قلبٌ يذوب عليك وجدا … وحشى ً توقَّدُ منك وقدا
وجفون صبٍّ لا تزال … بهذه العَبرات تَنْدى
من زفرة ٍ تحت الضلوع … تمدّ سيل الدمع مدّا
يا قامة الغصن الرطيب … ومقلة َ الرَّشأِ المفدى
وسيوف لحظك إنّها … قَد جاوزت في القتل حدّا
ساعات بينك لا أزال … أعدُّها للهجر عدا
وأقول هل يدنو الوصالُ … وتنجز الآمال وعدا
ما لي مراحٌ من هواك … ولا لهذا الشوق مغدى
كم عاذلٍ قد لامني … فسدَدتُ عنه السمع سدا
وعصيت عذّالي عليك … وقلت للوام بعدا
إنّي لأرعى عهدَ من … لم يرعَ لي في الحبّ عهدا
يا ويح نفسي قد حفظتُ … وضيَّع الأحباب ودّا
ولقد شربتُ هواهم … بالرُّوح قبل اليوم نقدا
وفَقَدتُ صبري بعدهم … لا ذاق من أهواه فقدا
وأنا الفداءُ لمالكٍ … بأجلّ من ولي الأمور
كالغصن قدّاً والبنفسج … عارضاً والورد خدّا
يا ظبي كم صرعت عيـ … ـونُك قبلَنا في الدهر أُسْدا
ورَمَت فلم تُخْطِ الفؤاد … بسهم ذاك اللحظ عمدا
وسقام هاتيك الجفون … لقد عداني بل تعدّى
ولقد ذكرتك والهموم … تمرُّ بي عكساً وطردا
والليل يقدح شهبه … في فحمة الظلماء زندا
فقضت دموعي واجبا … في مثل ذكرك أنْ يؤدّى
أحيَيْتُه بك حَسْرة ً … وقَضَيتُه أرقاً وسُهدا
هزل اصطباري في جفاك … وعاد هزل الوجد جدا
وألانني الدهر المشومُ … وهدَّني بالبين هدّا
لولاك كنتُ على الزَّمان … كما يريدُ الحزمُ صلدا
أمعذّبي من غير ذنبٍ … صبوة ً وجوى ً وصدّا
أنتَ الذي أغويتني … حتّى رأيت الغيَّ رشدا
وهواك أضناني فكـ … ـنتُ من الضنى عظماً وجلدا
أطْلَقْتَ دمعي بعدما … قيَّدتني بالوجد قيدا
وصَحِبتُ وجدي في هواك … فكان لي خصماً لدا
تالله لا أجدُ المدامَ … لذيذة ً والعيش رغدا
مذ قوَّضتْ عني الظعون … وأزمعتْ للبين سعدى
فهناك أظفر بالمنى … وأفوزُ في جدواه قصدا
حلو الفكاهة لو تذاق … وَجَدْتُهَا خمرا وشهدا
وأروح أزجر طائراً … في أسعدِ الأمراء سَعْدا
ما في الرجال نظيرُه … فيهم لهذا القرم ندا
لا زال يُكْبِتُ حاسداً … في مجده ويغيظ ضدا
فجواته وثوابه … قد أعجبا أخذاً وردا
ومناقب مأثورة … نظمت بجيد الدهر عقدا
… وجادها حلاٌ وعقدا
بلغت به غاياتها … العليا ولم يبلغ أشدا
حملتْ يداه كالغمامة … للنَّدى برقاً ورعداً
فاستهدهِ في كلّ خير … إنَّه في الخير أهدى
وبذلك الخلق الحميد … وسعته شكراً وحمدا
الجامعُ الفضلَ الذي … أمسى وأصبح فيه فردا
غمرَ العفاة بنائلٍ … منه إلى العافين يسدى
من راح يُسقى من نداه … فلا أظن الدهر يصدى
وإذا تصدَّى للجميل … فثقْ به فيما تصدّى
يا من يُحيل سمومَها … إنْ شاءَ بعد الحرّ بردا
كم بشّر استبشاره … بالرفد قبل النيل رفدا
خُذها ولا الإبل الشوارد … بالثناءَ عليك تحدى
فاهنأ بعيدٍ لا يزال … كما تؤمل مستجدا
لا يحرمني منك ححظٌ … بالأبوَّة قد تردّى
ولقد أساء بما جنى … حتى امتلتُ عليه حقدا
من كان حُرّ زمانه … كان الزمان عليه وغدا