قد تحلى الروض من قطر الندى … لؤلؤاً رصع ياقوت الشقيق
حبب الطل به قد نضدا … في كؤوس من سلاف ورحيق
جاء للروض شقيق عارض … رمحه بين احمرار واخضرار
مثل خد دار فيه عارض … فزها الورد بريحان العذار
في ربوع قد سقاها عارض … فاكتست اقطارها وشي القطار
ان للغيث على الأرض يدا … توجب الشكر على الروض الأنيق
نثر الدر وصاغ العسجدا … شذرات وشحت وادي العقيق
ومن الأزهار كم جال وشاح … فوق ديباج رياض ومروج
تحسب النوار فيها والأقاح … انجماً زهراً تجلت في بروج
وعلى سجع حمامات البطاح … يتثنى الغصن والزهر يصوج
أين اسحق تغنى أوشدا … من غناء الورق في الغصن الوريق
غردت طبعاً واعطت معبدا … كلفة من نغمة الصوت الرقيق
كل ربع فيه من صنع الربيع … حلل تزرى بصنعاء اليمن
للصبا في ذلك الوشي البديع … خطرات بين غصن وفنن
والنسيم الغض مشغوف صريع … بغواني الزهر في الروض افتتن
من هواها اعتل عشقاً فاغتدى … بلطيف اللفظ يشكو للعشيق
كلما استعطف زهراً زودا … منه بالعنبر والمسك الفتيق
هل صبا نجد تداوي من صبا … بشذى فيه شفاء الدنف
حملت من نشرهم ريح الصبا … باعث الوجد وداعي الشغف
ذكرتني عهد أيام الصبا … فتجرعت كؤوس الاسف
اترى تلك الليالي عودا … ام إلى تلك الثنايا من طريق
لا عدا صوب الغوادي لا عدا … مربعا حل به ذاك الفريق
قد مضت جدّة أيام الشباب … والهوى في القلب غرّيافع
ومن الوفرة قد طار الغراب … حيث بازي مشيبي واقع
وعلى خوف عقاب أو عتاب … أنا بالعفو المرجى طامع
فاسقني الكأس لك النفس الفدى … من مليح اهيف القدر شيق
أنا لا أشرب راحاً ابدا منك … أو تمزج لي راحاً بريق
طرفك السفاح يا ساجي الجفون … كم دم طل وكم دمع اراق
سيف عمرو وهو خواض المنون … كل عن حد مواضيها الرقاق
لو رأى هاروت هاتيك العيون … لرأى من سحرها ما لا يطاق
تسلب اللب وتفني الجلدا … فاتقوا بابل والسيف الذليق
شهد الخد وحقا شهدا … بدم في خدك القاني اريق
لك ثغر دونه سيف المقل … يحرس الورد وورد اللعس
ما عهدنا أن اسياف الأجل … تنتضى وهي عيون النرجس
قد سمحنا بدم فيك يطل … أيها الساقي فجد بالأكؤس
كم رمى لحظك مني الكبدا … يا رشيقاً غادر القلب رشيق
لا أبالي لوم من قد فندا … أنا اعطيت الهوى عهداً وثيق
ثغرك الاشنب ميم والعذار … هو لام والقوام الألف
قد رجوت العطف بي لما استدار … ولو صدغيك فهلا تعطف
كل حرف لمعانيه يشار … وبه للحسن تتلى صحف
من تلاهن إلى العشق اهتدى … والهوى كان له خير رفيق
سورة الحسن وكم قد سجدا … قمر التم لمعناه الدقيق
أنت يا حلو المعاني جنتي … لو دنت منها قطوف وثمار
في جنان الخلد ترعى مقلتي … وفؤادي من اسى يصلى بنار
سعد الطرف ولكن شقوتي … منك للقلب الذي شكوا لأوار
ففريق في سعير خلدا … وحظي في جنة الحسن فريق
راح هذا في نعيم وغدا … ذاك في برح زفير وشهيق
يا مليكاً كلما عز خضعت … لهواه لست أعصى ما أمر
كم من الصدغ إلى الصدغ رجعت … مستجيراً فيه من سهم النظر
عجباً كيف بليلين قطعت … من محيا وجهه دور القمر
قمر من مشرق الحسن بدا … مشرقا ما لسناه من محيق
من رأى ذاك المحيا سعدا … يالجمال الغض والحسن الأنيق
صنم اطلع من غرته … شمس حسن خجلت منها الشموس
ولكم ارسل من طرته … شركاً فاعتلقت فيه النفوس
عبد الخال على وجنته … حين شبت نارها نار المجوس
فرقيق الخد لما استعبدا … خاله فاز رقيق برقيق
قلت للشائم خالا اسودا … هل شممت المسك ذا النشر العبيق
كم اضاءت لي على ذات الأضا … ليلة كان منيراً بدرها
ان بكن عهد التلاقي قد مضى … بالغواني وتقضي عصرها
فلقد عادت بعرس المرتضى … بهجة النفس ووافى بشرها
فغدا العيش نضيراً رغدا … حالياً في لؤلؤ النظم النسيق
عندليب البشر فيه غردا … هزجاً يصدح بالسجع الرقيق
لم أزل بالشعر من قبل ضنين … غير اني اليوم بالشعر سخي
كيف لا اسمح بالعقد الثمين … ولي اليوم الهنا بابن اخي
ذاك عيسى المجد وضاح الجبين … ياقوا في الشعر للمجد ارضخي
فالقوا في خيرها ما أنشدا … في اجتماع الشمل أو مدح الصديق
طيب الاخلاق زاك محتدا … فهو بالمدح جدير وخليق
ماجد ينمي إلى نجر صميم … حبذا النجر السني الأقدس
خلق كالروض حياه النسيم … يأرج النادي به والمجلس
إن للفرع على الاصل الكريم … لدليلا ساطعاً يقتبس
وعليه من مصابيح الهدى … مثل ما أومض لماع البريق
من سجاياه حمدنا الموردا … وانتجعنا روضة الوجه الطليق
وأخوهن القاسم الزاكي الفعال … كوكب المجد هلال النسب
حسنت منه المزايا والخصال … مثلما راقت شذور الذهب
صنو عيسى وهما بدرا كمال … قد اضاءا في سماء الحسب
مجدهم اضحى حديثاً مسندا … لحسين وهو المجد العريق
أهل بيت بالمعالي شيدا … وبه قد شيد البيت العتيق
يا خليلي اشربا كأس الهنا … والبسا ابراد بشر وفرح
إن عرس المرتضى ارشفنا … بالتهاني قدحاً بعد قدح
دام بشرفيه قد نلنا المنى … ما حمام الايك في الغصن صدح
في نعيم العيش يبقى سرمدا … أنسه في صحبة الدهر الشفيق
فخذ الدر الذي قد نضدا … يا خليلا هو بالدر حقيق