اليوم يومُك في الشباب فنادِ … لا نوم بعدُ. ولا شهيَّ رقادِ
قل للذي يبغي الصلاحَ لقومهٍ … بنبيل صنعٍ أو شريفِ جهادِ
بالطبِّ أو بالشعر أو بكليهما … كل الجهودِ فداءُ هذا الوادي
لا خير في قلمٍ اذا هو لَمْ يكنْ … حراً طهوراً كالشعاعِ الهادي
لا خير في طبٍّ اذا هو لم يزُرْ … ظلم الحياة كفرحةِ الأعيادِ
يا أيها الوطن الجريح وجرحه … بصميم كل حشاشة وفؤادِ
صبراً فنحن أساءتك الرحماء في الـ … ـبأساءِ قد جئنا بكل ضمادِ
قل للبناةِ المصلحين ألا اخلقوا … شم الذرى ورواسخَ الأطوادِ
جيلاً من النشء القوِي إذا مشوا … رفعوا الرؤوسَ بعزةٍ وعنادِ
لا خير في الأرواحِ تسكن منزلاً … متهدما رثاَ من الأجسادِ
لا خير في الأرواحِ تسكنُ موطناً … متخاذلاَ لا يرتجى لجلادِ
أبَكَتْ عيونُكم الضعيفَ يصير في … ناب القويِّ فريسةَ استعبادِ
فتبينوا اذنِ الحقيقَةَ واعلموا … ان الطبيعةَ هكذا من عادِ
الجوُّ ملكُ النسر يغشاه على … ما يشتهي والغابُ للآسادِ
مهلاً بني قومي أتيت مذكراً … في ساحةٍ مجموعة الأشهادِ
واخجلتا مما نقدمه إذا … حان الحسابُ وجاء يومُ معادِ
أي الصحائف في غد وحسابكم … في ذمةِ الأبناءِ والأحفادِ
أيّ البلاد هو السعيد وأهله … يتنابذون تنابذ الأضدادِ
كل يعيش لنفسِه في أمةٍ … شقيتْ بطولِ تفرقِ الأفرادِ
فخذوا السبيلَ إلى الحياةِ تآلفاَ … وتكاتفاً في رغبةٍ ووادادِ
خير الصحائف ما كتبتَ سطورَه … بيد الكفاح الحر لا بمدادِ
صونوا البلادَ وأدركوا فلاَّحَكم … كاد الحمى يغدو بغير عمادِ
حيران من مرضٍ إلى بؤسٍ الى … كربٍ تمر به بلاد تعدادِ
هذي ديارُكمُ وهذي شمسُكم … طمعُ الغريب وحرقةُ الحسادِ
ومن المصائب في زمانك أن ترى … بلداً كثير مناهل الروادِ
والخيرُ مدرارٌ عليه وربه … جوعان محروم الرعاية صادِ
والزرع نضر في الحقول وأهله … يتهيأون لمنجل الحصادِ…
هذا زمانكم وذا ميدانكم … ماذا بكم من عدة وعتادِ؟..
نبغي شداد القوم قد شحذوا القوى … في ليل أحداث نزلن شدادِ
ونريد شباناً بمصر استعصموا … ومضوا يصدون الغريبَ العادي
ونريد اطفالاً اذا ما أُرضعوا … فرضاعهم وطنية بسهادِ
لطفل منهم مثل أمي أو أبي … شفتاه أول ما تقول بلادي…
يُغذون في الأرحامِ حب بلادهم … لتكَون مصراً صرخة الميلادِ