أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما … مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما
ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ … وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما
على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً … وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما
ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ … إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما
كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها … فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما
بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ … تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما
إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ … لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما
تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها … معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما
تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها … بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما
إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى … سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا
يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما … يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما
ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ … وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما
فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها … عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما
لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى … لمثلي يا دهماء أن يتحلما
وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها … إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما
ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ … من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما
قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ … عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما
قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ … وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما
ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ … ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما
وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا … ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما
… ونجمعُ للحربِ الخميسَ العرمرما
ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ … بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما
وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى … إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما
إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها … حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما
ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ … عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما
فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم … فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما
فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ … ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما
فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ … سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما
… إذا نُبّهَ المبْلودُ فيها، تَغَمْغَما
فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى … أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما
فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ … أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما
فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ … وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما
فقال: ألا لا تجشموها، وإنما … تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما