أقول لأهل العمى الحائرينا … من السامريين والناصبينا
وجيراننا الطاعنين الذين … على خير من دب نفسا ودينا
سوى الأنبياء مع الأوصياء … من الأولين مع الآخرينا
لعمري لئن كان للسابقين … وسيلة فضل على التابعينا
لقد كان للسابق السابقين … عليهم من الفضل ما تدعونا
فقد جرتم وتكذبتم … على ربنا كذب المفترينا
كذاك ورب مني والذي … بكعبته طوف الطائفونا
لقد فضل الله آل الرسول … كفضل الرسول على العالمينا
وإنك آية للناس بعدي … تخبر أنهم لا يوقنونا
وأنت صراطه الهادي إليه … وغيرك ما ينجي الماسكينا
أعائش ما دعاك إلى قتال الوصي … وما عليه تنقمينا
ألم يعهد إليك الله أن لا … ترى أبدا من المتبرجينا
وإن ترخي الحجاب وأن تقري … ولا تتبرجي للناظرينا
وقال لك النبي أيا حميرا … سيبدى منك فعل الحاسدينا
وقال ستنبحين كلاب قوم … من الأعراب والمتعربينا
وقال ستركبين على خدب … يسمى عسكرا فتقاتلينا
فخنت محمدا في أقربيه … ولم ترعي له القول الرصينا
وأنزل فيه رب الناس أيا … أقرت من مواليه العيونا
بأني والنبي لكم ولي … ومؤتون الزكاة وراكعونا
ومن يتول رب الناس يوما … فانهم لعمري فائزونا
وقال الله في القرآن قولا … يرد عليكم ما تدعونا
أطيعوا الله رب الناس ربا … وأحمد والأولى المتأمرينا
فذلكم أبو حسن علي … وسبطاه الولاة الفاضلونا
فقلت أخذت عهدكم على ذا … فكونوا للوصي مساعدينا
لقد أصبحت مولانا جميعا … ولسنا عن ولائك راغبينا
ويسمع حس جبريل إذا ما … أتى بالوحي خير الواطنينا
وصلى القبلتين وآل تيم … وإخوتها عدي جاحدونا
وبات على فراش أخيه فردا … يقيه من العتاة الظالمينا
وقد كمنت رجال من قريش … بأسياف يلحن إذا انتضينا
فلما إن أضاء الصبح جاءت … عداتهم جميعا مخلفينا فلما أبصروه تجنبوه وما زالوا له متجنبينا
وأنفق ماله ليلا وصبحا … وأسرارا وجهر الجاهرينا
وصدق ماله لما أاتاه الفقير … بخاتم المتختمينا
وآثر ضيفه لما أتاه … فظل وأهله يتلمظونا
فسماه الإله بما اتاه … من الايثار باسم المفلحينا
ومن ذا كان للفقراء كنا … إذا نزل الشتاء بهم كنينا
أليس المؤثر المقداد لما … أتاه مقويا في المقويينا
بدينار وما يحوي سواه … وما كل الأفاضل مؤثرينا
وكان طعامه خبزا وزيتا … ويؤثر باللحوم الطارقينا
وإنك قد ذكرت لدى مليك … يذل لعزه المتجبرونا
فخر لوجهه صعقا وأبدى … لرب الناس رهبة راهبينا
وقال لقد ذكرت لدى إلهي … فأبدى ذلة المتواضعينا
وأعتق من يديه الف نفس … فاضحوا بعد رق معتقينا
براءة حين رد بها عتيقا … وكان بأن يبلغها ضنينا
وقال رسول الله أني … يؤدي الوحي إلا الأقربونا
وإنك آمن من كل خوف … إذا كان الخلائق خائفينا
وإنك حزبك الأدنون حزبي … وحزبي حزب رب العالمينا
وحزب الله لا خوف عليهم … ولا نصب ولا هم يحزنونا
وإنك في جنان الخلد جاري … منازلنا بها متواجهونا
وإنك في جوار الله كاس … وجيران المهيمن آمنونا
وإنك خير أهل الأرض طرا … وأفضلهم معا حسبا ودينا
وأول من يصافحني بكف … إذا برز الخلائق ناشرينا
وقد قال النبي لكم وأنتم … حضور للمقالة شاهدونا
عباد الله إنا أهل بيت … برانا الله كلا طاهرينا
وسالت نفس أحمد في يديه … فألزمها المحيا والجبينا
تعالوا ندع أنفسنا فندعو … جميعا والأهالي والبنونا
وأنفسكم فنبتهل ابتهالا … إليه ليلعن المتكذبينا
فقد قال النبي وكان طبا … بما يأتي وأزكى القائلينا
إذا جحدوا الولاء فباهلوهم … إلى الرحمن تأتوا غالبينا
والقى باب حصنهم بعيدا … ولم يك يستقل بأربعينا