لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى … وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا
وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ … فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها
إذا ما التَقَى الأحياءُ ثمّ تَفَاخَرُوا، … تَقَاصَرَ عِنْدَ الحَنْظَليّ فُخُورُها
وَإنْ عُدّتِ الأحْسابُ يَوْماً وَجَدتَها … يَصِيرُ إلى حَيّيْ تَميمٍ مَصِيرُها
وَإنْ نَفَرَ الأحْيَاءُ يَوْمَ عَظِيمَةٍ … تَحَاقَرَ في حَيّيْ تَمِيمٍ نُفُورُها
نَمَتْني قُرُومٌ مِنْ تميمٍ، وَخِلْتُهَا … إلَيْهَا تَنَاهَى مَجْدُ أُدٍّ وَخِيرُها
تَميمٌ هُمُ قَوْمي، فَلا تَعْدِلَنّهُمْ … بحَيٍّ إذا اعْتَزّ الأمُورَ كَبِيرُها
هُمُ مَعْقِلُ العِزِّ الّذِي يُتّقَى بِهِ … ضِرَاسُ العِدى وَالحرْبُ تغلي قدورُها
وَلَوْ ضَمِنَتْ حَرْباً لخِنْدِفَ أُسَرةٌ … عَبَأنَا لهَا مِنْ خِندِفٍ مَن يُبيرُها
فما تُقبِلُ الأحياءُ من حبّ خِندِفٍ، … وَلكِنّ أطْرَافَ العَوَالي تَصُورُها
بحَقّي أُضِيمُ العَالَمِينَ بخِنْدِفٍ، … وَقَدْ قَهَرَ الأحْيَاءَ مِنّا قَهُورُها
مُلُوكٌ تَسُوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُمْ … إذا أنكَرَتْ كَانَتْ شديداً نكِيرُها
وَرِثْنَا كِتَابَ الله والكَعْبَةَ الّتي … بِمَكّةَ، مَحْجوباً عَلَيها سُتورُها
وَأفضَلُ مَن يَمشي على الأرْض حيُّنا … وَمَا ضَمِنَتْ في الذّاهِبينَ قُبُورُها
لَنا دُونَ مَنْ تَحْتَ السّمَاءِ علَيهمُ … مِنَ النّاسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها
أخَذْنَا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْهِمُ، … لَنَا بَرُّها مِنْ دُونِهمْ وَبُحورُها
وَلَوْ أنّ أرْض المُسْلِمِينَ يَحُوطُها … سِوَانَا مِنَ الأحياءِ ضَاعتْ ثُغورُها
لَنَا الجِنُّ قَدْ دانَتْ وَكُلُّ قَبيلَةٍ … يَدِينُ مُصَلُّوها لَنَا، وَكَفُورُها
وَفي أسَدٍ عَادِيُّ عِزٍّ، وَفِيهِمُ … رَوَافِدُ مَعْرُوفٍ غَزِيرٍ غَزِيرُها
هُمُ عَمّمُوا حُجْراً وَكِنْدَةَ حوْله … عَمائمَ لا تَخفى مِنَ المَوْتِ نِيرُها
وَنَحنُ ضَرَبْنا النّاس حتى كَأنّهُم … خَرَارِيبُ صَيفٍ صَعَصَعتها صُقورُها
بمُرْهَفَةٍ يُذرِي السّوَاعِدَ وَقْعُهَا، … وَيَفْلِقُ هَامَ الدّارِعينَ ذُكُورُها
وَنَحنُ أزَلْنا أهل نَجرَانَ، بَعدَما … أدارَ على بَكْرٍ رَحَانَا مُدِيرُها
وَنَحنُ رَبِيعُ النّاسِ في كلّ لَزْبَةٍ … مِنَ الدّهْرِ لا يَمشي بمُخٍّ بَعيرُها
إذا أضْحَتِ الآفاقُ من كُلّ جَانِبٍ، … عَلَيْها قَتامُ المَحْل بَادٍ بُسُورُها
وَشُبّ وَقُودُ الشِّعرَيَينِ وَحَارَدَتْ … جِلادُ لِقَاحِ المُمْحلينَ وَخُورُها
وَرَاحَ قَرِيعُ الشّوْلِ مُحدَوْدب القَرَا … سرِيعاً وَرَاحتْ وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها
يُبَادِرُهَا كِن الكَنِيفِ إمَامُهَا، … كَما حَثّ رَكْضاً بالسَّرايا مُغِيرُهَا
هنَالِكَ تَقْرِي المُعْتَفِينَ قُدُورُنَا … إذا الشَّوْلُ أعيَا الحالِبينَ دُرُورُها
وَنَعْرِفُ حَقَّ المَشْرَفِيّةِ، كُلّمَا … أطَارَ جُنَاةَ الحَرْبِ يَوْماً مُطِيرُها