بارقٌ لاح فأبكاني ابتساما … نبَّة َ الشَّوقُ من الصبّ وناما
ولمن أشكو على برح الهوى … كبداً حرّى وقلباً مستهاما
ويح قلب لعبَ الوجد به … ورمته أعين الغيد سهاما
دنف لولا تباريح الجوى … ما شكا من صحة الوجد سقاما
ما بكى إلاّ جرت أدمُعُه … فوق خديه سفوحاً وانسجاماً
وبما يسفح من عبرته … بلَّ كميّه وما بلَّ أواما
ففؤادي والجوى في صبوتي … لا يملاّن جدالاً وخصاما
ليت من قد حرموا طيب الكرى … أذنوا يوماً لعيني أنْ تناما
مَنَعونا أن نراهم يقظة … ما عليهم لو رأيناهم مناما
قَسَماً بالحبّ واللوم وإنْ … كنت لا أسمع في الحبّ ملاما
والعيون البابليّات التي … ما أحلّت من دمي إلاّ حراما
وفؤاد كلما قلت استفق … يا فؤادي مرَّة ً زاد هياما
إنَّ لي فيكم ومنكم لوعة ً … أنْحَلَتْ بل أوْهَنَت مني العظاما
وعليكم عبرتي مهراقة … كلّما ناوحت في الأيك حماما
ومتى يذكركم لي ذاكر … قعد القلب لذكراكم وقاما
يا خليليّ ومن لي أنْ أرى … بعد ذاك الصدع للشمل التئاما
أحسب العام لديكم ساعة ً … وأرى بعدكم الساعة عاما
لم يدم عيشٌ لنا في ظلكم … وإذا ما أشرق النادي به
حيث سالمنا على القرب النوى … وأخذنا العهد منها والذماما
ورضعنا من أفاويق الطلا … وكرهنا بعد حولين الفطاما
أترى أنّ الهوى ذاك الهوى … والندامى بعدنا تلك الندامى
كلّما هبّت صبا قلت لها … بلغيهم يا صبا نجد السلاما
وبنفسي ظالم لا يتقي … حوبة المضنى ولا يخشى أثاما
ما قضى حقاً لمفتون به … ربما يقضي وما يقضي مراما
لو ترشَّفتُ لماه لم أجد … في الحشا ناراً ولو هبّت ضراما
ولأطفأت لظى نار الجوى … ولعفت الماء عذباً والمدما
شدّ ما مرّ جفاً مستعذب … من عذابي فيه ما كان غراما
لا سقيتن الحيا من إبلٍ … تقطع البيد بطاحاً وأكاما
قذفتها بالنوى أيدي السرى … في مواميها عراقاً وشآما
ورمتها أسهم البين فمن … مُهَجٍ تُرمى وعيسٍ تترامى
قد بلونا الناس في أحوالها … وعرفناهم كراماً ولئاما
وشربناهم نميراً سائغاً … وزعافاً وأكلناهم طعاما
فمحال أنْ ترى عينٌ رأت … كحسام الدين للدين حساما
إنْ تجرِّده على الدهر يد … فَلَقتْ من خطبه هاماً فهاما
من سيوف أودعه الله به … لم يكن يقبل في الناس انقاسما
نظرت عيناي منه أروعاً … طيب العنصر والقرم الهماما
من كرامٍ سادة ٍ لم يُخلَقوا … بين أشراف الورى إلاّ كراما
رقّ حتى خِلْتَه من رقّة … أرج الشّيح وأنفاس الخزامى
أم كما هبّت صبا في روضة … تنبت الرند صباحاً والثماما
ثابت الفكرة في آرائه … يظهر الصبح كما يخفي الظلاما
وإذا ما قوّم المعوجّ في … رأيه العالي من الأمر استقاما
ثابت في موقف من موطن … يجمع الأعداء والموت الزؤاما
يوم تعرى البيض من أغمادها … وبه يكسي الفريقين القتاما
في نهار مثل مسوّد الدجى … تلبس الشمس من النقع لثاما
لم يضمه من زمان طارق … عزّ جاراً وجواراً أنْ يضاما
قد وجدنا عهده في وده العروة … الوثقى فقلنا لا انفصاما
شمل الناس فأغنى برُّه … وكذا البحر إذا البحر تطامى
بأبي أنت وأمي ماجد … في سماوات المعالي يتسامى
شيّد الفضل وأعلى قدره … بعد أن أصبح أطلالاً رماما
وكفت يمناه بالويل ندى ً … فكفتنا الغيث سقياً والغماما
حاكم بالعدل علويّ الثنا … عن عليٍّ قام بالحكم مقاما
إنما البصرة في أيامه … أعجبت من سار عنها أو أقاما
أفصحت عن أخرسٍ فيك له … من قريض النثر نثراً ونظاما
عربيات القوافي غررٌ … نصبت في قلة المجد خياما
شاعر يهوى معاليك وفي … كل واد من مديح فيك هاما
يا حسام الدين يا هذا الذي … أشكر اليوم أياديه الجساما
فتفضل وتقبّل كل ما … جمعت فيك من الحق كلاما
وثناء طيّباً طاب بكم … ينعش الروح افتتاحاً وختاما