ذهب السرور وولت الأعياد … فالعيش هم والحياة حداد
طف بالمشارق والمغارب هل ترى … دعة ٌ ترام وغبطة ترتاد
في كل ممسى ليلة ٍ وصبيحة ٍ … ينهاص شعبٌ أو تطيح بلاد
الناس حزنٌ دائمٌ وشكاية ٌ … والأرض شر شاملٌ وفساد
أودى بأعراس الممالك مأتمٌ … طاحت له المهجات والأكباد
تنفزع الأجيال من أهواله … وتضج من صعقاته الآباد
كيف القرار وما تزال تروعنا … نوبٌ تهد الراسيات شداد
ما بالنا نبغي الحياة شهية ً … فنرد عن ساحاتها ونذاد
ومتى أرى أمم البسيطة أخوة ً … كرماء لا إحنٌ ولا أحقاد
رحماء لا حربٌ تشب ولا دمٌ … يجري ولا ظلم ولا استعباد
شعب يزول وأمة ٌ يعتادها … من رائع الحدثان ما يعتاد
أو كلما طارت بتاجٍ نزوة ٌ … نزت السيوف وطارت الأجناد
أفتلك أنعام تساق جموعها … للنحر أم بين الجنوب جماد
يا رب إنك في سمائك ناظرٌ … ما يصنع الذباح والجلاد
رحماك يا رب الممالك إنها … أممٌ تساق إلى الردى وتقاد
أدرك عبادك إنهم إن يتركوا … ذهبوا كما ذهبت ثمود وعاد
أجزيتهم سوء العذاب بظلمهم … أم ذاك شيءٌ بالشعوب يراد
عصفت أعاصير الوغى فتطايرت … شم الحصون وزالت الأطواد
قدر أتيح ونكبة ٌ ما لامرئً … في الدهر منها موئلٌ ومصاد
تمضي الفيالق والمنايا تارة ً … تطأ الصعيد وتارة ً تنطاد
تمشي بإنجيل السلام وعندها … أن السلام تناحر وجلاد
ويقول قومٌ تلك آية ملكنا … تملى وتكتب كلها وتزاد
كتبت بأيدي الفاتحين بداءة ً … وبنا يجدد عهدها ويعاد
مهج الثكالى الوالهات صحيفة ٌ … ودم الكماة الهالكين مداد
تلك الحضارة لا حكومة معشرٍ … ملكوا بعدلهم الرقاب وسادوا
ساسوا فلا صلفٌ ولا جبرية ٌ … ورعوا فلا خسفٌ ولا استبداد
رفعوا على هام القياصر ملكهم … والعدل ركن قائمٌ وعماد
درجوا فلم تصف الحياة ولم تزل … تشقى بناقع سمها الوراد
غالت سلام العالمين جوائحٌ … ما للنفوس ولا لهن نفاد
فمتى تثوب إلى السيوف حلومها … ويكف غي المرعدات رشاد
عامان ما عطف الممالك فيهما … حب ولا جمع الشعوب وداد
حرب نريد لها الخمول وقد أبى … صلفٌ يشب ضرامها وعناد
الصلح أجمل والجنود أعزة ٌ … والسلم أفضل والسيوف حداد
يا عيد أسعد ذا الهموم إذا اشتكى … إن الحزين يعينه الإسعاد
وعد العليل مؤاسياً ومعللاً … إن العليل تريحه العواد
وانه اليتيم عن البكى مترفقاً … إن اليتيم تهيجه الأعياد
عز الفقير وعده موفور الغنى … إن الذي يهب الغنى لجواد
ضمد جراحات القلوب فربما … نفع القلوب الداميات ضماد
طف بالرقاد على سهارى أعينٍ … ألوى بنضرتها أسى ً وسهاد
لا يجزع العاني فكل زائلٌ … ولكل دولة معشرٍ ميعاد