أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا … وَيَبْطُلَ كَيْدُ الحاسدينَ ويُخذَلا
وقاكَ الذي تخشاهُ منْ كلّ حادثٍ … جميلٌ رعاكَ اللهُ فيهِ تطولا
فلا أدركَ الحسادُ ما فيكَ أملوا … وأدركتَ ما فيهمْ غدوتَ مؤملا
سَعَيْتَ لأمْرٍ كامِليٍّ أطَعْتَهُ … أطَعْتَ بهِ أمْرَ الإلَهِ المُنَزَّلا
وكانَ مسيراً فيهِ أوفى مسرة ٍ … وصارَ فُضُولُ الحاسدينَ تَفَضّلا
وَما أُغْمِدَ الهِنديُّ إلاّ ليُنْتَضَى … وَما ثُقّفَ الخَطّيُّ إلاّ ليُحْمَلا
فلِلّهِ يَوْمٌ أنْتَ فيهِ مُسَلَّمٌ … وَهَبتَ لَهُ جُرْمَ الزّمانِ الذي خَلا
فإنْ ذكروا يوماً أغرَّ محجلاً … فإيّاهُ يَعْنُونَ الأغَرَّ المُحَجَّلا
لقد ضَلّ مَن يَبغي لنَصرٍ إسَاءَة ً … وخابتْ مساعيهِ وخانَ التفضلا
أميرٌ لَهُ في الجُودِ كلُّ غَريبَة ٍ … بها يَطرَبُ الرّاوي إذا ما تَمَثّلا
أعزُّ الورى قدراً وأمنعهمْ حمى … وَأكْرَمُهُمْ نَفْساً وَأرْفَعُهمْ عُلى
وما قستهُ في الناسِ قطّ بماجدٍ … وَإنْ جَلّ إلاّ كانَ أزكَى وَأفضَلا
سَوَاءٌ عَلَيْهِ أنْ يُجَرّدَ عَزْمَهُ … إذا نابَ خَطبٌ أوْ يُجرّدَ مُنصُلا
أخو يقظة ٍ لوْ أنّ بعضَ ذكائهِ … ألَمّ بأطْرَافِ الذُّبالِ لأشعَلا
بهِ افتخرتْ تيمٌ وعزّ قبيلها … وأصبحَ منها مجدها قد تأثلا
أمولايَ لقيتَ الذي أنتَ آملٌ … وَبُقِّيتَ للرّاجي نَداكَ مُؤمَّلا
وهنئتَ أبناءً كراماً أعزة ً … رأيتَ لهمْ مثلَ الضراغمِ أشبلا
صلاتهمُ في الجودِ أضحتْ عوائداً … وسائِلُهُمْ في النّاسِ لَنْ يَتَوَسّلا
إذا ركبوا في الروعِ زانوكَ موكباً … وإنْ نَزَلُوا في السّلمِ زانوكَ مَحفِلا
بحُورٌ بُدورٌ في النّوَالِ وَفي الدّجَى … غيوثٌ ليوثٌ في المحولِ وفي الفلا
فلا عدموا من فضلكَ الجمّ أنعماً … أحَلَّتْهُمُ رَوْضَ السّعادة ِ مُقبِلا
عسَى نَظرَة ٌ من حُسنِ رَأيكَ صُدفَة ً … تسوقُ إلى جدبي بها الماءَ والكلا
فها أنا ذا أشكو الزمانَ وصرفهُ … وتأنفُ لي علياكَ أن أتبذلا
مقيمٌ بأرضٍ لا مقامَ بمثلها … وَلَوْلاكَ ما أخّرْتُ أنْ أتَحَوّلا
فَجُدْ لي بحُسنِ الرّأيِ منكَ لَعَلّني … أرَى الدّهرَ ممّا قد جرَى مُتَنَصّلا
وحسبُ امرىء ٍ كانتْ أياديكَ ذُخرَهُ … إذا طرقتْ أحداثهُ متمولا
وما زِلتُ مذ أصبحتُ في النّاس قاصِداً … جَنابَكَ مَقصُودَ الجَنابِ مُبَجَّلا
وهل كنتُ إلاّ السّيفَ خالَطَهُ الصّدا … فكنتَ لهُ يا ذا المَوَاهبِ صَيقَلا
وما ليَ لا أسْمُو إلى كلّ غَايَة ٍ … إذا كنتَ عوني في الزمانِ وكيفَ لا