كذا تتجلى الشمس بعد كسوفها … وتبرز أغماد الوغى من سيوفها
ويمرع بالأشجار عود ربيعها … ويونع بالأثمار كر خريفها
ونعلم أن الله أبقى لأرضه … رعاية راعيها وعطف عطوفها
ورحمته أبقت حياة رحيمها … ورأفته جادت بنفس رؤوفها
حنانا على مكروبها وغريبها … وصنعا إلى مجهودها وضعيفها
ويا عجب الأيام أخفرن ذمة … لملك متى تستوفه العهد يوفها
وكيف أخافتنا الليالي على الذي … يقي عدو عاديها وخوف مخيفها
وكيف انتحى صرف الخطوب لمهجة … بها أمن الإسلام جور صروفها
وإن غرها بالجود خاتل طائف … تهجى لها الشكوى بغير حروفها
فدب إليها في عديد عفاتها … وراح عليها في سمات ضيوفها
فما ينكر الأوصاب متن مهند … معود قرع الباترات عروفها
ولا بطن كف ما تغب كواكبا … تنوء بمنهل الغيوث وكوفها
مقبل أفواه الملوك وظلها … سماء على مشروفها وشريفها
ولا قدم لا تسأم الدهر ترتقي … ذرى كل صعب المرتقاة منيفها
ولو يتعاطى عاصف الريح شأوها … لعاذ بأرجاء الفلا من عصوفها
وإن نال يا منصور من جسمك الضنى … فأمضى اليمانيات حد تحيفها
صفيحة ضرب شفها الهام والطلى … فراقت بمصقول الظباة مشوفها
عنيف على الأبطال والبذل للهى … بكف على الإسلام غير عنيفها
وإن أسبلت شكواك دمع أبيها … فقد أرقأت بشراك عين أسيفها
وإن ذبلت من دوحة الملك نضرة … فما أوحش الدنيا جني قطوفها
لمدت علينا ظلها من مهادها … ونور سناها من وراء سجوفها
وإن طرحت عنها الرياسة حليها … وبدلها الإشفاق لوث نصيفها
فوشكان ما عادت من الله نعمة … تجلت بها في تاجها وشنوفها
فردت على الإسلام نور عيونهم … وأهدت إلى الأعداء رغم أنوفها
بكر نواصي الخيل نحو ديارها … تنص المنى في نصها ووجيفها
يشب سيوف الهند نور دليلها … ويعيي حساب الهند عد ألوفها
وتنشئ ريح النصر منها سحائبا … تسح على الأعداء ودق حتوفها
يقعقع رعد النصر من جنباتها … ويومض برق الفتح بين صفوفها
وإن عجت يا منصور منها فأسوة … برد جنود المصطفى عن ثقيفها
وصد هدايا البدن دون محلها … وقد أكل الأوبار طول عكوفها
وإن رد زحف الخيل منك بأنه … فأعداؤها رهن بكر زحوفها
وهل غادرت يمناك إلا ودائعا … ختمت عليها في مقر ظروفها
عوائد طير في وكور بروجها … وحيات غور في بطون كهوفها
تأتي نواصي الخيل معقودة بها … عهود مواليها وحلف حليفها
كتائب يكسون الأباطح والربى … بخيل تليدات الوغى وطريفها
ترد عيون الجو عن لمح أرضها … وتثني أنوف البحر عن سوف سيفها
وتسمع خلدان الثرى من صهيلها … ويخرس جنان الفلا عن عزيفها
إذا أرسلت فيها العيون تشكلت … نواظرها في سيرها ووقوفها
لإيلاف شمل المسلمين برحلة … تشج بمشتاها كؤس مصيفها
يقيها هجير القيظ ظل عجاجها … ومجمدة الأنهار نار سيوفها
فلا أوحش الإسلام عام جهادها … ولا أنس الأعداء يوم خلوفها
ولا خترت منك المكارم والعلا … صفاء مصافيها وإلف أليفها
ولا انصرفت عنك الرغائب والمنى … ولا منك إلا مالئات كفوفها
وإن رجعت عن صدق وعدك برهة … حواجب آمال الغريب بصوفها