محا قدومكَ عنا الرعبَ والعدما … و نورَ الفاحمينِ : الظلمَ والظلما
وأوْسَعَ السِّلمَ أمناً، والهياجَ ردًى … و الأفقَ نوراً ، وأكنافَ العلا كرما
إنَّ اعتمادك سيفٌ لا يفلُّ لهُ … غَربٌ إذا فُلَّ غربُ السيفِ أو حُطِما
و فضلُ رأيكَ لو يرمي ببادرة ٍ … مِنْ عَزْمهِ سدَّ ذي القرنينِ لانهدما
أعددتَ للدهرِ آراءً تري ويداً … ترمي نصالاً تسميها الورى همما
هَلْ مِنْهُ واردة ٌ والنصرُ يقدُمها … إلاّ وكانَ لهَا إقْدامُكُمْ قَدَما
أتيتَ في الدرعِ فوقَ الطرفِ مرتدياً … ماضٍ كحامِلِهِ لو أُعطيَ الفَهَما
كالبحرِ في النَّهرِ فوق السَّيل مُتَّشحاً … بجدولٍ قد شفى في الشرك كلَّ ظما
والسَّردُ قد ضاقَ ذَرْعاً إذ حواكَ عَلى … من لم يُضِقْ صدرَهُ خطبٌ وإن عظُما
للهِ منكَ أبا عثمانَ مكتسباً … حلوَ الثوابِ بمرّ الصبرِ مغتنما
شَيْحانُ يحسبُ بَرْدَ الظلِّ هاجرة ً … حتى يُرَى بخمار النَّقْعِ ملتثما
البيضُ ندمانهُ ، والبيدُ مجلسهُ … فإن يُرِدْ سَدْلَ ترس يُرْخِهِ عَلَما
حسامُهُ ضَرَّة ٌ للجودِ فِيهِ فَقَدْ … تُقُسِّمَ البَدرُ والضرغامُ بينهُما
لو أنَّ بيضاءَ سامتْ أبيضاً شططاً … لحاربَتْ غِيدُهُ أسيافَهُ الخِذَما
وربّما قبَّل الثغرَينِ مُرْتَشِفاً … ريقينِ يُدعى نجيعاً ذا، وذاكَ دما
إنْ هزَّ معطوفَ ذي لمْ يحنهِ لهما … أو عَنَّ معطفُ هذا يَحْنِه لهُما
يرى الدماءَ عقاراً والظبى زهراً … فالحربُ راحٌ وريحانٌ كما زعما
منازلُ الذمر يبقي درعهُ كفناً … و ضاربُ القرنِ يثني سرجهُ وضما
من يقبلُ الخيلَ والأرواحَ مدبرة ٌ … و يضحكُ النصرَ إذ تبكي السيوفُ دما
ومَنْ جَنى سَيْفُهُ ضرْباً فَيَحْسَبُه … تاجاً بهِ مفرقُ الهيجاءِ قدْ وسما
سرى كسرّ هوى والليلُ يكتمهُ … صدراً فأبدى حنينُ البِيض ما كَتَما
محرماً أنْ يحلَّ السيفُ موطنه … حتى يردَّ إلى أوطانهِ الحرما
لَوْ شاءَ قالَ ولَمْ تَحْصرْ مقالتُهُ … كالرَّعدِ يذهبُ في الآفاق مهتزما
فَهْوَ القضاءُ عَلى الإدراكِ محتجباً … وَما يُرَدُّ لَهُ حكمٌ إذا حَكما
يا آلَ أصفرَ هبكم للوغى شرراً … فَهذه الشمسُ تُطفي ذلكَ الضَّرَما
هذا سليمانُ ملكاً شامخاً وتقى … وأنتمُ الجنُّ فلتُضْحوا لَهُ خَدَما
أنتم ثرى ، وهو أفقُ اللهِ ، فارتقبوا … منهُ الصواعقَ إن لم تشكروا الديما
مَلْكٌ تُشير المعالي نحوَ غُرَّتِهِ … يداً وتنطقُ بالذكر الجميلِ فما
رحيبُ باعِ الهدى والبأسِ ذو لَسَنٍ … يفني الكتائبَ والأموالَ والكلما
لو أقسمَ المدحُ فِيهِ أنّه مَلَكٌ … …. …. ….. ما
يا مَنْ عيونُ العوالي عنهُ قد نَظَرَتْ … شَزْراً وحَجَّ لسانُ السيفِ إذا خصما
دانَتْ بكَ الرومُ دينَ العابدين فهَلْ … غَدا حسامُكَ في أصنامهِمْ صنما
و ثلثوه فقالوا : النورُ مؤتلقاً … و الماءُ مطرداً والجمرُ مضطرما
أضحَتْ أياديكَ في أعناقهِمْ رِبَقاً … وظنّها الناسُ في أيديهمُ نِعَما
ولَوْ رأوْا وَجْهَكَ الوضَّاحَ أسجَدهمْ … لَهُ مهابة ُ جيشٍ يُسجِدُ الأكمَا
كانَتْ سِهامُك قِدماً في قلوبهمُ … فحينَ أقبلتَ قال القومُ : كيف رمى
شيدتَ سقفَ عجاجٍ فوق أرؤسهمْ … لو لَمْ تشيّدْ حقوقَ الله ما انهدمَا
لوْ لم تُفِدْكَ الرُّقَى في طبّ غيّهمُ … نصبتَ سيبكَ قصداً يبرئُ السقما
فككتَ أسرى وها نعماك تأسرُهُمْ … إنَّ السوالة شيء يشبهُ الكرما
أنتَ السلامُ ، فطرسُ المجدِ مستطرٌ … بذكره، بُدِىء َ المكتوبُ أو خُتما
غدا يسائلني عنكَ الجهولَ فمن … قد أنكرَ الشمس فاستفهمتَ عنهُ بما
قلدتَ جيديَ درَّ الصنعِ منتثراً … فَهَاكَ منّيَ دُرَّ القولِ مُنتظما
أمنتني الدهرَ بل خوفتنيهِ فقدْ … حَوَّلْتني نِعَماً في مِثلِها اتَّهما
لا زال جودك في عينِ الندى حوراً … و دامَ عزك في أنفِ العلا شمعا
و ليشكرِ الناسُ ما طوقتَ من مننٍ … فالشكرُ ما زال غَرساً يُثْمِرُ النِّعَما