لك الله بالنصر العزيز كفيل … أجد مقام أم أجد رحيل
هو الفتح أما يومه فمعجل … إليك وأما صنعه فجزيل
وآيات نصر ما تزال ولم تزل … بهن عمايات الضلال تزول
سيوف تنير الحق أنى انتضيتها … وخيل يجول النصر حيث تجول
ألا في سبيل الله غزوك من غوى … وضل به في الناكثين سبيل
لئن صدئت ألباب قوم بمكرهم … فسيف الهدى في راحتيك صقيل
فإن يحيى فيهم بغي جالوت جدهم … فأحجار داود لديك مثول
هدى وتقى يودي الظلام لديهما … وحق بدفع المبطلين كفيل
مجمع له من قائد النصر عاجل … إليه ومن حق اليقين دليل
تحمل منه البحر بحرا من القنا … يروع بها أمواجه ويهول
بكل معالاة الشراع كأنها … وقد حملت أسد الحقائق غيل
إذا سابقت شأو الرياح تخيلت … خيولا مدى فرسانهن خيول
سحائب تزجيها الرياح فإن وفت … أنافت بأجياد النعام فيول
ظباء سمام ما لهن مفاحص … وزرق حمام ما لهن هديل
سواكن في أوطانهن كأن سما … بها الموج حيث الراسيات تزول
كما رفع الآل الهوادج بالضحى … غداة استقلت بالخليط حمول
أراقم تقري ناقع السم ما لها … بما حملت دون الغواة مقيل
إذا نفثت في زور زيري حماتها … فويل له من نكزها وأليل
هنالك يبلوا مرتع المكر أنه … وخيم على نفس الكفور وبيل
كتائب تعتام النفاق كأنها … شآبيب في أوطانه وسيول
بكل فتى عاري الأشاجع ماله … سوى الموت في حمي الوطيس مثيل
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا … ولكن على صدر الكمي ثقيل
لها من خوافي لقوة الجو أربع … وكشحان من ظبي الفلا وتليل
وبيض تركن الشرك في كل منتأى … فلولا وما أزرى بهن فلول
تمور دماء الكفر في شفراتها … ويرجع عنها الطرف وهو كليل
وأسمر ظمآن الكعوب كأنما … بهن إلى شرب الدماء غليل
إذا ما هوى للطعن أيقنت أنه … لصرف الردى نحو النفوس رسول
وحنانة الأوتار في كل مهجة … لعاصيك أوتار لها وذحول
إذا نبعها عنها أرن فإنما … صاده نجيب في العدى وعويل
كتائب عز النضر في جنباتها … فكل عزيز يممته ذليل
يسيرها في البر والبحر قائد … يسير عليه الخطب وهو جليل
جواد له من بهجة العز غرة … ومن شيم الفضل المبين حجول
به أمن الإسلام شرقا ومغربا … وغالت غوايات الضلالة غول
يصول بسيف الله عنا وإنما … به السيف في ضنك المقام يصول
حسام لداء المكر والغدر حاسم … وظل على الدين الحنيف ظليل
إذا انشق ليل الحرب عن صبح وجهه … فقد آن من يوم الضلال أصيل
كريم التأني في عقاب جناته … ولكن إلى صوت الصريخ عجول
ليزه به بحر كأن مدوده … نوافل من معروفه وفصول
ويا رب نجم في الدجى ود أنه … من المركب الحاوي سناه بديل
تهادت به أنفاس روح من الصبا … وخد من البحر الخضم أسيل
وقد أومت الأعلام نحو حلوله … وحن من الغر الجياد صهيل
فجلى سناه العدوتين وبشرت … خوافق رايات له وطبول
وأيقن باغي حتفه أن أمه … وقد أمه الليث الهصور هبول
فواتح عز ما لها دون زمزم … ولا دون سعي المروتين قفول
وهل عائق عنها وكل سنية … إليك تسامى أو إليك تئول
سيوف على الجرد العتاق عزيزة … وأرض إلى البيت العتيق ذلول
فقد أذنت تلك الفجاج ودمثت … حزون لمهوى مرها وسهول
وقام بها عند المقام مبشر … وشام سناها شامة وطفيل
فيهنيك يا منصور مبدأ أنعم … عوائده صنع لديك جميل
وفرعان من دوح الثناء نمتهما … من المجد في الترب الزكي أصول
عقيبان بين الحرب والملك دولة … وعز مدال منهما ومديل
مليكان عم السالم الحرب منهما … غنى وغناء مبرم وسحيل
ويهنيك شهر عند ذي العرش شاهد … بأنك بر بالصيام وصول
فوفيت أجر الصابرين ولا عدا … مساعيك فوز عاجل وقبول