أصَاحِ ألَيسَ اليَوْمَ مُنتَظري صَحبي … نُحَيّي دِيارَا الحَيّ مِنْ دارَة ِ الجَأبِ
و ماذا عليهمْ أنْ يعو جوا بدمنة ٍ … عفتْ بينَ عوصاءَ الأميلحِ والنقبِ
ذكرتكَ والعيسُ العتاقُ كأنها … ببرقة ِ أحجارٍ قياسٌ منَ القضبِ
فإنْ تَمْنَعي مني الشّفاءَ فقدْ أرَى … مشارعَ للظمآنِ صافية َ الشرب
كأُمّ الطَّلا تَعتادُ، وَهْيَ غَريرَة ٌ، … بأجمدَ رهبي عاقدَ الجيدِ كالقلبِ
إذا أنا فارقتُ العذابَ وبردها … سقيتُ ملاحاً لا يعيبُ بها قلبي
وَأنّا لَنَقْري حينَ يُحْمَدُ بالقِرَى … و لمْ يبقَ نقيٌ في سلامي ولا صلبِ
إذا الأفُقُ الغَرْبيّ أمْسَى كأنّهُ … سلا فرسِ شقراءَ مكتئبَ العصبِ
و نعرفُ حقَّ النازلينَ ولمْ تزلْ … فوارسنا يحمونَ قاصية َ السربِ
على مقرباتِ هنَّ معقلُ منْ جنا … و سمُّ العدى والمنجياتِ من الكربِ
ألا رُبّ جَبّارٍ وَطِئْنَ جَبينَهُ … صَريعاً وَنَهْبٍ قد حَوَينَ إلى نَهبِ
بطخفة َ ضاربنا الملوكَ وخيلنا … عَشيّة َ بِسْطامٍ جَرَينَ على نَحْبِ
نشرفُ عادياً منَ المجدِ لمْ تزلْ … عَلالِيُّه تُبْنَى على باذِخٍ صَعْبِ
فما لمتُ قومي في البناء الذي بنوا … وَما كانَ عَنهُمْ في ذِياديَ من عتبِ
إذا قرعَ الصاقورُ متنَ صفاتنا … نبا عن دروءٍ منْ حزابيها الحدبِ
تعذرتَ يا خنزيرَ تغلبَ بعدما … علقتَ بحبلى ْ ذي معاسرة ٍ شغبِ
و إذا أنا جازيتُ القرينَ تمرستْ … حِبَالي وَرَخّى مِنْ عَلابِيّهِ جَذْبي
أتخبرُ منْ لاقيتَ أنكَ لمَ تصبْ … عِثاراً وَقد لا قَيتَ نَكبْاً على نكْبِ
ألمْ تَرَ قَيساً قَيسَ عَيْلانَ دَمّرُوا … خنازيرَ بينَ الشرعبية ِ والدربِ
عرفتمْ لهمْ عينَ البحورِ عليكمُ … وَساحة َ نجدٍ والطّوالَ من الهَضْبِ
و قد أوردتْ قيسٌ عليكَ وخندفٌ … فوارسَ هدمنَ الحياضَ التي تجبى
مصاعيبَ أمثالَ الهذيلِ رماحهمْ … بها من دماءِ القوْمِ خَضْبٌ على خَضْبِ
ستعلم ما يغنى الصليبُ إذا غدتْ … كتائبُ قيسٍ كالمهنأة ِ الجربِ
لَعَلّكَ خِنزِيرَ الكُناسَة ِ فاخِرٌ … إذا مضرٌ منها تسامى بنو الحربِ
لئنْ وضعتْ قيسٌ وخندفُ بينها … عصَا الحرْبِ ما أوْجفتَ فيها معَ الركبِ
وَلَوْ كنْتَ مَوْلى العِزّ أزْمانَ راهطٍ … شَغَبْتَ ولكنْ لا يَدَيْ لك بالشّغْبِ
تَعَرّضتَ مِن دونِ الفَرَزْدقِ مُحلِباً … فما كنتَ مَنصُوراً وَلا عاليَ الكَعبِ
تَصَلّيْتَ بالنّارِ التي يَصْطَلي بها، … فأرْداكَ فيها وافتَدى َ بكَ من حرْبي
قفيرة ُ حزبٌ للنصارى وجعثنٌ … وَأمسى َ الكِرامُ الغالبُونَ وِهم حزْبي