لله “سلمى ” حبُّها ناصبُ … وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى … أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ
أقولُ والعينُ بها عبرة ٌ … وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ
يا ويلتي أحرزها ” واهبٌ” … لا نالَ خيراً بعدها واهبُ
سيقتْ إلى “الشَّام” وما ساقها … إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ
أصبحتُ قد راحَ العدى دونها … ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ
لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ … كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ
يا كاهن المصر لنا حاجة ٌ … فانظر لنا: هل سكني آيبُ
قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها … وشاقني المزهرُ والقاصبُ
بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَة ٍ … ومدهنٌ جاء به عاقبُ
مجلسُ لهو غاب حسادهُ … تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَة ُ الْكَاعبُ
إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى … صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ
وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَة ً … أيام يجري بيننا الآدبُ
يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها … أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ
«سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَة ٌ … يأبى سواها قلبي الخالبُ
غنَّى بها الراكبُ في حسنها … ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ
ليست من الإنس وإن قلتها … جنِّيَّة ً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ
لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا، … وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ
لو خرجت للناس في عيدهم … صلى لها الأمرد والشائبُ
تلكَ المنى لو ساعفت دارها … كانت “لعمرو” همَّهُ عازبُ
أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى … بالميث أم هجرانها واجبُ
قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّة ٍ … ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ
ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا … يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ
وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى … يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ
كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ … فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ
ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ … فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ
أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ … يبكي بوجه حزنهُ دائبُ
لما رأيتُ البخل ريحانهُ … والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ
وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ … عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ
أصفي خليلي ما دحا ظلهُ … ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي … حق أخٍ أو جاءني راغبُ
وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى … إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ
كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ … لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ