قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا … وأَذَبنا بلُجَين الكأس تبرا
وتخيَّلْنا الحميّا لهباً … وحسبنا أنّها بالماء تورى
قال لي الساقي وقد طاف بها … هي خمرٌ وتراها أنتَ جمرا
يا نديماً قد سقاني كأسه … إسقنيها في الهوى أخرى وأخرى
إنَّ أحلى العيش ما مرَّ على … روضة غنّاء والكاسات تترى
ويد المزن وأزهار الرُّبا … نشرتْ من بعد ذاك الطيّ نثرا
فأَدِرْها قرقفاً إنْ مُزِجَت … كَلَّلَتْ ياقوتها بالمزج درّا
لا تَخَف من وِزْرِها في شربها … أو تخشى مع عفو الله وزرا
راحة الأرواح بالراح التي … لم تدع للهمّ في الأحشاء ذكرا
وبأهلي ذلك الظبي وإنْ … أوسعَ المغرم إعراضاً وهجرا
غرَّني في حبّه ذو هيف … كلّما لام به العاذل أغرى
صال باللحظ على عشاقه … وَلَكَم من كرّة ٍ في الحب كرّا
قد قضى في الحبّ أنْ أقضي به … وقضايا حبّه صغرى وكبرى
ما عَلَيه في الهوى صيَّرَ لي … كبداً حرّى وقلباً ما استقرّا
يا زماناً حَذرت أخطاره … نحن لم نأخذ من الأيام حذرا
أنْتَ من دون النقيب القرم لا … تَمْلِكُ اليومَ لنا نَفعاً وضَرّا
سيّدٌ أمّا نداه فالحيا … دوه جوداً وأدنى منه وفرا
هكذا من كان تجري كفّه … نايلاً وفراً وإحساناً وبرّا
وإذا ما المُعوِل العافي أتى … بابه العالي کغتنى فيه وأثرى
باليد البيضاء كم أمطرنا … من غوادي جودها بيضاً وصفرا
وردوا البحر أناسٌ قبلنا … لا وردنا غير تلك اليد بحرا
نتحرى كلَّ آنٍ جودها … وهِو بالفضل وبالمعروف أحرى
وإذا مُدَّت إلى أعدائها … جزرتهم بالمواضي البيض جزرا
هُوَ ربّ الكَرَمِ المحضِ الذي … لا يرى الإقلال يوم الجود عذرا
وإذا أولاك من إحسانه … ساعة ً في عمره أغناك دهرا
فيميناً كلّما شاهدته … قلت فيه إنَّ بعدَ العسر يسرا
سيّدٌ سهلٌ بأوقات الندى … وبأيام الوغى لا زال وعرا
يصنع المعروف مَعْ كلّ امرىء ٍ … وهو لا يبغي على المعروف أجرا
لم يخب في الناس يوماً آملٌ … جاعلٌ آلَ رسول الله ذخرا
نثرالمال على وفّادِه … فشكرنا فضله نظماً ونشرا
سيّدي والفضلُ لولاك عفا … فجزاك الله عن عافيك خيرا
بأبي أنت وأميّ ماجدٌ … قادريٌّ هو أعلى الناس قدرا
ملكتْ رقّي منه أنعمٌ … بعدَ ما كنتُ وأيم الله حرّاً
أيُّ نعمائك يقضي حقّها … أيّها السيّد هذا العبد شكرا
إنّما الفخر الذي طلتَ به … شرح الله به للمجد صدرا
ولقد جَاوَزْتَ حدّاً في العلى … رجعت من دونه الأبصار حسرى
فاهنا بالعيد ودم مبتهجاً … ناحرُ الحاسدِ بالنعّمة ِ نحرا