بدت كالبدر تكبر أن تراما … وتسمو أن تسام وأن تسامى
وتاهت بالجمال على الغواني … فهمن بها كما همنا غراما
ولو لم يقتبسن الدال منها … لما صَبٌّ بهن صبا وهاما
محجبة حماها الحسن عما … به عشاقها تخشى الملاما
بريا عرفها النسمات تسري … وتحمله إذا غدت النعامى
تحيل الترب إن وطئته مسكاً … تمنّاه الرحيق له ختاما
بروحي إذ بدت في الحان فضلاً … وقد حسرت عن الوجه اللثاما
تصدّ تقية ً عني وترنو … مخالسة وتبدي لي ابتساما
تسائل تربها وتقول من ذا … يعاطينا الطلا جاماً فجاما
فإن له مفاكهة وروحاً … تخف علي من بين الندامى
فقلن لداتها يا هند غفراً … أمثلك تجهلين له مقاما
لقد برح الخفاء أليس هذا … صريع هواك ما بلغ الفطاما
أذاب الشوق مهجته فأضحى … يسوم لنفسه الموت الزؤاما
فما أولاه منك بطيب وصل … يتم به له ولك المداما
فإن له إلى الفضل انتماء … ومن عبد الحميد له ذماما
أمير المؤمنين أجل غازٍ … بقائم سيفه الدين استقاما
خليفة عصرنا المرضي فينا … لدنيانا وللدين الإماما
هو الطرد المنيع المرتقي في … حماه الجار يأمن أن يضاما
قرين عرائس المجد اللواتي … سمت إلا له عن أن تراما
به تزهو المنابر حين تتلى … شمائله وتهتز احتراما
شأى ما شاء في العلياء حتى … على هام السهى ضرب الخياما
وارعف سيف نقمته إلى أن … تبوأ من ذرى المجد السناما
يقود الخيل عادية عراباً … تثير النقع تحسبه ركاما
فتهوى كالبزاة العصم كراً … سنابكها الخوافي والقداما
عليها من ذوي عثمان غر … يرون تجشم الهول اغتناما
إذا وردت بهم دأماء حرب … شهدت لهم بلجته اقتحاما
ولم يصدرن عن مثوى عدو … وفيه سوى اليتامى والأيامى
تؤمل من جلالته وتخشى … ملوك الأرض صفحاً وانتقاما
إذا اشتعلت سعير وغى عليهم … رأيت لهم برايته اعتصاما
ولم يعبأ بهم لولا ولولا … فسوف يكون إن جحدوا لزاما
وإذا ما استنفر الآساد يوماً … بدعوة دينه يمناً وشاما
ليوجف نحوه من كل صقع … خميساً تحت طاعته لهاما
مليك تعجز الأيام عن أن … تجئ بمثله بطلاً هماما
براه الله في المسكون عضباً … على الباغي إذا بحماه حاما
فصان مشاعر الأديان بيت … المقدس والمدينة والحراما
بسيط الأرض في يده فيحي … ويورد من يشاء به الحماما
وما من مركز إلا وجدنا … شيات من علاه به وشاما
نداه الغيث لكن ليت شعري … أيستويان ذا ذهب وذاما
ومهما حل في فلك علي … من الشرف استقل به المقاما
ولم يرفع مناراً منه إلا … بأعلاه منه كان له اهتماما
سمى في العز عن آباء صدق … وكان لكل منقبة عصاما
ولم نعرف له إلاَّ اشتراء … الفخار بباهظ الأثمان ذاما
أمير المؤمنين انعم صباحاً … ودمت تقي من الدهر الكراما
فأنت العروة الوثقى ولسنا … نرى للعروة الوثقى انفصاما
أتيت إليك من بلد بعيد … لأقرئك التحية والسلاما
وأقضي حق بيعتك التي من … تخلف دونها يلق آثاما
ولم تكمل لمن لم يعتنقها … ديانته وإن صلى وصاما
وقابل بالقبول مهاة خدر … حياء منك تعثر واحتشاما
تمد أكف معذرة وعجز … عن استقصائها المدح التماما
وكيف بحصر مالك من فخار … ولو حاولته خمسين عاما
فإنك زينة الدنيا جميعاً … ونشر ثناك قد زان النظاما