كان الهدى بابي المهدي يعتضد … فأين ساعد دين الله والعضد
فل الحمام حساماً في مضاربه … كانت جراثيم أهل الظلم تنحصد
حلت بحامية الإسلام نائبة … والهفتاه فمال الركن والعمد
فكل عين غدير من مدامعها … وكل قلب سعير بالاسى يقد
لا تبعدن أبا المهدي آونة … وان منيت بقوم عنك قد بعدوا
وانهض بعزمك وهو السيف منفرداً … ان العظيم بسيف العزم ينفرد
قد كان يومك معروفاً مآثره … فلا عليك إذا هم فضله جحدوا
ان سر نعيك قوماً لاخلاق لهم … فهز القذاة لعين الشرع والسهد
اليوم قد رزء الإسلام مرزئة … كبرى تبيت لها الاحشاء تنقد
من للدروس التي آلت معالمها … إلى الدروس إذا طلابها حشدوا
من للمنابر يرقاها فيرسلها … فوائداً من فيوض العلم تطرد
يطوف خمس مئين حول منبره … وكلهم بارع بالفضل مجتهد
فآية الله تدعى تارة وإذا … تفاقم الخطب تدعى أيها الاسد
جاهدت في الله تيجاناً قد انعقدت … على المظالم حتى انحل ما عقدوا
فما تمثلت للمخلوع في حلم … الا رأى بك جيش الموت يحتشد
كم باليراعة قد قومت ذا أود … فهي الثقاف لمن أضحى به أود
تصلى العدى لهباً منها إذا برقوا … يوماً وتمطرهم حتفاً إذا رعدوا
جهدت بالحق ان تعلو اشعته … كما أولئك في اطفائه جهدوا
بثثت في جسد الإسلام روح علا … وكان رهن خمول ذلك الجسد
فقد جذبت بضبع المسلمين إلى … أوج الرقي ولكن أعوز الأمد
سعيت سعي حريص باتحادهم … حتى استجابوا لداعي الحق واتحدوا
وكان طوع مساعيك التي سلفت … لو كنت تبقى لنا المستقبل الرغد
ان انكرت يدك البيضاء طائفة … فالله خير شهيد انها ليد
أغثت إيران حيث المستغيث بها … حشاشة ما لها صبر ولا جلد
للمستبدين فيها كل واقعة … منها فرائص أهل العدل ترتعد
فالمال منهبة والعرض معرضة … للهتك والخصم في استعمارها حرد
فقمت بالحق اشفاقاً على فئة … رأيتها رهن أيدي الجور تضطهد
وقد تأسيت بالماضين في محن … حتى وردت بها الورد الذي وردوا
فالشرق بعدك يا شمس السعود غدا … مآتماً لك بالأحزان تنعقد
كانت حياتكم في الرزء سلوتنا … واليوم كل نعيم بعدكم نكد
يا بدر داجية تجلى الخطوب به … إذا اكفهر ظلام سوف تفتقد
لو ان شمس الضحى من نورك اقتبست … لم يخل من نورها أرض ولا بلد
لو استعار نداك الغيث في كرم … عم الرواء وفاض الجود والرفد
لو ان بيض الضبا من عزمك انطبعت … لم يغن عن دارع ان يحكم الزرد
كنت الغريب غريب الوصف نادره … فمثل أيامك الأيام لا تلد
ان الوجود تحلى منك جوهرة … قدسية لا يداني فضلها احد
ما حط فضلك نقد الجاهلين به … بل كنت تزداد فضلا كلما نقدوا
تثني عليك رجال الفضل كلهم … وما يعيبك الا الجهل والحسد
حيى صنيع اياديك السحاب ثرى … اقام فيه التقى والعلم والرشد
وقدست تربة ضمت صفايحها … روحاً إلى الله في رضوانه تفد