لمنِ الرسومُ بـ ” رامتينِ ” بلينا … كسيتْ معالمها الهوى وَعرينا
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ … حَرَكَاتُهُنَّ مِنَ الغَرَامِ سُكُونَا
أيقظتُ فيها كلَّ وجدٍ هاجعٍ … بِيَدِ السُّهَادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
وَجَرَتْ رِكَابُ البَيْنِ فيها بالجَوى … فَتَخَالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
لوْ كُنْتُ أَعْرِفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ … مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
لاَ طُلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلاَلِها … ما لمْ يكنْ بفنائها يغنينا
واهاً لأيامِ الربيباتش التي … فيها نحلُّ نوى ً وَ نعقدُ لينا
أفلتْ كواكبُ صبوتي بأفولها … فلوَ أنّض أياماً بقينَ بقينا
سهلنَ وعرَ الوجدِ في طرقِ الهوى … وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزَاءِ مَصُونا
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ فيها آخِذٌ … بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
كَتَبَتْ بِأَقْلاَمِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً … تقرا بأفواهِ الجفونِ خفينا
فكأنني وَحبيبُ قلبي منشدٌ : … «يَا رَبْعَ خَوْلَة َ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا»
تاللهِ لوْ أنسيتُ في سنة ِ الكرى … شَوْقي إلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسْنَانِ الحَشى … عَمَّا يُبينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
أضحى يقينُ الصبرِ بينَ ضلوعهِ … شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
حتى تطلعَ قلبهُ منْ صدرهِ … جزعاً وَأظهرَ سرهُ المكنونا
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدِي البِلَى في مَلْعَبٍ … لوْ أننا متنا بهِ لحيين
عَلِقَ الهَوَى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعَايَة ٍ … ما زالَ في ولعِ السلوَّ ركينا
صالَ الزمانُ بهِ على َ أحداثهِ … حتى كأنَّ لهُ عليهِ ديونا
تفنى مدامعنا وَما نفنى بها … فكأنها سخطتْ لما يرضينا
مترسماتٍ بالرسومِ تخالُ في … ألوانها مما بنا تلوينا
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ «لأَحْمَدَ» عَنْوَة ً … أنْ لاَ يزالَ على َ الخطوبِ معينا
حرمٌ لغاشية ِ الندى لوْ لمْ يكنْ … تغشى يداهُ بالسؤالِ غشينا
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ … أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
قدْ أورقتْ منهُ الظنونُ وَ أثمرتْ … نيلاً يظلُّ الكُّ فيهِ يقينا
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنَى طُلاَّبِها … فوقفنَ مما قدْ وقفنَ وجينا
يهتزُّ للجدوى اهتزازَ مهندٍ … أبلتْ مضاربهُ الغداة َ جفونا
تُثْنَى إلَيْهِ أَعِنَّة ُ الرَّوْعِ الَّذِي … يَدَعُ الجَوَادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينَا
خطبَ السيوفَ منَ الحتوفِ ولمْ يكنْ … بمهورهنَّ على البقاءِ ضنينا
وَكذَاكَ أَطْرَافُ القَنَا مِنْ طَعْنِهِ … تَرَكَتْ لأَوْرَاقِ الصُّخُورِ غُصُونا
كالشَّمْسِ حُسْناً والحُسَامِ خُشُونَة ً … وَالمزنِ جوداً وَالأراكة ِ لينا
يا مسقماً بالبذلِ صحة َ مالهِ … فِينا وَهَادِمَهُ بِما يَبْنِينا
أسرجتَ في داجي الوغى لبني العدا … سرجاً بكفكَ في النحورِ طعينا
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ … جعلَ الثريا في ثراهُ كمينا
لاَ باتَ بأسكَ تحتَ أشراكِ الوغى … أَبَداً لِحُزْنِ الحَادِثَاتِ حَزِينا
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرَقَ الغِنَى … وَدفعتَ عني باليقينِ ظنونا
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزَائِمي … وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزَاءِ فيكَ قَرِينا
وَكسوتني وَالمكرماتُ تقولُ لي : … افْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
مِنْ كُلِّ سَافِرَة ِ الطِّرَازِ كأَنَّها … تَصِفُ المَكَارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَوَاكباً … أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
وَكأنما الآمالُ عنكَ تفرعتْ … فينا فما يطلبنَ غيركَ فينا
فاسلمْ فإنكَ ما سلمتَ منَ الردى … وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَيَاة ِ سُقِينا