خَطَتْهُ فَلَمْ تَحفِلْ به الأَعيُنُ الْوُطفُ … وكانَ الصَّبَا إِلفا فَفَارَقهُ الإلْفُ
وأَسْلى الغَوانِي عَنْهُ مُبيضُّ فَوْردهِ … وَكانَ يُغَنَّيهِنَّ مُسْودُّهُ الوَحْفُ
فَكمْ مَوعِدٍ أَتْوَينهُ ولَويْنَهُ، … فأَوَّلُهُ مطْلٌ ،وآخِرُهُ خُلْفُ
جَفَا مَضْجَعِي، وأَيُّ مَضجعِ مُغرْمٍ … يُقضُّ بِلوغَاتِ الفِراقِ فَلاَ يَجْفُو
وجَدْت الْمُحبِّين اسْتُرقَّت دُمُوعُهُمْ … فَهُنَّ عَلىأَشجَان لَوعتِهمْ وقْفَ
إِذا احتَدَمتْ أَكبادُهُمْ مِنْ صَبَابَةٍ … تضَرَّم مِنها في جَوَانِحِهِمْ رَضْفُ
وَزوْرِ خَيالٍ بَعْدَ وَهْنٍ أَلمَّ بي … وَأَحشاؤُهُ مِنْ فرْطِ خِيفتِهِ تَهفُو
وقد أَشرقتْ حتَّى أَقامت وجُوههَا … على جِهَةِ الغَرْبِ الفَوارِسُ والرِّدفُ
وُقُوفاً بِأَعْلَى منظَر قَد تَوَازَنتْ … مَنَاكِبُ مِنْهُمْ مِثلَ ما وَقَفَ الصَّفُّ
أَرى التَّاسَ صِنْفَي رفْعةٍ ودناءةٍ، … طَغَامُهُمُ صِنْفُ وأَعْيانُهُمْ صِْفُ
لقدْ شَرَّدَ الأَعرابَ كُلَّ مُشَرَّدٍ … تَسوُّقُ غَادٍ في سياقَيهِ عَسْفُ
زُحُوفٌ إِذا ما مَعشَرٌ زاغَ رأْيُهُمْ … فَلمْ يسْتَقيمُوا سَارَ تِلْقاءهُمْ زَحفُ
رأَت رُشدَها عِجْلُ فَثابَتْ حُلُومُها … وَلَمْ يَعْشَ مِنْها عَنْ مَراشِدها طرْفُ
وجَاءت بنُو شَيبانَ تَنْشُدُ حِلفها … ولاَ إِلَّ لِلعاصي لَدَيْكَ ولاَ حِلْفُ
كَأَنَّ الوَدِيعِييَّنَ لَيلَةَ جِئْتَهُمْ … هَوَى بِهمُ في غُمرِ مسجُورَةٍ جُرْفُ
مضَوْا بيْنَ أَضعافِ الخُطُوبِ كما مَضتْ … جَدِيسُ،وبانَتْ عَنْ مَنازِلها هَفُّ
وَلاَ لابْنِ سَيَّارِ مِنَ الأَمرِ بَعدها … خِياَرٌ إِذا اخْتارَ القسِيمُ ولا نَصْفُ
وأَضْحوا وكانُوا لا يُنهْنِهُ شَغْبَهُمْ … إِذا قيلَكُفُّوا تَخمُّطِكُمْ كَفُّوا
ولمَّا استَقَرتْ في جلُولاَ ديارُهُمْ … فلا الظَّهْرُ من ساتِيدَ ماءَ ولا اللَّحْفُ
أَقامُوا نَدامًى مُترعاتٌ كؤُوسُهُمْ … لدَيهمْ ،وصرْفُ الدَّهر بَيْنَهُمْ صِرْفُ
تَوافَتْ لَهُمْ آجالُهُمْ فَكَأَنَّهُم … لَقُوا صَعْقةً أَو فصَّ بينهُمْ حتفُ
ورامتْ بَنُو تَيْمٍ بِكرْماءَ مُتعةً … فما كَرُموا عِندَ اللِّقاءِ ولا عفُّوا
وما بَرحَ التَّفْرِيطُ حتى أَصارهُم … إِلى خُطةٍ فيها الخزِيَّةُ والخْسفُ
إِذا انْتَزفُوا خِلْفا مِنَ الشَّرِ رَدَّهُمْ … أِلى أَول الوِرْد ِالذي أنتزفوا خِلْفُ
وإِلاَّ يُنِيبوا تَقْضِبِ القُضُبُ الرَّدى … وسُمْرٌ بسَابرُّوجَ تَمنعُها عُجْفُ
وإِلاَّ يُنِيبُوا صَاغِرينَ ويَرْجِعُوا … تَدُرْ بينْهُمْ كَأَسُ الحِماَمِ بِكَ الصِّرْفُ
لَنَا حَاتِمانِ للمُجَدِّدِ مِنْهُما … على المُبْتدِي في كُلِّ مَكْرمُةٍ ضِعْفُ
خَلائِقُ إِن ْأَكْدى الحَيا في غَمامِهِ … تتابَعَ عُرفاً من كَرَائِمِها العُرْفُ
أَحاطَتْ بِآفاقِ المَعَالي وأَشرَفتْ … بَها نَخوةٌ من أَن يُحيطَ بِها وَصفُ
لبِسْنَا مِنَ الطَّائيِّ آثارَ نِعْمَةٍ … تبينُ عَلَى مرِّ اللَّيالي ولا تَعْفُو
إِذا سَبَقتْ مِنْهُ يَدٌ فَتُشُوهِرتْ … أَبَّرتْ عَليها مِنْ نَداهُ يَدٌ تَقْفُو
وأَلفَانِ مَا يَنْفكُّ يدْنو مَداهُما … فَمِنْ مَالِهِ أَلفٌ،ومنْ جاهِهِ أَلفُ