تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي … وليس جَنيبي، إِنْ عَذَلْتِ، بِمُصْحِبي
فلم تُوفدي سُخطاً إلى مُتنصِّلٍ … ولمْ تُنزلي عتباً بساحة ِ مُعتبِ
رَضِيتُ الهوى والشَّوْقَ خِدْناً وصاحِباً … فإِنْ أَنتِ لَمْ تَرْضَيْ بِذَلِكَ فاغْضَبي
تُصرِّفُ حالاتُ الفِراقِ مُصرَّفي … على صَعْبِ حَالاتِ الأَسَى ومُقَلَّبِي
ولي بدنٌ يأوي، إذا الحُبُّ ضافهُ … إلى كبدٍ حرَّى وقلبٍ مُعذَّبِ
وخُوطيَّة ٍ شَمْسِيَّة ٍ رَشَئِية ٍ … مُهَفْهَفَة ِ الأَعْلَى رَدَاحِ المُحَقَّبِ
تُصَدعُ شَمْلَ القَلْبِ مِن كل وِجْهَة ٍ … وتشعبُهُ بالبثِّ منْ كلِّ مشعبِ
بِمُخْتَبَلٍ سَاجٍ مِنَ الطَّرْفِ أحْوَرٍ … وَمُقْتَبِلٍ صَافٍ مِنَ الثَّغْرِ أَشْنَبِ
منَ المُعطياتِ الحُسنَ والمؤتياتهِ … مُجلببة ً أوْ فاضلاً لمْ تُجَلْبَبِ
لَو انَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ … لما قال مُرّا بي على أمِّ جُندُبِ
فتلكَ شُقُوري لا ارتيادُكِ بالأذى … مَحَليَ إِلاَّ تَبْكُرِي تَتَأَوَّبِي
أحاولتِ إرشادي؟ فعقلي مُرشدي … أَمِ استَمْتِ تَأَديبي فَدَهْرِي مُؤَدبي
هُمَا أَظْلَما حَالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَيا … ظَلامَيْهما عن وَجْهِ أَمْرَدَ أَشْيَبِ
شجى ً في حُلوقِ الحادثاتِ، مُشرِّقٍ … بهِ عَزْمُهُ في التُّرَّهَاتِ مُغَربِ
كَأَنَّ لَهُ دَيْناً على كلّ مَشْرِقٍ … من الأرضِ أو ثأراً لدى كلّ مغربِ
رأيتُ لِعيَّاشٍ خلائقَ لمْ تكنْ … لتكْمُلَ إلاَّ في اللُّبابِ المُهذَّبِ
لَهُ كَرَمٌ لَوْ كَانَ في الماءِ لَمْ يَغِضْ … وفي البَرْقِ ماشَامَ امْرؤٌ بَرْقَ خُلَّبِ
أخُو أزماتٍ، بذله بذلُ مُحسنٍ … إلينا ولكنْ عُذرُهُ عُذْرُ مُذنبِ
إذا أمَّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ … مِلاءً وأَلفَوْا رَوْضَهُ غَيْرَ مَجْدِبِ
إِذَا قَالَ أَهْلاً مَرْحَباً نَبعَتْ لَهُمْ … مِياهُ النَّدَى مِن تَحْتِ أَهْل ومَرْحَبِ
يَهُولُكَ أَنْ تَلْقاهُ صَدْراً لِمَحْفِلٍ … ونَحْراً لأَعْدَاءٍ وقَلْباً لِمَوْكِبِ
مصادٌ تلاقتْ لُوَّذا بريودهِ … قبائلُ حيَّيْ حضرموتَ ليعربِ
بأروع مضَّاءٍ على كلّ أروعٍ … وأَغْلَبَ مِقْدَامٍ على كلّ أَغْلَبِ
كلوذهمُ فيما مضى منْ جدودهِ … بِذي العُرْفِ والإِحْمَادِ قَيْلٍ ومَرْحَبِ
ذَوونَ، قُيُولٌ لَمْ تَزَلْ كلُّ حَلْبَة ٍ … تمزّق منهمْ عن أغرَّ مُحنَّبِ
هُمَامٌ كنَصْلِ السَّيْفِ كَيْفَ هَزَزْتَهُ … وَجَدْتَ المَنايا مِنْهُ في كل مَضْرِبِ
تَرَكْتَ حُطاماً مَنكِبَ الدَّهْر إِذْ نَوَى … زِحَامِيَ لَمَّا أَنْ جَعَلْتُكَ مَنْكِبِي
وما ضيقُ أقطارِ البلادِ أضافني … إِلَيْكَ ولكِنْ مَذْهَبِي فِيكَ مَذْهَبِي
وأنتَ بمصرٍ غايتي وقرابتي … بها وبنو الآباءِ فيها بنو أبي
ولاغَرْوَ أَن وَطَّأْتَ أَكْنَافَ مرْتَعي … لِمُهْملِ أَخفاضِي ورَفَّهْتَ مَشْرَبي
فَقَوَّمْتَ لي مَا اعْوَجَّ مِنْ قَصْدِ هِمتَّي … وبيَّضتَ لي ما اسودَّ من وجهِ مطلبي
وهاتا ثيابُ المدحِ فاجرُرْ ذُيولها … عليكَ وهذا مركبُ الحمدِ فاركبِ