ـ أهلا .. أتريدين العنوان؟ … مهلا أرجوك … لماذا الآن ؟
لا أدري الساعة … أين أنا … أوّ ما اسمي … أو من أي مكان؟
في صدري تبكي أطيار … عطشى … في جمجمتي شيطان ..
((شيطان أنّى أو ذكر ..؟ … شيطان (الأعشى) أو (حسان) ؟ ))
ـ خفق ناريّ يعزفني … وصدى كأزاهير الرّمان
(هذي أعراض الشّعر كما … جرّبت ولادات الوجدان)
(تغلي كربيع مخبوء … يشتاق إلى لقيا البستان)
(الطّقس رديء ثلجي … أحيانا … جمريّ أحيان)
(أخبار اليوم نفوا ، هجموا … كسروا إحدى كتفي لبنان)
((ألديك جديد تنشدنا ؟)) … ما زال جنينا … بل غثيان
((غدا المولود سنرقيه )) … ـ تدرين مواعيد الفنان
((ما مطلعها ؟.. أقفا نأسى … من ذكرى سينا والجولان))
كلّ الوطن الغالي (سينا) … وجميع مدائننا (عمان)
((موشى)) ما عاد هناك … هنا … وهنا ألفا ((موشى ديّان))
من ذا يقتاد سفائننا ؟ … يا ريح … الموج بلا شطآن
أتعيد الريح دم القتلى … وتشبّ شرايين الميدان؟
أترين مقابرا يوما … تهتاج … فتقذفنا شجعان
ننهمي أمطارا … أو تهوي … أشلاء … أو نمضي فرسان
((مغول … ما دمنا نشوى … أن ينضجنا الألم الحرّان))
((أسخى الثورات جنى ولدت … في المنفى أو خلف القضبان))
((أنسيت القهوة )) ـ فلتبرد … ((بردت جدا سئم الفنجان))
((قل لي اقرأت مقالاتي )) … ـ في أنقى ساعات الإمعان
وقصائدك الحلوات اضحى … وغروب صيفي الأجفان
ديوان يبدو … لا أحلى … منه إلاّ أم الديوان
((شكرا يا … )) وارتبكت ورنا … من عينيها خبث فتّان
وتراءت كامرأة أخرى … تلهو في داخلها امرأتان
فتناست لهجتها الأولى … وتناغت كالطفل الجذلان
وتناغت النبرات على … شفتيها كالفجر النّعسان
((ما يدء قصيدتك الكبرى؟ )) … وأضاءت ضحكتها الفتان
ـ ما زلت أفتش عن صوتي … وفي … في معترك الألحان
وأسائل عن وجهي عنّي … عن يومي في تيه الأزمان
عن حرف حر الوجه له … نفس غضبى وفم غضبان
((الشعر اليوم كما تدري … ألوان … ليس لها ألوان))
((كل الأنفاس بلا عبق … كلّ الأوتار بلا عيدان))
((زمن الصاروخ قصائده … عجلى كالصاروخ العجلان))
((ولن تشدو … والقصف هنا … وهنا … والعصر بلا آذان))
((أيديه فولاذ … فمه … طاحون … أرجله نيران ))
((يرنو من خلف التيه كما … ترنو الحيطان إلى الحيطان))
((أقراص النّوم تبيع له … أهدابا … وهدوءا يقظان ))
ما أضيعنا يا شاعرتي … في عصر الوزن بلا ميزان
في ظل الغزو بلا غزو … في عهد البيع بلا أثمان
أموازنة القوّات سوى … تجميل مناقير العدوان
((فلتسلم فلسفة الأيدي … ولتسقط فلسفة الأذهان))
((كلّ الأوراق بما حملت … تشتاق إلى ألفي طوفان))
ـ ما أتعبنا … يا أخت ، وما … أقوى وأمرّ عدى الإنسان
((إدري إنّا لم نتغير … مهما ((عصروا لون الطغيان))
((أترى القرصان وإن لبسوا … أطرى الأشكال … سوى القرصان
((تدري … ما زلت لمولاتي … نعلا … وأنا نعل السلطان))
((قل : لم نترك وثنا لكن … … … في ؟أنفسنا أصلّ الأوثان))
((ما أضعفنا شيء إلا … ما فينا من طين الإذعان))
((فلأذهب … عفوا طوّلنا )) … ـ لم تذهب لقيانا … مجّال
((حسنا عنوانك )) … وابتسمت … عيناها … كعشايا (نيسان)
ـ(صنعا) يا سلوى عنواني … بيبي : في مزدحم الأحزان
عملي : عزّاف مبتده … يبكي أو يشدو للجدران
صندوق بريدي … معروف … برميل الحرق … أو النسيان
وهدأت برغمي وانصرفت … ولبسنا الصمت على الأشجان