مجد تسلسل كابرا على كابر … يعتز غابر شأنه بالحاضر
وعشيرة لو أحصيت بكرامها … كانت ولا غلواء جمع عشائر
كم أنجبت للمحمدات وللنهى … من شم أعلام وغر منائر
مرت بها الأحقاب والأسباب لم … تنبت بين أوائل وأواخر
أما فؤاد فهو زين شبابها … وفخارها في وجه كل مفاخر
من قادة الرأي الأولى بنبوغهم … فتحوا لمصر فتوح عهد زاهر
الجاعلين القصد منهاجا لهم … والصادقين عن الطريق الجائر
رجل شأى إقرانه بمناقب … في النابهين من الرجال نوادر
ذو نظرة طماحة وشجاعة … ترتاض بين مصاعب ومخاطر
معها إذا عبس الزمان بشاشة … وبها إلى الأحادث لفتة ساخر
إن تدع داعية المروءة تلقه … ذا جانب وافى المروءة وافر
ما اسطاع يذخر للبلادمنافعا … ولما يرد عليه ليس بذاخر
الحزم في تقديره والعزم في … تدبير يمضي مضاء الباتر
أضحت إدارته لما يعني به … مثلا يردد في الحديث السائر
يعطي الجلائل والدقائق حقها … من جهده المتلاحق المتظاهر
سيان فيه بياض صبح تغتدي … طلباته وسواد ليل ساهر
عجب إحاطته بكل مهمة … وكلت إلى ذاك الذكاء الباهر
لا عينه تسهو ولا تخفى على … ذاك الضمير مخبآت ضمائر
أعماله شتى يسوس أمورها … لبقا ولا يلفي شتيت الخاطر
صافي البداهة ما تراه واقفا … في أزمة تشتد وقفة حائر
لا يستقر نطاق دائرة به … حتى تهاداه عداد دوائر
فتراه بين مزارع ومصانع … شبه النظام لعقدها المتناثر
يهدي الأولى يبنون نهضة قومه … وهو المعلم في مثال التاجر
حسب المعارض أن تكون مدارسا … بالجمع بين منافع ومفاخر
هل كالتعارف ضابط ومؤلف … للعنصر المتناكر المتدابر
ومبصر للناس في أرزاقهم … بموارد تجلى لهم ومصادر
لا حب يعدل حبه أوطانه … في باطن من أمره أو ظاهر
حقق مراميه الكثيرة لا تجد … فيها سوى الغرض النزيه الطاهر
يبغي العزيز من المنى لبلاده … برجاء معتصم ويأس مغامر
ولقد يجوب الأرض ليس مباليا … في غامر تجوابه أو عامر
فإذا مراكبها العجال استبطئت … كانت مطيته جناح الطائر
ماذا أعدد من مناقب جمة … تسمو حقيقتها خيال الشاعر
شيم أتيح لها لتبلغ تمها … من أحصف الأمراء أشرف ناصر
عمر الذي أعيا الحساب فلم يسع … تعداد آثار له ومآثر
قيل يدوي الشرق في تمداحه … بصرير أقلام وجهر منابر
في كل محمدة وكل مبرة … أجرى هواه إلى مداه الآخر
فاهنأ فؤاد بعطفه وبلطف ما … أوتيت من نعم المليك القادر
أولاك أسنى رتبة يبلو بها … معنى الإثابة في طراز فاخر
بالحق أهداها وضاعف فضله … إن كان مشكورا بصورة شاكر