أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا … وَقَدْ وَشَّحَتْ أَرْجاؤهُ الرَّوضَ أَغْيَدا
جَلا الُأْقحوانُ النّضْرُ ثَغْراً مُفَلَّجَاً … بِهِ، والشَّقيقُ الغَضُّ خَدّاً مُوَرَّدا
إذا المزنُ أذرى دمعهُ فيهِ خلتهُ … على طررِ الرَّيحانِ درّاً منضَّدا
وما الجزعُ منْ واديهِ ربعاً ألفتهُ … فقد كانَ مغنى ً للغواني ومعهدا
تلوحُ بأيدي الحادثاتِ رسومهُ … وُشوماً،فَلا مَدَّتْ إلى أَهْلِهِ يَدا
ولا زالَ يسقي شربهُ منْ مدامعي … شآبيبَ تحكي اللُّؤلؤَ المتبدِّدا
وقفتُ بهِ والشَّوقُ يُرعي مسامعي … حَنينَ المَطايا وَالَحمامَ المُغَرِّدا
وأبكي وفي الإعوال للصَّبِّ راحة ٌ … فَأُطْفِىء ُ ما كانَ التَّجَلُّدُ أَوْقَدا
ويعذلني صحبي ويعذرُني الهوى … وَهَلْ يَسْتَطيعُ الصَّبُّ أَنْ يَتَجَلَّدا
وَشَرُّ خَليلَيَّ الّذِي إنْ دَعَوْتُهُ … لِيَدْفَعَ عَنِّي طارِفَ الهَمِّ فَنَّدا
وَلَوْلا تَباريحُ الصَّبابَة ِ لم أَقِفْ … على مَنْزِلٍ بِالأَبْرَقَيْنِ تَأَبَّدا
ذَكَرْتُ بِهِ عَيْشاً خَلَعْتُ رداءَهُ … وجاذَ بنيهِ الدَّهر إذْ جارَ واعتدى
وقد خاضَ صبحُ الشَّيبِ ليلَ شبيبة ٍ … تحسَّرَ عنّي والشَّبابُ لهُ مدى
وبثَّ ضياءَ كادَ منْ فرقي لهُ … يضلُّ بهِ لبِّي وبالنُّورِ يهتدى
تَوَسَّدَ فَوْدِي وَفْدُهُ قَبْلَ حِينِهِ … وَذلك زَوْرٌ ليسَ يُخْلِفُ مَوْعِدا
وأخلقَ سربالُ الصِّبا فأظلَّني … نوالُ غياثِ الدِّينِ حتّى تجدَّدا
وقدْ كنتُ لا أرضى وإنْ بتُّ صادياً … بِرِيٍّ ولو كانَ المَجْرَّة ُ مَوْرِدا
وَيَأْبَى أُوامِى أَنْ يَبُلَّ غَليلَهُ … سِوى مَلِكٍ فاقَ البَرِيَّة َ سُؤدَدا
فيمَّمتُ خيرَ النّاسِ إلاّ محمَّدا … قَسيمَ أَميرِ المُؤمِنينَ مُحَمَّدا
وَقَبَّلْتُ مِنْ يُمْنَى يَديهِ أَناملاً … تموجُ على أطرافهِ………
وَقَد خَلفَتْ صَوْبَ الغَمامِ شِمِاُلهُ … ولوْلاهما لمْ يُعرفِ البأسُ والنَّدى
وَصارَ صَنيعَ البَذْلِ في النّاسِ عَدْلُهُ … ……… خَدَّيْ كُلِّ باغٍ تَمَرَّدا
وَلم يَخْتَرِطْ ذِئْبُ النُّمَيْرَة ِ نابَهُ … لأحمرَ منْ غزلانِ وجرة َ…
يَنامُ الرّعايا وَهْوَ فيما يَحوطُهُمْ … يُراقبُ أسرابَ النُّجومِ مسهَّدا
وَيَحْميهِمُ مِنْ كُلِّ طاغٍ .. … يُناجِي بِكَفَّيْهِ الحُسامَ المُهَنَّدا
وقد خضعتْ صيدُ الملوكِ مهابة ً … لأِروَعَ مِنْ أَبناءِ سَلْجوقَ أَصْيَدا
إذا رفعتْ عنهُ السُّجوفُ وأشرقتْ … أسرَّتهُ خرَّ السَّلاطينُ سجَّدا
يُحُّيونَ أَوْفاهُمْ ذِماماً لِجارِهِ … وَأَكْرَمَهُمْ أَعَرْاقَ صِدْقٍ وَأَمْجدا
كَأَنَّ الوَرَى في عَصْرِهِ ناطَ كَفّهُ … عليهمْ من الأمنِ النّميمِ…..
يعدُّ علاهُ الغرّ من فرعِ يافثٍ … ……………………..
جَرى ِ بِأَبِيهِ وإبن داوُدَ قَبْلَهُ … وَبَعْدَ ابن …. مُلْكَاً مُوَطَّدا
لَئِنْ أَسَّسُوهُ فَهْوَ أَعْلى مَنارَهُ … وَزادَ على ما أثَّلُوهُ وَشَيَّدا
لهُ راحة ٌ مأمولة ٌ نفحاتُها … يلوذُ بِها…………….
…. بِالبِشْرِ بادٍ حياؤُهُ … يَكادُ يُرَوّي ماؤُهُ غُلَّة َ الصَّدى
وَيُعْشِي عُيونَ النّاظِرينَ وَكُلُّهمْ … يُقلِّبُ في أنوارهِ لحظَ أرمدا
ويُوقظُ أقطارَ البلادِ كتائباً … يجرُّونَ في الرَّوعِ الوشيجَ الممدَّدا
……..القاضياتُ سهامهمْ … بها افترّتِ الآجالُ عن ناجذِ الرَّدى
وما واصلتْ إلا النُّحورَ رماحهمْ … ولا فارقتْ أسيافهمْ قممَ العدا
إذا اعوجَّ منها ذابلٌ في تريبة ٍ … أقاموا بهمْ منْ قرنهمْ ما تأوَّدا
وإنْ لمْ يُجنَّ المشرفيَّ قرابهُ … غدا في الطلى أوْ في الجماجمِ مغمدا
وللهِ درُّ السَّيفِ يجلو بياضهُ … غياهبَ يومٍ قاتمِ الجوِّ أربدا
بِمُعْتَرَكٍ يُلْقِي بِهِ الَموتُ بَرْكَهُ … يُسَلُّ لُجَيْناً ثُمَّ يُغْمَدُ عَسْجَدا
همُ الأسدُ يلقونَ الوقائعَ حسَّراً … وهل يلبسُ الأسدُ الدِّلاصَ المسرَّدا؟
على كُلِّ طَيّارٍ … مُطَهَّمٍ … سَليمِ الشَّظى ضافِي السَّبِيبَيْنِ تَ
تعوَّدَ أنْ يلقى القنا بلبانهِ … وَخاضَ غِمارَ الَمْوتِ حَتَّى تَجَدّدا
عليهِ رداءُ النَّقعِ يُغسلُ منْ دمٍ … كَما تَصنَعُ الخَوْدُ الُملاءَ المُعَضّدا
وَتَلطِمُ خَدَّ الأَرضِ منهُ حَوافرٌ … تُعانِقُ مِنْهُنَّ الجَلامِدُ جَلْمَدا
يُطيعُونَ مَيْمونَ النَّقيبَة ِ أصبَحَتْ … لَهُ الأرضُ داراً والبَرِيَّة ُ أَعْبُدا
أيا خيرَ منْ يهدى إليهِ مدائحٌ … يضمُّ قوافيها الثَّناءَ المخلَّدا
شوارِدُ تَأْبَى حَصْرَ مَجدِكَ .. … إليها ولا ترضى سوى الدَّهرِ منشدا
جذبتَ بضبعي فامتطى الشُّهبَ أخمصي … فَلَمْ أَنْتَعِلْ إلا جُدَيّاً وَفَرْقَدا
وأدنيتني حتّى انطوى النّاسُ كلُّهمْ … على حَنَقٍ لي غَائِظينَ وَحُسَّدا
وأوحى بما أخفي إليكَ منَ الهوى … … كَنَشْرِ الرَّوْضِ عارٍ وأَجْردا
وهذا الّذي أدركتهُ اليومَ لمْ يكنْ … لِيَبْلُغَ ما أَحْظَى بإِدْراكِهِ مَدَى
فعشْ طلقَ الأيّامِ في ظلِّ دولة ٍ … تصافحُ ….. الدّوام مقلّدا
وباعُكَ مَبْسوطً، وَأَمرُكَ نافِذٌ … وَسَيْفُكَ لا يَنْبو، وسَيْبُكَ يُجْتَدى