من دلَّ ربّاتِ العيونِ النُّجلِ … أنّ القلوب غرضٌ للمقلِ
فما رمتْ سوداءُ منها أسودا … فغير أن يُجرحَ إن لم يُقتلِ
باع رخيصاً لبَّه يومَ اللوى … موكّلٌ أحشاءه بالكللِ
حكمُ سوى مسلَّطٍ إذا جنى … لم يعتذرْ وإن قضى لم يعدلِ
دمي وقد حرِّم إلا بدمٍ … على اللوى لم حُلَّ ياذاتَ الحلى
سيقتْ لبلبالك بابليَّة … مالكِ يا خالقة َ السحرِ ولي
زعمتِ لا يبلي هواك جسدي … بلى وحبِّيك بلى لقد بلي
دارك تدري أنه لولا الهوى … ما طلَّ دم مقلتي في طللِ
عجنا بها العيسَ سريعاتِ الخطى … شوقاً إليها مائلاتِ الأرجلِ
بنا غرامٌ ما بنا أن وقفتْ … سيّارة ُ الإبل وربُّ الإبلِ
أوقرت المزنُ العيابَ وسرت … فوضعت حمولها بحوملِ
ما علم العاذلُ في إنباضه … سهمَ الملام أنّ سمعي مقتلي
خذ بالأشدِّ كلَّ ما تبغي وإن … قصَّر حظٌّ فانبسطْ وطوّلِ
من يعلُ عزُّ نفسه يعلُ ومن … يعلُ على حكم الزمان يسفلِ
توسُّطُ الشمس جنى كسوفها … وفي التناهي نجوة ٌ لزُحلِ
وكيف لا يأتي الأمورَ من علٍ … معتلقٌ حبلَ الحسين بنِ علي
أذمَّ لي على الأماني ماجدٌ … لو عقدَ الخلودَ لي لم يُحللِ
أبلجُ ما تحت اللسان واضحٌ … بيمنه في كلّ خطبٍ مشكلِ
فاعلُ ما قال على علاّتهِ … إذا السحابُ قال ما لم يفعلِ
جذلانُ ما سألته وزاده … مسرَّة ً إعطاءُ ما لم يُسألِ
دعوته والدهر قد أنبلَ لي … طريرة ً لا تتَّقى بنبلِ
وحيلي ضائعة ٌ في كيده … والرملُ قد كاثرته بحيلي
فبصَّرتني منه نفسٌ حرّة ٌ … شاب الإباءُ شهدها بحنظلِ
حتى نهضتُ نابها نابية ً … عنّي مقاعدُ الخمولِ المرملِ
علمني النسيبَ حتى خلته … أنّ الهوى مطيّة ٌ للغزلِ
وذلّل المديحَ لي نوالُه … والجودُ مفتاحُ اللسان المقفلِ
سل ببني عبد الرحيم وصفهم … ما سار في بيتٍ لهم أو مثلِ
داسوا لحروب من قنا أقلامهم … بالطاعناتِ في الرعيلِ الأوّلِ
كما نازلَ الكميَّ وهو راكبٌ … راكبُ دستٍ منهمُ لم ينزلِ
وجرَّ من كتيبة ٍ في كتبهِ … سرتْ به وشخصه لم يرحلِ
فلا أخلَّ بالعلاءِ موقفٌ … لقدميك زلقٌ بالأرجلِ
وأقبل الأضحى عليك موصلا … إليك عهدَ ألف عيدٍ مقبلِ
يومٌ حكاك شرفا وبهجة ً … وفاق من يعقلُ ما لم يعقلِ
فضلُ الأنام والزمان لكما … في نظر العين وفي التخيّلِ
كأنّما الأيّام في يوم به … والناس منك كلُّهم في رجلِ