحة لم يحك … فيه الملام وما العتاب بانجع
من كان يختار الضلال على الهدى … فذكا بيانك عنده لم يسطع
من ظن ان الريح تتبع نفخه … فرداه ان يبحر بريح زعزع
من ظن ان صداه من انصاره … فمتى دعاه لنصره لم يندع
من يفترش عند التقيل ظله … متبردا احماه حر المضجع
من يتق الرمى المصيب بكفه … عند التناضل ساء من مستدفع
من كان معتمدا على افجاسه … فالحق يفضحه كما هو يدعى
من ضاع عند الله قط ثوابه … لم تخلف الدنيا عليه بانفع
من صده الطاغوت عن اقراره … بالحق كلفه بضرب موجع
هذا بلاغ للغوى يسومه … في العرض خسفا ان يكن لم يرجع
يا مؤمنون استبشروا بمناكم … في ظل مولانا التقى الاورع
فادعوا له كي ترتضي اعمالكم … تاريخهن احيوا بعرض اصنع