تعب القلب و أضناهُ الوصب
و سرى حرفي براكين الغضب
سلبوا منا مفاهيم المنى
مالنا منهم سوى طود التعب
جلبوا العارَ علينا و الأذى
فكذا صرنا وقودا للحطب
لم تعد تجدي القوافي لا ولا
ما قرضنا من هتافٍ أو خطب
فالمخازي أصبحت مقبولة
في عيون لا ترى غير الشغب
و النفوس السود لا عرف لها
تنكر المعروف لا ترعى الأدب
بلوةٌ صبت على أعمارنا
و غزانا كل من هبّ و دب
أقبل الصبحُ ينادي من همُ؟
و صدى الطير تغنّى في شجب
ما بداري غير نسناسٍ (1) أتوا
شرعوا التضليل من دون سبب
و الدجى يصرخ من طول الأسى
كيف تنسون عذاباتِ حلب
زرعوا الأحقاد شاعوا أنهم
في اختلاف الرأي رقيا تستتب
أين منا العدل في هذا المدى
أين منا الحق من بعد الكرب؟
لا تسلهم يا فؤادي من همُ؟
ليس في الدنيا بلاءٌ كالعرب!!
(1) نسناس : دابة وهمية يزعمون أنها على شكل الإنسان مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ قَوْلِهِ : ” ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ ” ، فَقِيلَ لَهُ : مَا النَّسْنَاسُ ؟ قَالَ : ” يَتَشَبَّهُونَ بِالنَّاسِ وَلَيْسُوا بِنَاسٍ .. jeudi 22 décembre 2016
صباح الحكيم/عراقية