سلام على الأيام تسليم إقبال … بآمال تحقيق وتحقيق آمال
بمقدم فتح من مليك مظفر … وأوبة نصر في تباشير إقبال
وشاهد ملك لاح في تاج مفرق … محيا بإعظام محلى بإجلال
ذخيرة أملاك وعلق تبابع … وصفوة أذواء وميراث أقيال
فبشراك يا دنيا سمي الذي به … علا صوت جبريل بشيرا وميكال
وبشراك باستقبال أرض حياتها … بما في اسمه من صادق الظن والفال
فهذي رياض الأمن تزهر بالمنى … وهذي سماء الفضل تهمي بإفضال
وهذا سناء الفخر يشرق بالسنا … وهذا جمال الدهر يزهى بإجمال
بمن كشف الخطب الذي أظلم الضحى … وألقى على الألباب حيرة إضلال
ومن رتق الفتق الذي أعجز الورى … وأعدم فيه الدهر حيلة محتال
ومن رد في جسم المكارم روحه … فلا عذر للباكي ولا ذنب للسالي
ومن وسع الإسلام رأفة منعم … وهيأ للإشراك عدوة رئبال
ومن ركب الفلك السوابح في الوغى … إلى كل هول ينتحيه بأهوال
ورفع أعلاما كأن خفوقها … على علم الإشراك إرجاف زلزال
وسامر بالشعرى خيولا كأنما … تمشى بهن الأرض مشية مختال
سرى ليل كانونين والدجن ذائب … عليه بحمد في دجى الليل منهال
وليس سوى نار الطعان له صلى … ولا غيره في حر أولها صالب
بجمع كأن الجو مرآة عينه … إذا ما سرى أو بالغدو والآصال
فتمثال أطراف العوالي نجومه … وشمس ضحاه منك أبين تمثال
كأنك عوضت الأباطح والربى … وشيج القنا من منبت السدر والضال
كما عمها جدوى يديك فوصلت … مساء بإصباح وسهلا بأجبال
فكم ألبست شم الربى من عمائم … وجرت على البيداء من فضل ذيال
حدائق ماذي يضاحك في الدجى … حبيكا كلمع الشمس في ريق الآل
إذا هب ريح النصر فيها تفتحت … بأبيض قضاب وأسمر عسال
وطاقة نبع في بنان موتر … وزهرة نور في كنانة نبال
تجارة غزو نقدها البيض والقنا … قضاء حقوق واقتضاء لآجال
فلله كم أغليت من دم مسلم … وأرخصت في أعدائه من دم غال
وأسلمت للإسلام فيها بضاعة … تعود بأضعاف وتوفي بأمثال
وحسبك فيها بابن شنج وجنده … من السبي أبدالا وأية أبدال
مليكا وما يحوي شريت ببعضه … وأربح بقنطار يباع بمثقال
فما حاز غاز مثله فيء مغنم … ولا نال ساب مثلها سبي أنفال
وما بعت رق الملك منهم نسيئة … ولا مستجيزا كاليء الدين بالكالي
ولكن نقدا ناجزا في رقابهم … بإذعان تمليك وإذعان إذلال
وإقرار من لا يبتغي عنك موئلا … وليس له من دون سيفك من وال
فعد بمفاتيح الفتوح التي شفت … على غلق من غدرة تحت أقفال
بمن لم يسغه كره بعد فره … ولا رد من عينيه نظرة إجفال
غداة تقاضى منه أكفال خيله … بأجياد خيل لا تقر بأكفال
وألقح منه بطن أم طوت به … مشيمة شوم جال في سخد أوجال
إذا أسقطته روعة منك راعه … هشيم رياض في دوارس أطلال
شفا جنة لم تجن حتى جنى لها … حروبا جناها من جحيم وأنكال
يقلب كفيه بحسرة حاسر … عليها وعينيه بعبرة إعوال
مصانع روضات رعى البغي نبتها … فعوضه منها شواهق أوعالأ
فأية أسوار ونصحك سرها … إلى أن طوى غلا فأية أغلال
وأية أشجار وسلمك سقيها … إلى أن بغى فيها فأية أجذال
حماها فأعلاها بناء وما رأى … مكانك يعلو كل ذي شرف عال
وشيدها عجبا ويا رب مثله … على مثلها أبكيت من طلل بال
وعطلها من حلي نصحك باغيا … فيا عجب الأيام للعاطل الحالي
يتوجها بالنقع نظمك حولها … مجال عقود من خيول وأبطال
فيمسي لها منه لحاف وملحف … وتصبح منه بين درع وسربال
كما وصف الكندي بعل فتاته … عليه القتام سيء الظن والبال
فأبق لها بأس ابن باق ونصحه … فما لمس الجرباء مثل يد الطالي
ولا أحصن الحرب العوان كبعلها … ولا راع آسادا كغاصب أشبال
ولا سيما حر جلا لك غيمه … نصيحة لا وان وإشفاق لا آل
وشيعية لا مقصرا عن غلوها … ولا مشكلا بين المقصر والغالي
وطائر يمن لا تزال تريشه … قوادم إقدام ونهضة إعجال
بها رد خيل البغي تدمى كلومها … وقد يئست من نصرة العم والخال
وأمن من عدوانها كل خائف … وأثكلها مستودع الأهل والمال
وإن هلالا لاح من حد سيفه … لمضمون إتمام عليه وإكمال
فهاك نجوم السعد من كل مطلع … توالي بتكبير إليك وإهلال
فلا عريت منك الجياد إلى الوغى … ولا العيس من حل إليك وترحال