ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ … إن لم يكن قتلَ الفؤادَ فقد جرحْ
جلبَ الجمالَ يريد أنفسنا به … ثمنا فتاجرناه فيه كما اقترحْ
أرجتْ جنانَ السفح فيه بنافضٍ … ردنيه عن عرف الجنان إذا نفحْ
عرقُ المجاسد فاض ماءُ شبابه … و الوردُ أطيبُ منه ريحا ما رشحْ
في جيده الكافورِ سبحة ُ عنبرٍ … ما كان أغفلني وليس عن السبحْ
و أما ومشيتهِ توقرَ تارة … صلفا وأحيانا يجنُّ من المرحْ
و مواعدٍ ليَ في خلال وعيده … مزجتْ بدمع صبابتي دمعَ القدحْ
لأشاطرنَّ هواه جسمي إن وفى َ … و لأبخلنّ على العواذل إن سمحْ
راحت تعنفُ في الصبا ما آن أن … يثنيك عن أشرَ الثنيَ نهى ُ القرحْ
و الخمسُ والعشرون تعذرُ فاسدا … لو ناهزتهْ الأربعون وما صلحْ
مناك ظنك بي غرورا أنني … أصحو وفي الظنّ المحالُ المطرحْ
كالليث والغمرُ استغرَّ بثغره … فدنا إليه فاسئلي عما كلحْ
و الصاحبِ التمس الغمامُ تشبها … بيديه لا جرمَ انظري كيف افتضحْ
جاراهما ويكاد يغرق فيهما … بالجود إلا أنه فيه سبحْ
للعزّ ما منعَ الحسينُ فلم تنل … كفُّ الزمان وللمكارم ما منحْ
إن همَّ أبصر غايتيه بحزمه … كالطرف يدرك نوره أنيَّ طرحْ
أو جدَّ في خطبٍ كفاه ووجهه … متبسمٌ فيقول حاسدهُ مزحْ
كم نعمة ٍ لم تلههِ عن عصمة ٍ … و جمادِ عامٍ لم يعقهُ أن انفسحْ
و مدامة ٍ عذراءَ بات نديمها … و بغارة ٍ شعواءَ يومئذٍ صبحْ
رفقا فجربهُ وقل في ناره … إن أضرمتْ وقد اشتواك بما لفحْ
و اهتزَّ كلكلهُ فكنت سحيقة ً … بددا فأين يكون ركنك إن نطحْ
بي أنت ضجَّ السيفُ حتى إنه … لو كان يومَ يسلُّ ذا صوتٍ لبحْ
و شكا جوادك في الضوامرِ بثه … لما استراحت وهو تحتك لم يرحْ
طرفٌ تعود أنه لو طارد ال … ريحَ الشمالَ عليه فارسه بطحْ
و أغرُّ يسرجُ يومَ يسرجُ وجههُ … زهرَ الكواكبِ قام فيها أو سرحْ
و مؤدب الأعضاءِ لا يهفو به … جنباه ما حسَّ الغلامُ وما مسحْ
فسواه ما خلع اللجامَ ومدَّ طغ … يانا وما منع الركابَ وما رمحْ
و لك المقامُ زأرتَ فيه والقنا … أجمٌ فهان على عرينك من نبحْ
و الرأيُ أعجزه الصوابُ فلم يشرْ … فيه سواك ولو أشار لما نصحْ
أمؤاخذي كرما عليَّ قضيتهُ … إن ضاق عنه لسانُ شكري أو رزحْ
غفراً متى قصرتُ عنك فإنني … بالمدح أولى لو بلغتك بالمدحْ
هذا ولم تحفزك قدرة ُ خاطري … ما جاءه عفوا وما فيه كدحْ
كم نومة ٍ للعاشقين وهبتها … ليلا أراقب ديكه حتى صدحْ
و الليلة البهماءُ تولدِ فكرتي … غراءَ يحسدها الصباحُ إذا وضحْ
و لأنتَ باستحسانها أنطقتني … و شرحتَ بالإكرامِ صدري فانشرحْ
و نسيتَ ما أعطيتنيه وفيهمُ … حاشا سماحك منْ إذا أعطى لمحْ
فلغيرك المتسهلُ المبذولُ في اس … ترخاصه ولك الغرائبُ والملحْ