أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ … خيالٌ سرى والساهرون هجودُ
طوى بارقا طيَّ الشجاعِ وبارقٌ … خطارٌ يفلُّ القلبَ وهو حديدُ
يجوبُ الدجى الوحشيَّ والبيدَ وحدهُ … فكيفَ وكسرُ البيتِ عندك بيدُ .
نعم . تحملُ الأشواقُ والعيسُ ظلعٌ … و يمشي الهوى والناقلاتُ قعودُ
و تتسع البلوى فيمضي مصمما … جبانٌ عن الظلَّ الخفوق يحيدُ
من المبلغي والصدقُ قصدُ حديثهِ … و في القول غاوٍ نقلهُ ورشيدُ
عن الرمل بالبيضاءِ هل هيلَ بعدنا … و بانِ الغضا هل يستوي ويميدُ
و هل ظبياتٌ بين جوًّ ولعلعٍ … تمرُّ على وادي الغضا وتعودُ
سوانحُ للرامين تصطادُ مثلها … و حوشُ الفلا وهي الرماة َ تصيدُ
و يوم النقا خالفنَ منا فعاذلٌ … خليٌّ ومعذولُ الغرامِ عميدُ
سفكنَ دماً حراً وأهونُ هالكٍ … دمٌ حكمتْ عينٌ عليه وجيدُ
حملن الهوى مني على ضعف كاهلٍ … و هي وتقولُ الحاملاتُ جليدُ
تطلعتِ الأشرافَ عيني ريادة ً … لقلبي سفاها والعيونُ ترودُ
و ما علمتْ أنّ البدورَ برامة ٍ … وجوهٌ ولا أنّ الغصونَ قدودُ
و قالوا غداً ميقات فرقة ِ بيننا … فقلتُ لسعدٍ إنه لوعيدُ
غداً نعلنُ الشكوى فهل أنت واقفٌ … تسائلُ حادي الركبِ أين يريدُ
و هل تملك الإبقاءَ أو تجحد الهوى … و وجهك قاضٍ والدموعُ شهودُ
و قد كنتُ أبكي والفراقُ دعا بهِ … دلالٌ أداري عطفه وصدودُ
فما أنا من بينٍ رجاءُ إيابهِ … و عودٌ تقضى دونه وعهودُ
هل السابق الغضبانُ يملكُ أمرهُ … فما كلّ سير اليعملاتِ وخيدُ .
رويدا بأخفافِ المطيّ فإنما … تداسُ جباهٌ تحتها وخدودُ
عذيري من الآمال أما ذراعها … فرحبٌ وأما نيلها فزهيدُ
يرينك أنّ النجمَ حيثُ تحطه … و أنّ زمامَ الليث حيث تقودُ
و دون حصاة الرملِ إن رمتها يدٌ … دفوعٌ وسهمٌ للزمان سديدُ
سقى َ الناسَ كأسَ الغدرِ ساقٍ معدلٌ … متى يبدِ قبلَ السكر فهو معيدُ
فمستبردٌ يهنيَ بأولِ شربة ٍ … و مستكثرٌ يثنى له ويزيدُ
و نحى ابنَ أيوبٍ فأصبح صاحياً … وفاءٌ عريقٌ في الوفاءِ تليدُ
فلو لم يبرزْ يومَ كلَّ فضيلة ٍ … كفى أنه يومَ الحفاظِ وحيدُ
حواني وأيام الزمان أراقمٌ … و هبهبَ عنيّ والخطوبُ أسودُ
و لبى دعائي والصدى لا يجيبني … بيقظتهِ والسامعون رقودُ
و أنهضني بالدهر حتى دفعته … و جانبه وعرٌ عليّ شديدُ
و قد قعدتْ بي نصرة ُ اليدِ أختها … و قلصَ عني الظلُّ وهو مديدُ
كفلَ لي بالعيشِ حتى رعيتهُ … على وخمِ الأيام وهو رغيدُ
و أطلقَ من ساقيَّ حتى أنافَ بي … على أربي والحادثاتُ قيودُ
فما راعني من عقني وهو واصل … و لا ضرني من غابَ وهو شهيدُ
من القوم مدلولٌ على المجدِ واصلٌ … إذا ضلَّ عن طرقِ العلاء بليدُ
عتيقُ نجارِ الوجهِ أصيدُ صرحتْ … به عن صفاياها غطارفُ صيدُ
كرامٌ تضيء المشكلاتُ برأيهم … و ينظمُ شملُ المجدِ وهو بديدُ
يسودُ فتاهم في خيوطِ تميمهِ … و يشأى كهولَ الناس وهو وليدُ
إذا نزلوا بالأرضِ غبراءَ جعدة ً … أماهَ حصاً فيها وطابَ صعيدُ
كانَّ نصوعَ الروض حين تسحبتْ … مازرُ منهم فوقها وبرودُ
سخا بهمُ أنَّ السخاءَ شجاعة ٌ … و شجعهم أنَّ الشجاعة َ جودُ
لهم بابنهم ما للسحاية أقلعتْ … من الروض يومَ الدجنِ وهو صخود
و ما غابَ عن دارِ العلا شخصُ هالكٍ … مضى وبنوه الصالحون شهودُ
أبا طالبٍ لا يخلف الفخرُ دوحة ً … و أنتَ لها فرعٌ وبيتك عودُ
بغى الناسُ أدنى ما بلغتَ فطيرتْ … رياحك عصفاً والبغاة ُ ركودُ
و شالَ بكَ القدحُ المعلى وحطهم … و ليس لهاوٍ بالطباعِ صعودُ
فلو كلمتك الشمسُ قالتْ لحقتَ بي … علاءً وإشراقا فأينَ تريدُ
أقرّ لك الأعداءُ بالفضل عنوة ً … و معترفٌ من لم يسعهُ جحود
و كيف يماري في الصباحِ معاندٌ … و قد فلقَ الخضراءَ منه عمودُ
تسمعْ من الحسادِ وصفك واغتبط … فأعجبُ فضلٍ ما رواه نديدُ
و إن نكلوا شيئا فإن فصاحتي … وراءك كنزٌ في الكلام عتيدُ
و بين يديْ نعماك مني حمية ٌ … لها مددٌ من نفسها وجنودُ
إذا رامحتْ حرباً رأيت كماتها … تلاوذُ من أطرافها وتحيدُ
أذودُ بها عن سرحِ عرضك كلما … تطلعَ فيه للفريسة ِ سيدُ
إذا نشطتْ من عقلة ِ الفكرِ أرسلتْ … بها طلقاتٍ وثبهنّ شرودُ
مطايا لأبكار الكلام إذا مشى … على حسكِ السعدانِ منه رديدُ
نطقتُ بها الإعجازَ فالمؤمنون لي … على دينها بين الجنانِ خلودُ
و يحسدني قومٌ عليها وحظها … شقيٌّ وحظّ المقرفاتِ سعيدُ
تمنوا على إخصابهم جدبَ عيشها … و أنهمُ خصوا بها وأفيدوا
و لم أحسبِ البلوى عليها مزاحمٌ … و لا أنَّ ضنكَ العيش فيه حسودُ
لها النسبُ الحرُّ الصريحُ إذا طغت … عليك إماءٌ غيرها وعبيدُ
يزورك منها والنساءُ فواركٌ … كواعبُ تصفيك لمودة َ غيدُ
لهنّ جديدٌ من نوالك كلما … أتى طالعا يومٌ بهنّ جديدُ
ففي كلّ يومٍ مهرجانٌ مقلدٌ … بهنّ ونيروزٌ لديك وعيدُ