ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى … وعليهم لو سامحوني بالكرى
جنحوا إلى قول الوُشاة ِ فأعرضوا … واللهُ يعلم أَنَّ ذلك مُفترى
يامُعرضاً عني بغير جناية ٍ … إلاَّ لما رقشَ الحسودُ وزوَّرا
هبني أَسأتُ كما تقوَّلَ وافترى … وأتيتُ في حبّيك أمراً منكرا
ما بعد بُعدك والصدودِ عقوبة ٌ … يا هاجري قد آن لي أنْ تغفرا
لاتجمعنَّ عليَّ عَتْبكَ والنوى … حسبُ المحب عقوبة ً أن يهجرا
عبءُ الصدود أخفُّ من عبء النوى … لو كان لي في الحب أن أَتخيَّرا
لو عاقبوني في الهوى بسوى النوى … لرجوتُهم وطمعتُ أن أَتصبَّرا
فسقى دمشقَ ووادِيَيها والحمى … متواصلُ الإرعادِ منفصمُ العرى
حتى ترى وجهَ الرياضِ بعارضٍ … أحوى وفودَ الدوح أزهرَ نيِّرا
وأعاد أياماً مضَين حميدة ً … ما بين حرَّة ِ عالقين وعشترا
تلك المنازلُ لا أعقَّة ُ عالجٍ … ورمالُ كاظمة ٍ ولا وادي القرى
أرضٌ إِذا مرَّتْ بها ريحُ الصَّبا … حملتْ على الأغصان مسكاً أَذْفرا
فارقتُها لا عن رضى ً وهجرتُها … لا عن قلى ً ورحلتُ لا متخيِّرا
أسعى لرزقٍ في البلاد مفرّقٍ … ومن البليَّة أنْ يكون مقتَّرا
ولقد قطعتُ الأرضَ طوراً سالكاً … نجداً وآونة ً أجدُّ مُغَوّرا
وأصونُ وجهَ مدائحي متقنّعاً … وأكفُّ ذيلَ مطامعي متستّرا
كم ليلة ٍ كالبحرِ جبتُ ظلامها … عن واضح الصبح المنير فأسفرا
في فتية ٍ مثل النجوم تسنَّموا … في البيد أمثالَ الأهلة ِ ضمَّرا
باتوا على شُعَب الرحال جوانحاً … والنومُ يفتل في الغوارب والذُّرى
مترنّحين من النُّعاس كأنهم … شربوا بكاساتِ الوجيف المسكرا
قالوا وقد خاط النُّعاسُ جفونَهم … أين المُناخُ فقلتُ جدوا في السرى
لا تسأموا الإدلاجَ حتى تُدركوا … بيضَ الأيادي والجنابَ الأخضرا
في ظلَ ميمونَ النَّقيبة َ طاهر الـ … أعراق منصور اللواءِ مظفَّرا
العادلِ الملك الذي أسماؤه … في كلّ ناحية ٍ تشرِّف مِنبرا
وبكلّ أَرضٍ جنة ٌ من عدله الـ … ـضافي أَسالَ نَداه فيها كَوثرا
عدلٌ يبيتُ الذئبُ منه على الطوى … غرثانَ وهو يرى الغزالَ الأعفرا
ما في أبي بكر لمعتقد الهدى … شكٌّ يريبُ بأنه خيرُ الورى
سيفٌ صقالُ المجدِ أخلصَ متنهُ … وأبان طيبُ الأصلِ منه الجوهرا
ما مدحُه بالمستعار له ولا … آياتُ سؤدده حديثٌ يفترى
بينَ الملوكِ الغابرينَ وبينه … في الفضلِ ما بين الثريا والثرى
لا تسمعنَّ حديثَ ملكٍ غيره … يروى فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا
نسختْ خلائقُه الكريمة ُ ما أَتى … في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا
كم حادثٍ خفَّت حلومُ ذوي النُّهى … في الرَّوع وادَ رزانة ً وتوقُّرا
ثَبت الجنان تُراعُ من وثَباته … يوم الوغى وثباته أسدُ الشرى
يقظٌ يكادُ يقولُ عمَّا في غدٍ … ببديهة ٍ أغنتهُ أن يتفكّرا
حلمٌ تخفُّ له الجبالُ وراءَه … عزمٌ ورأيٌ يحقرُ الإسكندرا
يعفو عن الذَّنب العظيم تكرُّماً … ويصدُّ عن قول الخنا متكبّرا
أينال حاسده علاه بسعيهِ … هيهاتَ لو ركب البُراقَ لقصَّرا
وله البنونَ بكل أرضٍ منهم … ملكٌ يقودُ إلى الأعادي عسكرا
من كلّ وضّاحِ الجبين تخالهُ … بدراً فإن شهد الوغى فغضنفرا
متقدِّمٌ حتى إِذا النقعُ انجلى … بالبيض عن سبي الحريم تأخَّرا
قومٌ زكوا أًلاً وطابوا مخبراً … وتدَّفقوا جوداً وراعوا منظرا
وتعافُ خيلُهمُ الورودَ بمنهلٍ … ما لم يكن بدم الوقائع أحمرا
حادثٍ خفَّتْ حلوم ذوي النُّهى … خوفاً وجأشُك فيه أربط من حِرا
يا أيها الملك الذي ما فضا … ثله وسؤدده ومحتده مرا
أنت الذي افتخر الزمان بجوده … ووجوده وكفاه ذلك مَفخرا
أللهُ خصَّك بالممالك واجتبى … لمَّا رآك لها الصلاح الأكبرا
أشكو إِليك نوى ً تمادى عمرُها … حتى حسبتُ اليومَ منها أشهُرا
لا عيشتي تصفو ولارسم الهوى … يعفو ولا جفني يصافحُه الكَرى
أضحي عن الأحوى المريع محلأً … وأبيتُ عن وِرْدِ النمير منفَّرا
ومن العجائب أَنْ تفيَّأ ظلَّكم … كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا
ولقد سئمت من القريض ونظمه … ما حيلتي ببضاعة ٍ لا تُشترى
كسدتْ فلما قمتُ ممتدحاً بها … ملك الملوك غدوت أربح متجرا
فلأشكرنَّ حوادثاً قذفت بآ … مالي إليك وحقٌّها أن تشكرا
لازلت ممدود البقا حتى ترى … عيسى بعيسى في الورى مستنصرا