كفأ الإلهُ إناءَها … دنياً أطلتُ هجاءَها
سلني بها فلقد قتلتُ … بخبرتي أنباءها
وحلبتُ أشطرها معاً … ومعاً مخضت سقاءها
ولها مواضعُ نقبِها … ثقة ً وضعتُ هناءها
قالآن أنطق أن سبرن … تجاربي آناءها
هي مَن خبرتُ طباعَها … لما خطيتُ وراءها
فوجدت فاركة ً وقلـ … ـتُ أرى الطلاق دواءها
عنها إليك فإنها … تدع القلوبَ وراءها
لا تعزمنَّ بها البنا … ء ودع لها أنباءها
ذاتُ التلوّن ما أقلّ … على الصفاء وفاءها
قلبُ الخدائع كلها … غمست بهنَّ دِلاءها
كم أنفسٍ ملكت بزبر … ج حسنها أهواءها
دهياءُ إلا أنها … جهل الأنامُ دهاءَها
أبداً تدبُّ بها الهمومُ … إلى النفوس ضُراءها
خبأتْ خشونة غدرِها … لمن استلان وطاءها
كالصلِّ: لكن لا يصيبُ … لديغها رقّاءها
خرقاء تُدعي بالصناع … يداً، فدع خرقاءها
لا ترجُ نائلها، فكم … قطعت يداً ورجاءها
وبهدم عمركِ قد سعت … فلمن نريد بناءها؟
اليوم ترشفُ زهوها … وغداً تعالجُ داءها
ما إن حمدتَ صباحها … إلا ذممتَ مساءها
دارُ الفجايع، والروا … يع ما أشق عناءها
يا ناعماً حتى كأنك … لم تخفْ بأساءها
لا تطلبنَّ بها البقاءَ … فقد عرفتَ فناءها
ولقد سمعتَ وكان أفـ … ـضعُ ما سمعت نداءها
أبنى التي أكلت بأضـ … ـراسِ البلا أبناءها؟
أوما كفاكم أنها … سقت الردى أكفاءها؟
طوت المقاولَ كلها … وتحيَّفت أذواءها
ولكم سعت ببشارة ٍ … لبس الزمانُ بهاءها
… بها تطيل نعاءها
ولكم دعت بكريمة ٍ … والموتُ كان دعاءها
فاستُودعت جدثاً أرى … منه أضمَّ خباءها
وأرى الخفارة خدرها … وعفافها، وحياءَها
وأراكَ في دار المكارم … ما أجلَّ عزاءها
مرضت له اليوم السماءُ … بكاسفٍ أضواءها
وبكت لغلَة مَن بهم … سق البسيطة ماءها
والأرض أضحت تقشعرُّ … مرجفٍ غبراءها
وعرا القذا عينَ الزما … ن لمن جلوا أقذاءها
يا خجلة الدنيا لِما … لقيت به عظماءها
وغلطتُ فيما قلتُ، بل … يا ما أقلّ حياءها
أو ما على دار النبوَّ … ة تابعت أرزاءها؟
صدعت بهن حشا الهدى … صدعَ الردى أحشاءها
كم مرَّ من يومٍ نوا … يحه تعط ملاءها
فأتى بقارعة ٍ تزلـ … ـزل أرضها وسماءها
طرقت حمى الدار التي … لبس الورى نعماءها
دارٌ بها فتح الرشا … د بخاتمٍ علماءها
السيدُ المهديُّ أكـ … ـرم من وطا حصباءها
منه بواحدها الشريـ … ـعة كاثرت أعداءها
هذا الذي ببقائه … حفظ الإلهُ بقاءها
للفضل ما ارتفعت سماً … إلا وكان ذكاءها
هو آية الله التي … كست الهدى لألاءها
وأبو كواكبَ لا تضيـ … ـيء النيّراتُ ضياءها
أنوار وحيٍ لا رأت … عينُ الهدى إطفاءها
ونفوسُ قدسٍ قلَّ أن … تغدو النفوس فداءها
هم أسرة ُ الدين التي … فرضَ الإلهُ ولاءها
ولها بواجب ودَّها … صفت القلوب صفاءها
بسطت على الدنيا أكفاً … ما تغبُّ سخاءها
وست بفضلهم الروا … ة ففضَّلت أنباءها
وروت بجعفرهم لحا … ئمة الرجاء رواءها
ذاك الذي نشرت عليـ … ـه المكرماتُ لواءها
ومشى على قدمِ غدا … وجهُ الحسود حذاءها
ناهيك من قمرٍ على الـ … ـدنيا أعاد بهاءها
مِن بعدما لبست لفقـ … ـدِ كرامها ظلماءها
هو للزعامة صالحٌ … شرفاً رقى علياءها
ما حيلتي؟ فله منا … قبُ أفحمت شعراءها
لو استطيع إذاً نظمـ … ـتُ من النجوم ثناءها
فهو الذي في ظله … رأت الورى استذراءها
واستدفعتْ فيه ـ على … أن لا مُغيثَ بلاءها
واستكشفت عنها بوجـ … ـه محمدٍ غماءها
وعيونها بحسينها … رمقتْ وكان ضياءها
بيضُ الوجوه غطارفٌ … نسجَ الفخارُ رداءها
في الشتوة الغبراء لا … تغني الكرامُ غناءها
من درجة وجدتْ بما … ءِ المكرمات رواءها
نشأت تظللُ في الورى … أفنانُها أفياءها
أبني الزمان دعوا كوا … كبَ هاشمٍ وسماءها
فيؤا إليكم عن عُلاً … لهم الإلهُ أفاءها
يا أسرة ً خدمتْ ملا … ئكة السما آباءها
فطر الإلهُ من الجبا … لِ حلومَها وعلاءها
لو تفرشون بقدركم … لفرشتم خضراءها
أولستم المتجاوزيـ … ـن بمجدكم جوزاءها
أمناءَ دين الله سا … دة َ خلقه أمناءها
بين الإلهِ وبينها … وجدتكمُ سفراءها
ركبت سحابة رحمة ٍ … من ذي الرياح رُخاءها
وسرت على الدنيا من الـ … ـفردوس تحمل ماءها
فسقت ضريحاً عنكم … ختمت به أرزاءها