إذا زمَّ للبينِ الغداة َ جمالُ … فلا وصلَ إلاّ أن يزورَ خيالُ
تَفَرَّقَ أَهْواءُ الجَميعِ، وَثُوِّرَتْ … رَكائِبُ، أَدْنى سَيْرِهِنَّ نِقالُ
وفي الرَّكبِ نشوى المقلتينِ كأنَّها … وديعة ُ أدحيٍّ، وهنَّ رئالُ
لها نظراتُ الرِّيمِ تملأُ سمعهُ … حفيفاً بأيدي القانعينَ نبالُ
وفي الدَّمعِ من خوفِ الوشاة ُ إذا رنتْ … إلينا أناة ٌ والمطيُّ عجالُ
فَياحَسَراتِ النَّفْسِ حينَ تَقَطَّعَتْ … لِبَيْنٍ كما شاءَ الغَيورُ حِبالُ
ونحنُ بنجدٍ قبلَ أن تفطنَ النَّوى … بنا، ويروعَ القاطنينَ زيالُ
على مَنْهَلٍ عَذْبِ النِّطافِ كَأَنَّما … أَدارَ بِهِ كأْسَ الشُّمولِ شمالُ
رَكَزْنا حَوالَيْهِ الرِّماحَ وَمَالَنا … سواها إذا فارَ الهجيرُ ظلالُ
يَلوذُ بِها مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ جَحاجِحٌ … بهم تلقحُ الآمالُ وهي حيالُ
مُلوكٌ إِذا اسْتَلُّوا الظُّبا اسْتَنْهَضَ الرَّدى … صوارمُ دبَّتْ فوقهنَّ نمالُ
فَلَيْسَ لَهُمْ غَيْرَ المَعالي لُبانَة ٌ … ولا غيرَ أطرافِ السُّيوفِ ثمالُ
عُلاً كَأَنابِيبِ الرِّماحِ تَناسَقَتْ … بناها لنا عمٌّ أغرُّ وخالُ
وخيرُ عتادي في الحروبِ مهنَّدٌ … نَفى صَدأً عَنْ مَضْرِبَيْهِ صِقالُ
وفي السِّلْمِ مَيْلاءُ الخِمارِ كَأَنَّها … إذا التفتتْ خوفَ الرَّقيبِ، غزالُ
وكم طرقتني والنُّجومُ كأنَّها … على مفرقِ اللَّيلِ الأحمِّ ذبالُ
فبرَّح بي سحرٌ حرامٌ بطرفها … دمي لكَ يا سحرَ العيونِ حلالُ
فَلا تَعِديني يابْنَة َ القَوْمِ نائِلاً … يَطولُ اقْتِضاءٌ دونَهُ وَمِطالُ
وَمَنْ كانَ عَفّاً في هَواكِ ضَميرُهُ … فَسيانِ هَجْرٌ عِنْدَهُ وَوِصالُ
ولولا التُّقى لَمْ أَتْرُكِ البيضَ كَالدُّمَى … وإن ظلِّلتْ بالمرهفاتِ حجالُ
وإنّي لأثني النَّفسَ عمّا تريدهُ … إذا كانَ في العقبى على َّ مقالُ
ولا أرتضي خلاً يدومُ ودادهُ … على طمعٍ ما دامَ عندي مالُ
أرى الناسَ أَتْباعُ الغِنى ، وَلِمَنْ نَبا … بِهِ الدَّهْرُ مِنْهُمْ ضَجْرَة ٌ وَمَلالُ
إذا ما استَفَدْتَ المالَ مالُوا بِوُدِّهِمْ … إِليكَ ، وَحالوا إِن تَغَيَّرَ حالُ
فَمنْ لي على غَيِّ التَّمَنِّي بِصاحِبٍ … عَزيمَتُهُ لِلْمَشْرَفِيّ مثالُ
إذا مَدَّ مِنْ أَثْناءِ خُطْوَتِهِ المَدى … فليسَ يناجي أخمصيهِ كلالُ
وَيُقَدِمُ والأسْيافُ تُغْمَدُ في الطُّلَى … وللخيلِ من صوبِ الدِّماءِ نعالُ
وَإنْ طَرَقَ الأَعْداءَ وَالَّليلُ مُظْلِمٌ … أطلَّت عليهم بالصَّباحِ نصالُ
فيصدرها عنهم رواءً متونها … وقد وَرَدَ الهَيْجاءَ وَهْيَ نِهالُ
فتى ً سيبه قيدُ الثَّناءِ، وسيفهُ … لأدمِ المتالي في الشِّتاءِ عقالُ
إذا مَاسَأَلْتَ الحيَّ عَنْ خَيْرِهِمْ أَباً … أشارت نساءٌ نحوهُ ورجالُ