إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما … أَنْ تَنَامَا عَنْ لَيْلَتِي أو تُنِيمَا
كنتُ أرعى البُدُورَ حتَّى إذَا ما … فارَقُوني أمسَيْتُ أرعَى النُّجُومَا
قَدْ مَرَرْنا بالدَّارِ وهْيَ خَلاءٌ … وبكينا طلولها والرسوما
وسألنا ربوعَها فانصرفْنا … بسَقَامٍ وما سَأَلْنا حَكيمَا
أصبَحَتْ رَوْضَة ُ الشبَابِ هَشِيماً … وغدتْ ريحُهُ البليلُ سمومَا
شعلة ٌ في المفارقِ استودعتني … في صَمِيمِ الفُؤَادِ ثُكْلاً صَمِيما
تستثيرُ الهمومُ ما اكتنَّ منها … صعداً وهي تستثيرُ الهموما
غرُّة ٌ بُهمة ٌ ألا إنَّما كنْـ … تُ أَغَرًّا أَيَّامَ كنتُ بهيمَا
دِقَّة ٌ في الحَياة ِ تُدْعَى جَلاَلاً … مثلما سميَ اللديغُ سليما
حَلَّمَتْنِي زعَمتُمُ وأَرَانِي … قبلَ هذا التحليمِ كنتُ حليما
من رأى بارقاً سرى صامتياً … جادَ نجداً سهولَها والحزُومَا؟
يُوسُفِيّاً مُحَمَّدِيّاً حَفِيّاً … بذليلِ الثرى رؤوفاً رحيما
فسقى طيئاً وكلْباً ودودا … نَ وقيْساً ووائِلاً وتَمِيما
لنْ يَنَالَ العُلَى خُصُوصاً مِنَ الفِتْ … يَانِ مَنْ لم يَكُنْ نَدَاهُ عُمُومَا
نشأتْ من يمينه نفخاتٌ … ماعليها أَلاَّ تكونَ عُيُومَا
ألبستْ نجداً الصنائعَ لا شيـ … ـحاً ولا جنبة ً ولا قيصومَا
كَرُمَتْ رَاحَتَاهُ في أَزَمَاتٍ … كانَ صَوْبُ الغَمَامِ فيها لَئيما
لا رُزِيْنَاهُ ما أَلذَّ إذا هُزَّ … وأندى كفاً وأكرمَ خيما
وَجَّهَ العِيسَ وهْيَ عِيسٌ إلى الله … فآلتْ مِثْلَ القِسِي حَطِيما
وأحقُّ الأقوامِ أن يقضي الديـ … ـنَ امرؤٌ كان للإلهِ غريمَا
في طريقٍ قد كانَ قبلُ شراكاً … ثم لمَّا علاهُ صارَ أديما
لمْ يحدِّثْ نفساً بمكة َ حتى … جازتِ الكهفَ خيلهُ والرقيما
حَرَمُ الدينِ زَارَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ … يُبْقِ للكُفْرِ والضَّلاَلِ حَريمَا
حِينَ عَفَّى مَقَامَ إِبليسَ سَامَى … بالمَطَايَا مَقَامَ إبراهيما
حَطَمَ الشرْكَ حَطْمَة ً ذَكَّرَتْهُ … في دُجَى الليل زَمْزَماً والْحَطيمَا
فاضَ فَيْضَ الآتي حتَّى غدَا المَوْ … سمُ من فضلِ سيبهِ موسوما
قد بلونا أبا سعيدٍ حديثاً … وبَلْونا أَبَا سعيدٍ قَديما
ووَرَدْناهُ سَاحِلاً وَقَلِيباً … ورَعَيْنَاهُ بارضاً وجَميما
فَعَلِمْنا أَنْ لَيْسَ إِلاَّ بِشِق النَّـ … ـفس صار الكريمُ يدعى كريما
طلبُ المجدِ يورثُ المرءَ خبلاً … وهُمُوماً تُقَضْقِضُ الحَيْزُومَا
فتَرَاهُ وهْوَ الْخَلِيُّ شَجيّاً … وتراهُ وهوَ الصحيحُ سقيما
تجدُ المجدَ في البرية منثو … راً وتَلْقَاهُ عِنْدَهُ مَنْظُومَا
تيمته العلى فليسَ يعُدُّ الـ … بُؤْسَ بُؤْساً ولا النَّعِيمَ نَعِيمَا
وتؤامُ الندى يري الكرمَ الفا … ردَ في أكثر المواطنِ لومَا
كُلَّما زُرْتُهُ وجَدْتُ لَدَيْهِ … نَسَباً ظاعِناً ومجْداً مُقيما
أجدرُ الناس أن يُرى وهو مغبو … نٌ وهيهاتَ أن يُرى مظلوما
كلُّ حالٍ تَلْقَاهُ فيها ولكنْ … ليس يُلقى في حالة ٍ مذمُوما
وإذا كانَ عارضُ الموتِ سحاً … خَضِلاً بالرَّدَى أجَشَّ هَزِيمَا
في ضِرَامٍ مِنَ الوَغَى واشتِعَالٍ … تحسبُ الجوَّ منهما مهموما
واكتَسَتْ ضَمّرُ الجَيادِ المَذَاكي … من لباسِ الهيجا دماً وحميما
في مَكَرٍّ تَلُوكُها الحَرْبُ فيهِ … وهْيَ مُقْوَرَّة ٌ تَلُوكُ الشَّكيمَا
قمتَ فيها بحجة اللهِ لمَّا … أنْ جعلتَ السيوفَ عنكَ خصوما
فتحَ الله في اللواء لكَ الخا … فقِ يومَ الاثنين فتحاً عظيما
حوَّمَتْه ريحُ الجَنُوبِ ولَنْ يُحْـ … ـمدَ صيدُ الشاهين حتى يحوما
في غَدَاة ٍ مَهْضَوبَة ٍ كان فيها … ناضِرُ الرَّوضِ للسَّحَاب نَدِيمَا
لُينَتْ مُزْنُها فكانتْ رهاماً … وسجتْ ريحُها فكانت نسيما
نعمة ُ اللهِ فيكَ لا أسألُ اللـ … هَ إليْهَا نُعْمَى سِوَى أنْ تَدُومَا
ولو أني فعلتُ كنتُ كمنْ يسـ … ـألهُ وهو قائمٌ أن يقومَا