قل للحسين ولات حين ملام … ماذا حنيت على بني الإسلام
البيت والحرم المطهر موجع … ومروع لا يحتمي بذمام
باتا على مضض يهيج دخيله … جار يبيت على جوى وسقام
كل عبثت به وكل يشتكي … ما ذاق باسمك من سهام الرامي
خدعوك بالتاج الملفق وابتنوا … لك عرش مملكة من الأوهام
واستحدثوا لابنيك ما لا تدعي … خدع الرؤى وعجائب الأيام
ملك يزول ودولة يهوي بها … حادي التباب وسائق الإعدام
الله خصمك والرسول فزدهما … حربا ولا تؤذنهما بسلام
واردد على الوحي المنزل حكمه … فلأنت رب الوحي والأحكام
واملك على جند الملائك أمرها … فلأنت رب الجند والأعلام
يا وارث البطحاء عن عدنانها … وسليل كل مغامر مقدام
لست الصميم المحصن من أبنائها … حتى تعيد عبادة الأصنام
نظرت أمية ما ركبت وهاشم … ورأت مكانك في العباب الطامي
فاذا الوجوه من الحياء صوادف … وإذا القلوب من البلاء دوامى
لو خير الأعراب في أنسابهم … لتلمسوا الأنساب في الأعجام
إن يقطعوا الرحم الرؤوم فحسبهم … أن ابن عون من ذوى الأرحام
نكب الحجيج وبات كل موحد … قلق الهموم مسهد الآلام
يمسى لما صنع الحسين ورهطه … في مأتم بين الضلوع مقام
ما أضيع الحرمين في يد عصبة … ملكت سبيل الحج والأحرام
إيه شعوب المسلمين أنوم … أم أنت يقظى بعد طول منام
هبي فقد امسى تراثك سلعة … تأتى وتذهب في يد المستام
الله أكبر ما لدينك مانع … إن نمت عنه وماله من حام
قل للحماة الصادقين لربهم … عرض النبوة بات غير حرام
إن الخلافة حقها وتراثها … لمدافعين عن الذمار كرام
والدين في كل الممالك لم يقم … إلا بأجرد سابح وحسام
فاستصرخوا أسد الحفاظ فأنما … تحمى العرين مخالب الضرغام
إن الذي رفعت سيوف نبيكم … صدعت قواه معاول الهدام
جاد الحسين به وكان يصونه … بخل البناة وشدة القوام
لا تسلموا الشهداء في أركانه … هو من دماء برة وعظام
ويح النبي أما يباع رفاته … بسوى لباس لابنه وطعام
دار النبوة والهداية أصبحت … دار الذنوب ومنزل الآثام
يا رب ماذا في كتابك بعدها … لنبي المشارق من أذى وعرام
بلغ البلاء بنا المدى وتراكضت … فتن جوامح غير ذات لجام
إرفع عن الاسلام سوطك واكفه … ضربات قوم من بنيه طغام
نصروا العدو على الولى وضاربوا … بسلاح كل مشاغب ظلام
هم آثروا دنيا العقوق وتاجروا … فيها بدين الواحد العلام
وشروا لأنفسهم طويل ندامة … بقليل مال زائل وحطام
قوم إذا دان الهداة بألفة … دانوا بتفرقة وطول خصام
مهلا خليفة ربنا من هاشم … إن الرواية آذنت بختام