لو لم يخالط بينك أضلعي … قاني دمي ما كنت إلا مدعي
قد صحَّ عندك شاهدٌ من عَبرتي … فسل الدجى ونجومه عن مضجعي
عاقبتني بجناية لم أجنها … ظلماً وكم من حاصدٍ لم يزرعِ
ومنعتَ طيفكَ من زيارة عاشقٍ … حاولت مهجته فلم يتمنّعِ
وأمالَك الواشي ولولا غِرَّة ٌ … كان الصِّبى سبباً لها لم تخدعِ
فجمعتُ أثقالَ الصدودِ إلى النوى … فوق المَلامِ إلى فؤادٍ موجَعِ
يا راحلاً والقلبُ بين رِحاله … يقتادهُ حفظاً لعهدِ مضيّعِ
هلاَّ وقفتَ على محبّك حافظاً … عهد الهوى فيه وقوفَ مودّعِ
كيف السبيل إلى السلوّ ولم تُعدْ … عقلي عليَّ ولم تدعْ قلبي معي
فسقى زماناً مرّ لي بطويلعٍ … صوبُ الحيا وسقى عراص طويلعِ
فلأصبرنّ على الزمان وجوره … صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ
ولألبسنَّ من التّجلدِ نثرة ً … حصداءَ تهزأُ من سوابغَ تبّعِ
ولأشكرنَّ حوادثاً قذفتْ بآ … مالي إلى الملك الهمام الأروعِ
… ضافي لباسِ المجدِ صافي المَشرعِ
ورأتُ أحسنَ منظرٍ وخبرتُ أطـ … يبَ مخبرٍ وحللتُ أَرفعَ موضعِ
في ظلِّ وضّاحِ الجبين سميذعٍ … من نسلِ وضّاح الجبين سميذعِ
الأشرفِ الملك الذي بذلُ النَّدى … من كفّه طبعٌ بغيرِ تطبُّعِ
ملكٌ له يوم الهياج مواقفٌ … مشهورة ٌ لا يدعيها مُدَّعي
متبسّمٌ في كلِّ يومٍ عابسِ … متوضّحٌ في كل خطبٍ أسفَعِ
يروي حرارَ السّمهري بكفه … يوم الوغى من قلب كل مدرّعِ
سِيَّانِ عند يمينِه وحسامِه … في الحربِ هامة ُ حاسرٍ ومعنَّعِ
ولطالما حطَم الوشيجَ بكفّه … من بعدِ حشوِ الدرعِ بين الأضلعِ
ملكٌ متى استسقيتَ بحرَ يمينه … جادتْ عليك بديمة ٍ لم تُقلعِ
حسنتْ مواقعُها وكم مِن ديمة ٍ … جهلتْ فجادتْ في سباخٍ بلقعِ
ولطالما غشيَ الوغى بثلاثة ٍ … في ظهرِ منسوبٍ يطيرُ بأربعِ
بأصمَّ معتدلٍ وأبيضَ صارمٍ … وجنانُ مضَّاء العزيم مشيَّعِ
كم موقفٍ ضنكٍ فلولا صبرُه … فيه لوقع البيضِ لم يتوسَّعِ
من معشرٍ شرعوا السَّماح وأرشدوا … فيه العُفاة َ إلى طريقٍ مَهيَعِ
فبلغتُ من نعماه مالا ينتهي … أملي ولم يطمحْ إليهِ مطمعي
… وصروفَ دهري أن تطوفَ بمربعي
متبرعٌ بالجودِ قبلَ سؤاله … والجودُ جود الباديء المُتبرّعِ
فغدوتُ أنشد جوده متمثلاً … ونوالهُ مثلَ السُّيولِ الدُّفعِ
ولقد دعوتُ ندى الكرام فلم يجب … فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وما دعى “