إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ … بين البيوت عن فؤادي ما فعلْ
وهلْ رأيتَ والغريبُ ما ترى … واجدَ جسمٍ قلبهُ منه يضلّ
وقل لغزلان النقا مات الهوى … وطلِّقتْ بعدكمُ بنتُ الغزلْ
وعاد عنكنَّ يخيبُ قانصٌ … مدَّ الحبالاتِ لكنّ فاحتبلْ
يا من يرى قتلى السيوفِ حظرتْ … دماؤهم اللهَ في قتلى المقلْ
ما عند سكّانِ منى ً في رجلٍ … سباه ظبيٌ وهو في ألف رجلْ
دافعَ عن صفحته شوكُ القنا … وجرحته أعينُ السِّربِ النُّجلْ
دمٌ حرامٌ للأخِ المسلمِ في … أرضٍ حرامٍ يالَ نعمٍكيف حلّْ
قلتِ شكا فأين دعوى صبره … كرِّي اللحاظَ واسئلي عن الخبلْ
عنَّ هواكِ فأذلَّ جلدي … والحبُّ مارقَّ له الجلدُ وذل
من دلَّ مسراكِ عليّ في الدجى … هيهات في وجهك بدرٌ لا يدُلّْ
رمتِ الجمال فملكتِ عنوة ً … أعناقَ مادقَّ من الحسن وجلْ
لواحظا علَّمت الضربَ الظُّبا … على قوامٍ علَّم الطعنَ الأسلْ
يا من رأى بحاجرٍ مجاليا … من حيثُ ما استقبلها فهي قبلْ
إذا مررتَ بالقبابِ من قبا … مرفوعة ً وقد هوت شمسُ الأصُلْ
فقل لأقمارِ السماء اختمري … فحلبة ُ الحسن لأقمارِ الكللْ
أين ليالينا على الخيفِ وهل … يردُّ عيشا بالحمى قولُك هلْ
ما كنّ إلا حلما روّعه ال … صُّبحُ وظلاًّ كالشباب فانتقلْ
ما جمعتْ قطّ الشبابَ والغنى … يدُ امرئ ولا المشيبَ والجذلْ
يا ليت ما سوّد أيّامَ الصِّبا … أعدى بياضا في العذارين نزلْ
ما خلتُ سوداءَ بياضي نصلتْ … حتى ذوى أسودُ رأسي فنصلْ
طارقة من الزمان أخذتْ … أواخرَ العيش بفرطات الأوَلْ
قد أنذرتْ مبيضَّة أن حذَّرتْ … ونطقَ الشيبُ بنصحٍ لو قُبلْ
ودلَّ ما حطَّ عليك من سني … عمرك أنَّ الحظَّ فيما قد رحلْ
كم عبرة ٍ وأنت من عظاتها … ملتفتٌ تتبع شيطانَ الأملْ
ما بين يمناك وبين أختها … إلا كما بين مناك والأجلْ
فاعمل من اليوم لما تلقى غدا … أو لا فقل خيراً توفَّقْ للعملْ
وردْ خفيف الظهر حوضَ أسرة ٍ … إن ثقَّلوا الميزانَ في الخيرِ ثقلْ
اشددْ يداً بحبِّ آل أحمدٍ … فإنه عقدة ُ فوزٍ لا تحلْ
وابعث لهم مراثيا ومدحا … صفوة َ ما راض الضميرُ ونخلْ
عقائلا تصان بابتذالها … وشارداتٍ وهي للساري عقُلْ
تحملُ من فضلهمُ ما نهضتْ … بحمله أقوى المصاعيبِ الذُّلُلْ
موسومة ً في جبهاتِ الخيلِ أو … معلَّقاتٍ فوق أعجازِ الإبلْ
تنثو العلاءَ سيِّدا فسيّدا … عنهم وتنعى بطلا بعدَ بطلْ
الطيِّبون أزُرا تحت الدجى … الكائنون وزرا يومَ الوجلْ
والمنعمون والثرى مقطِّبٌ … من جدبه والعامُ غضبانُ أزلْ
خير مصلٍّ ملكا وبشرا … وحافيا داس الثرى ومنتعلْ
همْ وأبوهم شرفا وأمّهم … أكرمُ من تحوى السماءُ وتظلْ
لا طلقاء منعمٌ عليهمُ … ولا يحارون إذا الناصر قلْ
يستشعرون الله أعلى في الورى … وغيرهم شعاره أعلُ هبلْ
لم يتزخرفْ وثنٌ لعابدٍ … منهمُ يزيغ قلبه ولا يُضِلْ
ولا سرى عرقُ الإماء فيهم … خبائث ليست مريئات الأكلْ
يا راكبا تحمله عيديَّة ٌ … مهويَّة الظهر بعضَّات الرَّحلْ
ليس لها من الوجا منتصرٌ … إذا شكا غاربها حيفَ الإطلْ
تشربُ خمسا وتجرُّ رعيها … والماءُ عدّ والنباتُ مكتهلْ
إذا اقتضتْ راكبها تعريسة ً … سوّفها الفجرَ ومنَّاها الطَّفَلْ
عرِّج بروضاتِ الغريِّ سائفا … أزكى ثرى ً وواطئا أعلى محلْ
وأدِّ عني مبلغا تحيَّتي … خيرَ الوصيِّين أخا خيرِ الرسلْ
سمعا أمير المؤمنين إنها … كناية ٌ لم تك فيها منتحلْ
ما لقريشٍ ما ذقتك عهدها … ودامجتك ودَّها على دخلْ
وطالبتك عن قديم غلِّها … بعد أخيك بالتِّراتِ والذَّحلْ
وكيفَ ضمُّوا أمرهم واجتمعوا … فاستوزروا الرأيَ وأنتَ منعزلْ
وليس فيهم قادحٌ بريبة ٍ … فيك ولا قاضٍ عليك بوهلْ
ولا تعدُّ بينهم منقبة ٌ … إلا لك التفصيلُ منها والجُملْ
وما لقومٍ نافقوا محمدا … عمرَ الحياة وبغوا فيه الغيلْ
وتابعوه بقلوبٍ نزلَ ال … فرقانُ فيها ناطقا بما نزلْ
مات فلم تنعقْ على صاحبه … ناعقة ٌ منهم ولم يُرغِ جملْ
ولا شكا القائم في مكانه … منهم ولا عنَّفهم ولا عذلْ
فهل تُرى مات النفاقُ معهُ … أم خلصت أديانُهم لمّا نُقلْ
لا والذي أيّده بوحيه … وشدَّه منك بركنٍ لم يزُلْ
ما ذاك إلا أنّ نياتهمُ … في الكفر كانت تلتوي وتعتدلْ
وأن ودّاً بينهم دلَّ على … صفائه رضاهمُ بما فعلْ
وهبهمُ تخرُّصا قد ادّعوا … أنّ النفاق كان فيهم وبطلْ
فما لهم عادوا وقد وليتهمْ … فذكروا تلك الحزازاتِ الأوَلْ
وبايعوك عن خداعٍ كلُّهم … باسطُ كفٍّ تحتها قلبٌ نغلْ
ضرورة ذاك كما عاهد من … عاهدَ منهم أحمدا ثمَّ نكلْ
وصاحب الشورى لما ذاك ترى … عنك وقد ضايقه الموت عدلْ
والأمويُّ ما له أخّرَكم … وخصَّ قوما بالعطاء والنفلْ
وردَّها عجماءَ كسرويَّة ً … يضاع فيها الدِّينُ حفظا للدولْ
كذاك حتّى أنكروا مكانه … وهم عليك قدَّموه فقبلْ
ثم قسمتَ بالسَّواء بينهم … فعظُم الخطبُ عليهم وثقلْ
فشحذتْ تلك الظُّبا وحفرتْ … تلك الزُّبى وأضرمتْ تلك الشُّعلْ
مواقفٌ في الغدر يكفي سبّة ً … منها وعارا لهمُ يومُ الجملْ
يا ليت شعري عن أكفٍّ أرهفتْ … لك المواضي وانتحتك بالذُّبُلْ
واحتطبتْ تبغيك بالشّرّ على … أيّ اعتذارٍ في المعاد تتكلْ
أنسيتْ صفقتها أمس على … يديك ألاّ غيرٌ ولا بدلْ
وعن حصانٍ أبرزتْ يكشفُ باس … تخراجها سترُ النبيّ المنسدلْ
تطلب أمراً لم يكن ينصره … بمثلها في الحرب إلا من خذلْ
يا للرجال ولتيمٍ تدّعي … ثأرَ بني أميّة وتنتحلْ
وللقتيل يُلزمون دمه … وفيهم القاتلُ غيرَ من قتلْ
حتى إذا دارت رحى بغيهمُ … عليهمُ وسبقَ السيفُ العذلْ
وأنجز النَّكثُ العذابَ فيهمُ … بعد اعتزالٍ منهمُ بما مُطلْ
عاذوا بعفوِ ماجدٍ معوّدٍ … للصبر حمّالٍ لهم على العللْ
فنجَّتْ البقيا عليهم من نجا … وأكلَ الحديدُ منهم من أكلْ
فاحتجّ قومٌ بعد ذاك لهمُ … بفاضحاتِ ربِّها يومَ الجدلْ
فقلَّ منهم من لوى ندامة ً … عنانه عن المصاع فاعتزلْ
وانتزعَ العاملَ من قناته … فرُدَّ بالكرهِ فشدَّ فحملْ
والحال تنبي أنّ ذاك لم يكن … عن توبة ٍ وإنما كان فشلْ
ومنهمُ من تاب بعد موته … وليس بعد الموت للمرء عملْ
وما الخبيثان ابنُ هندٍ وابنه … وإن طغى خطبُهما بعدُ وجلْ
بمبدعين في الذي جاءا به … وإنما تقفَّيا تلك السُّبلْ
إن يحسدوك فلفرط عجزهم … في المشكلات ولما فيك كملْ
الصنو أنت والوصيُّ دونهم … ووارثُ العلم وصاحبُ الرسلْ
وآكلُ الطائر والطاردُ لل … صِّل ومن كلّمه قبلك صلّ
وخاصفُ النعلِ وذو الخاتمَ وال … منهلُ في يوم القليبِ والمُعلّْ
وفاصلُ القضيّة العسراء في … يوم الحنين وهو حكمٌ ما فصلْ
ورجعة ُ الشمس عليك نبأٌ … تشعَّبُ الألبابُ فيه وتضلْ
فما ألوم حاسدا عنك انزوى … غيظا ولا ذا قدمٍ فيك تزلْ
يا صاحبَ الحوض غداً لا حُلِّئتْ … نفسٌ تواليك عن العذب النهلْ
ولا تسلَّطْ قبضة ُ النارِ على … عنقٍ إليك بالوداد ينفتلْ
عاديتُ فيك الناسَ لم أحفل بهم … حتى رموني عن يدٍ إلا الأقلْ
تفرَّغوا يعترقون غيبة ً … لحمى وفي مدحك عنهم لي شغُلْ
عدلتُ أن ترضى بأن يسخطَ من … تقلُّه الأرضُ عليّ فاعتدلْ
ولو يشقّ البحر ثمّ يلتقي … فلقاه فوقى في هواك لم أبلْ
علاقة ٌ بي لكمُ سابقة ٌ … لمجدِ سلمان إليكم تتّصلْ
ضاربة ٌ في حبّكم عروقها … ضربَ فحولِ الشَّولِ في النوق البُزلْ
تضمُّني من طرفي في حبلكم … مودّة ٌ شاخت ودينٌ مقتبلْ
فضلتُ آبائي الملوكَ بكمُ … فضيلة َ الإسلام أسلافَ المللْ
لذاكمُ أرسلها نوافذا … لأمِّ من لا يتّقيهنَّ الهبلْ
يمرقن زرقا من يدي حدائدا … تنحى أعاديكم بها وتنتبلْ
صوائبا إمّا رميتُ عنكمُ … وربما أخطأ رامٍ من ثعلْ