هل ليالي بالمنقى رجوعُ … مثلما كنّ لي ونحن جميعُ؟
زَمنٌ راعني تذكُّرُهُ الثّا … وي وإنْ كانَ ماضياً لا يَريعُ
كم إليهِ لذاكريهِ حنينٌ … وعليه لناظريه دموعُ
ونزاعٌ ما إن يخاف وإن أك … ـثَرَ عُذّالَه إليهِ النُّزوعُ
حبَّذا ظلُّه ونحنُ ومَن نَهْـ … ـوَى فريقانِ: حافظٌ ومُضيعُ
إذْ قناتي ممتدَّة ٌ وشَفيعي … مِن شبابي إلى الحسانِ شَفيعُ
ساحباً بالبقيع من نشواتي … فضل ثوبي إذ البقيعُ بقيعُ
وطنٌ طاب جوّه وثراه … فكأنّ المصيف فيه ربيعُ
لا أريد الصّديق في مشهديعي … ني كليلٌ وفي المغيب قطوعُ
حسنٌ منه مابدا وقبيحٌ … وكلُّ شئٍ تجنُّ منه الضلوعُ
وإِذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإنِّي … لارتحالٍ عن أهلها مُستطيعُ
بخليل جفا على َّ خليلٌ … وربوعٍ نَبَتْ برَحْلي ربوعُ
وقرا كلِّ جسرة ٍ تحمل اله … م فتنجو وماعلاها القطيعُ
تصلُ الوَخْدَ بالوجيفِ وسِيّا … نِ هجيرٌ في سيرِها وهَزيعُ
يَحسَبُ الجاهلُ المضلَّلُ أنِّي … إن غلابي البعاد سوف أضيعُ
بعد أن سارت الرّكاب بذكر … من فخارى يذيعه من يذيعُ
أرَجٌ لا يضيعُ بينَ رجالٍ … حاولوا طيهُ ولكن يضوعُ
واللّيالي يعلمْنَ أنَّ صنيعي … ساطعٌ في سوادِهنَّ صَديعُ
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ … رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ
سائلِ العاجزَ الجبانَ إِذا ما … أيقظتك الأوتار كيف الهجوعُ؟
ولماذا أسمو بنفسي إذا ما … راعَها في زمانِنا مايروعُ؟
لو نجا خائفٌ بفرط توقّيه لما فارق الحياة الهلوعُ … ـهِ لما فارقَ الحياة َ الهَلوعُ
ضلَّ مَن يبتغي الحياة َ بذلٍّ … فلشرٌّ من الممات الخشوعُ
وقديماً حبُّ الحياة لعوبٌ … ـفِقُ من ريبة ِ الحوادثِ رُوعُ
إنما الفخر أن تولج أمراً … كلُّ قوم عن بابه مدفوعُ
وتجوبَ الدُّجَى لفُرصة ِ أمرٍ … وطيورُ الرَّجاءِ عنها وقوعُ
وبنفسي فتى ً وقلت له نفسي خروج من الخطوب طلوعُ … ـسي خَروجٌ منَ الخطوبِ طَلوعُ
يشهد الحرب حاسراً ثم يأتي … وعليه منَ النَّجيعِ دُروعُ
وتراهُ القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضَيماً … وهْوَ في كلِّ ما أَرَغْتَ مطيعُ
وبطئٌ عن القبيحِ ثقيلٌ … وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ … فغمامٌ دانى الرّباب هموعُ
نحنُ قومٌ تَحلو لنا جُرَعُ المَوْ … تِ إذا كانَ في الدُّعاءِ الخضوعُ
والذي نَبتنيهِ في عَرَصاتٍ … ـه لعينيكَ فالسَّرابُ اللَّموعُ
ولنا يعلم الأنامُ قناة ٌ … ليس فيها لعاجميها صدوعُ
وصَفاة ٌ يزِلُّ أيَّ زَليلٍ … عن علوق بها المقالُ الشنيعُ
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عَيانٌ … وأُصولٌ ما كذَّبتْها فُروعُ