سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ … على ابنِ الهيثمِ الملكِ اللبابُ
ذكرتكِ ذكرة ً جذبتْ ضلوعي … إليكِ كأنها ذكرى َ تصابي
فلا يغببْ محلكَ كلُ يومٍ … مِنَ الأَنْواءِ أَلطافُ السَّحَابِ
سقَتْ جُوداً نَوَالاً منكَ جَوْداً … وربعاً غيرَ مجتنبِ الجنابِ
فثمَ الجودُ مشدودَ الأواخي … وثمَّ المجدُ مضروبُ القبابِ
وأخلاقٌ كأنَ المسكَ فيها … بِصَفو الرَّاحِ والنُّطَفِ العِذَابِ
وكمْ أحييتَ من ظنَّ رفاتٍ … بها وعمرتَ من أملِ خرابِ
يَمِينُ مُحَمَّدٍ بَحْرٌ خِضَمٌّ … طَمُوحُ المَوْج، مَجْنُونُ العُبَابِ
تَفِيضُ سَماحة ً والمُزْنُ مُكْدٍ … وتَقطَعُ والحُسَامُ العَضْبُ نَابِ
فَدَاكَ أَبا الحُسيْنِ مِنَ الرَّزايا … ومِن دَاجي حَوادِثها الغِضَابِ
حسودٌ قصرتْ كفاهُ عنهُ … وكفكَ للنوالِ وللضرابِ
ويَحْسُبُ ما يُفيدُ بلا نَوال … وَتُعْطي ماتُفيدُ بلا حِسَابِ
ويَغْدُو يسْتَثيبُ بِلا نَوَال … ونَيْلُكَ كُلُّهُ لا للثَّوَابِ
ذكرتُ صنيعة ً لكَ ألبستني … أثيث المالِ والنعمَ الرغابِ
تجددُ كلما لبستْ وتبقى … إذا ابتذلتْ وتخلقُ في الحجابِ
إِذَا ما أُبْرزَتْ زَادَتْ ضِياءً … وتشحبُ وجنتاها في النقابِ
وليست بالعوانِ العنسِ عندي … ولا هيَ منكَ بالبكرِ الكعابِ
فَلا يَبْعُدْ زَمَانٌ مِنكَ عشْنا … بِنَضْرَتِه ورَوْنَقهِ العُجَابِ
كأَنَّ العَنْبَرَ الهنْدِيَّ فيهِ … وفأرِ المسكِ مفضوضَ الرضابِ
لياليهِ ليالي الوصلِ تمتَ … بأَيَّام كأَيَّامِ الشَّبَابِ
أَقُولُ بِبعضِ ما أسدَيْتَ عندِي … وما أَطْلَبْتَني قَبْلَ الطلاَبِ
ولوْ أني استطعتُ لقامَ عني … بِشُكْرِكَ مَن مَشَى فَوْقَ التُّرَابِ
إذاً شكرتكَ مذحجُ حيثُ كانتْ … بَنُو دَيَّانِهَا وبَنُو الضبَابِ
وجِئْتُكَ في قُضَاعَة َ قد أَطافَتْ … بركني عامرِ وبني جنابِ
ولاستنجدتُ حنظلً وعمراً … ولم أَعِدْلْ بِسَعْدٍ والربابِ
ولاسترفدتُ من قيسِ ذراها … بني بدرٍ وصيدَ بني كلابِ
ولاحتَفلَتْ رَبيعَة ُ لي جَميعاً … بِأَيَّامِ كأَيَّامِ الكُلاَبِ
فأشفي من صميمِ الشكرِ نفسي … وتركُ الشكرِ أثقلُ للرقابِ
إِليْكَ أَثرتُ مِن تَحْتِ التَّرَاقي … قوافي تستدرُ بلا عصابِ
منَ القرطاتِ في الآذانِ تبقى … بقاءِ الوحي في الصمَّ الصلابِ
عِراضَ الجاهِ تجزَعُ كلَّ وادٍ … مُكَرَّمَة ً وتفتحُ كلَّ بابِ
مضمنً كلالَ الركبِ تغني … غناءً الزادِ عنهمْ والركابِ
إِذَا عارَضْتَها في يَوْم فَخْرٍ … مسحتَ خدودَ سابقة ً عرابِ
تَصِيرُ بِها وِهَادُ الأَرضِ هَضْباً … وأَعلاماً وتَثْلِمُ في الرَّوابي
كَتبْتُ ولو قَدَرْتُ جَوًى وشَوْقاً … إليكِ لكنتْ سطراً في كتابي