لمولانا أمير المؤمنينا … مدى الاعصار كل المادحينا
له الشيم التي توحى الينا … معاني نستقل لها الفنونا
فان نفصح فمنها او نقصر … فمن دهش وروع يعترينا
واني لا وان تذكر علاه … تخر لها الاعزة صاغرينا
تجمعت المحامد فيه حتى … حسبنا ذا الورى ماء وطينا
اتانا والزمان يئن سقما … فخلنا ما به داء زمينا
فلم يك ان اطل عليه حتى … اتاه ملبيا حفدا ارونا
فقال له يمين الله اني … اعز لدينه ملكا متينا
وانفى عنه ليت ولو فبادر … بان اذا دعوتك ان تفينا
فقال كذلك كنت وكنت قدما … لآلك خادما عبدا امينا
فمر بي بالذي ترضى فاني … فخارى بالملوك المصلحينا
اليس العام قد ولى فابقى … مآثر لي بها ذكر قرونا
الم تضبط بتسديد وحزم … اصول الملك فانتظمت شؤونا
الم تسهر ليالي حالكات … على استقرائها حتى وعينا
الم ترض الورى طرا بقول … وفعل توأمين فما ابينا
فكان القول معروفا وفصلا … وكان الفعل احسانا ولينا
الم يك ما سننت من اقتصاد … وفضل قدوة للمقتدينا
اليس الأرض قد ماجت بجيش … تعبئه لقهر المعتدينا
فقلنا امس قد مادت شمالا … وقلنا اليوم قد مارت يمينا
متى يقدم على الأعداء ينزل … عليه ربه نصرا مبينا
فينثر بالصفاح لهم رؤسا … وينظم بالرماح لهم وتينا
كأن قلاهم تحت المذاكي … تبعثرها بارجلها قلونا
يؤم بها إلى الهجاء شوس … غطارفة يلون ولا ينونا
اذا ما كرّ فردهم برازا … على جمع يجزئه عضينا
متى قدروا عفوا كرما وبذلا … فنعم القادرون الباذلونا
اليس اليم تمخر فيه فلك … بواخر تحمل البعث القمينا
متى نشرت لها شرعا لتطوعى … بحارا خلتها برزت حصونا
واخرى ذات نجز عن قريب … بها تبغى التيمن كل مينا
اليس معز هذا الملك اولى … بقول مفاخر في الغابرينا
ملانا البر حتى ضاق عنا … وماء البحر تملأه سفينا
نعم قد انطقت بالفخر حقا … حلى عبد العزيز الفاخرينا
فكل الناس اجمع اكبرتها … وفي اطرائها متنافسونا
حلى لم تحوها الخلفاء يوما … وان كانوا اذا عدوا مئينا
حكت زهر النجوم نوى وقربا … واصغرها يفوق الواصفينا
لو ان الناس اوتوها لكانوا … باجمعهم ملوكا خبرينا
ولو ان الاوائل اشبهنه … لما انقرضت قرون الاولينا
اجل مسلط حزما وعزما … واشرف حاكم حسبا ودينا
اذا ما رام امرا روضته … خواطره فارسله المرونا
تودد كل ذي ملك اليه … وامحضه على الود اليمينا
فليس اليوم الا من اتاه … بقلب يستخير رضاه دينا
فمن نكث التعاهر بعد هذا … فذاك لربه يضحى خؤونا
وجدنا مدحه في كل طرس … وكان الاعجمي به مبينا
فخلنا ذا اللسان له لسانا … او استوت اللحون مع اللغينا
خلائق لم يشبها قط ذأم … وان لم تعدم الحسناء ذينا
فايا تمتدح منها تجده … بديعا لا تصيب له تنينا
يزيد محامدا في كل يوم … بما سحر المسامع ولعبونا
فهاتوا من يماجده بفعل … ويقرب ان يكون له قرينا
وهاتوا من اذا ذكرت معال … له برقت اسرته مزونا
ومن ان تعترضه ام دفر … بزينتها فيوليها شفونا
له من خشية الرحمن قلب … يرى الجلل الانيق لفا مهينا
فما يطبيه امر عن رضاه … ولم يك من هوى شيء مرينا
فلولا الملك لم يشغله هم … من الدنيا عن الاقنات حينا
ولكن الامارة كلفته … امورا كان ايسرها رزينا
فراعى الدين والدنيا جميعا … قواما بين ذلك مستبينا
ولو سقت القلوب وجدتها لم … تسر الا جموحا او حرونا
اغر مبارك المرأى فما ان … يرى في العمر ناظره حزينا
جلا عنا الهموم له جلاء … به يتبرك المتبركونا
وذي شطب يقوم كل امر … على حدب له حتى الظنونا
جلاه السر من انا فتحنا … فما قين يمس له متونا
وذاك الفتح حتف للاعادي … يبيدهم وهم لا ينصرونا
حديا كل سلطان وملك … من القدماء والمتأخرينا
علا شانا وافضالا عليهم … كما يعلو الجنى شان الرقينا
راينا من معاليه بشيرا … بما نرجو من العقبى ضمينا
فبشرى للبرية ثم بشرى … فان لها لسلطانا امينا
سها عن ذكر ربهم اناس … فابرزه لذكر الغافلينا
فمن ينظر اليه اذا تبدى … يسبح لاسم خير الخالقينا
ومن يسمع بما ابدى واجدى … يكبر باسم رب العالمينا
فما وجه الغزالة في ضحاها … باحسن من وجها ضاء فينا
اذا ما لاح في ليل بهيم … اعاد سناه لون الجون جونا
وما قطر السحاب على رياض … باندى منه اذ يهب الثمينا
وما والله رنات المثاني … باطرب من ثناه للشجينا
شجا في القوم من لم يدر شجوا … وصاغ عليه عازفهم لحونا
يمينا لم تكن منى غموسا … فسل ان كنت في ريب عزينا
لئن يك غاظ هذا الدهر قوما … فانا اليوم عنه قد رضينا
وان يك لم يزل يكدى ضنينا … فانا بالذي نلنا غنينا
الا ان الخليف اليوم كاف … خلافته وامته الشجونا
اذا ما شك في واقف لهيف … فقدك امان مولانا يقينا
تولى امرنا واجد فيه … فاسعدنا كذلكم البنونا
فمنا شاكر يدعو ومنا … مجيب اذ يقول له امينا
تهنأ ايها الملك المفدى … بعام خيره يهمى هتونا
يبشرنا بايسار وفوز … ويهدينا المسرة والهدونا
يظن الشيخ ان قد عاد طفلا … به ولخلده اقتبل السنينا
تمر الحادثات عليه حتى … تزعزعه فبوسعها سكونا
لانت خليفة اللَه المرجى … بدولته صلاح العالمينا
يهابك من يهاب ومنك يرجو … امانا من يجير الهيبينا
وانت الآمر الناهي بحق … تراه جهرة مقل العمينا
جمال الكون انك كنت فيه … على هذي الصفات وان تكونا
وان يفد الخلود عليك تلوا … لا وفاد الملوك مهنئينا
ومهما كانت الاهواء شتى … تزيغ حجى وتستهوى قرونا
فان الناس كلهم على ما … تؤلفهم له متألفونا
فما يعصيك الا كل غاو … قد اتخذ التباب له قرينا
وكل فتى كما يسعى يجازى … ويصبح بالذي يجنى رهينا
علوت مكانة حتى حسبنا … لها ما فاق من ذا المدح دونا
ولو انا اتيح لنا الثريا … لا هبنا كها نظما وضينا
واني كالمهاة متى يصبها … شعاع الشمس يكسبها عنونا
روينا عن خلالك ما يرينا … لمدّ النون في الايماض نونا
متى رقت يكاد الحبر منها … يضيء فيبهر المتأملينا
لآلك ذلت الاملاك قهرا … وكان الاعظمون لهم قطينا
بنوا ذا الملك بالبيض المواضي … وبالسمر العوالي والربينا
وانت تشيده بجميع هذا … وتبقيه ركين المرتكبنا
وقاك اللَه للالام حصنا … يقيه من مقاويه حصينا
وشب له شبابك عز شان … يديم عليه اشباء مصونا
ساجعل ما بدأت به ختاما … لهذا المدح تاريخ السنينا
لمولانا أمير المؤمنينا … مدى الاعصار كل المادحينا