أعيا شفاء الهم إن لم تشفه … وعتا ملم الخطب إن لم تكفه
وبك استبان الصبح طارق ليله … والتذ طعم الأمن خائف حتفه
ولرب خطب لم تضق ذرعا به … ويضيق ذرع الواصفين بوصفه
لم تلقك الضراء نابي حده … كلا ولا السراء ثاني عطفه
نعم المقدر للأمور برفقه … ركب الزمان وما اشتكى من عنفه
رحبت حدائقه لمرتع مخصب … وصفت مشاربه لمورد مرفه
مستكمل الإنعام قبل أوانه … مثل الهلال تمامه في نصفه
مغرى اليدين بضعف ما رجت المنى … بدءا وأجدر أن يعود بضعفه
ومسربل من حلمه وذكائه … حللا مطرزة ببارع ظرفه
شيم سقاني صفوها فسقيته … ما شاء من صفو الوداد وصرفه
فتركت صدر المجد لابس عقده … مني وجيد الجود مسبل شنفه
والأرض آذنة لصوت ثنائها … من هاتف تصغي البلاد لهتفه
فليأتينك شكر من لم توله … عني وصفو ثناء من لو تصفه
من كل موصول الغرام بقلبه … أسفا لبعدي والسهاد بطرفه
ومغرب تبكي السماء لشجوه … مني وتلتهف النجوم للهفه
لولا قضاء فراقه وطلبته … في غير جفني ماثلا لم تلفه
أبني لاح الفجر إذ بلغ الدجى … أمدا فسل الهم إن لم تشفه
وتركت غول البر معدم أنسه … مني وهول البحر فاقد إلفه
هذا على خفق الشراع وقلسه … حرم وذاك على البعير وخفه
وقصرت ليلي بالسرور منفسا … من طول ليل الناجيات وعسفه
بالحاجب الأعلى المجير لهمتي … حتى أجرت من الزمان وصرفه
ملك يلاقي العلم راضي سعيه … فيرد عنه الجهل راغم أنفه
وإذا تألق بارق من سيفه … في الروع أشفقت الربى من خطفه
أو لاح في رهج شهاب سنانه … نذرت شياطين الضلال بقذفه
قاد الجياد إلى الجهاد وحفني … بندى يديه تحت ظلي سجفه
بوزيره الغادي إلي ببره … وأمينه الحاني علي بعطفه
أظلمت فاستوقدت نور جبينه … وظمئت فاستسقيت وابل كفه
وبه جزيت النائبات بصاعها … صاعا وسمت الدهر خطة خسفه
فإذا أحل ففي مضاعف بره … أو أستقل ففي مضاعف زغفه
وليعلم الأقران حين تدب لي … تحت الوغى أني لحقت بصفه
ولئن نهدت إليهم فبسيفه … ولئن كررت عليهم فبطرفه
كرما بفطرة همة وسيادة … أغليت في تبر الثناء بصرفه
وندى هديت المنعمين سبيله … سبقا وأقرأت الكرام بحرفه
فاسمع فقد أهديتها لك غادة … تلهيك عن لثم الحبيب ورشفه
جاءتك تزجر طير واجب مهرها … في نسبة لك كرمت عن خلفه
أنست ببرء الهم في اسمك بعدما … كسفت سنا بدري دياجي كفه
بكرا تحلت جوهر الشكر الذي … أنت الوفي بحقه فاستوفه
فلينجمن على النجوم بحسنه … وليعرفن الجو نفحة عرفه
وليزهين على الغمام نفاسة … من صاد مثلي في حبائل عرفه