فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ … فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ
وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاة ِ إقامتِي … فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي … فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب
خذ العزم من برد السلو فإنما … هوى الغيد عندي للهوان نسيب
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها … لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب
فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لها … طلوعٌ على آفاتها وغروب
ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ … ترى النفس فيه سعيها فتطيب
وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدة ٍ … فكمْ بلدة ٍ فيها المجالُ رحيب
إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً … لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ
ومنكرة ٍ مني زماعاً عرفته … عدوك يا هذي إليّ حبيب
جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ … جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ
وقالت غرابيب درجنَ ببينه … سيستدرج الأعوام وهو غريب
فما كان إلا ما قضى بالُها به … فهل كان عنها الغيب ليس يغيب
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى … وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ
رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى … هي الكفّ ترمي أختها فتصيب
وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ … من الآل هزت جانبيه جنوب
ومستعطفات بالحداء على السرى … إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها … تبوّع منها في النجّاء ضروب
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ … مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب
ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندها … كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب
كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها … فأنت إلى الرحمن منه تتوب
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها … رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ
ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه … مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ
كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ … إذا لذع الأحشاء منه لهيب
وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه … من العرق الجاري عليه صبيبُ
وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه … قطاة ٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه … ولا لاح للتلويح منه شحوبُ
له لولبٌ في العين ليس يديره … لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب
رقيبٌ على شمس النهار بفعله، … أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ
إذا نزل الركبان طابَ لنفسه … على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ
تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكة ٌ … من التبر ليست بالوقاد تذوب
خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه … على كلّ عُودٍ بالفلاة ِ صليبُ