يا عَارِضاً مُتَلَفّعاً بِبُرُودِهِ، … يَختَالُ بَينَ بُرُوقِهِ وَرُعُودِهِ
لوْ شئتَ عُدتَ بلادَ نجدٍ عَوْدَةً، … فنَزَلْتَ بَينَ عَقيقِهِ، وَزَرُودِهِ
لتَجودَ في رَبْعٍ بمُنعَرَجِ اللّوَى، … قَفْرٍ، تَبَدّلَ وَحشُهُ من غِيدِهِ
رَفعَ الفِرَاقُ قِبابَهمْ، فتَحمّلوا … بِفُؤادِ مُخْتَبَلِ الفُؤادِ عَميدِهِ
وَأنا الفِداءُ لمُرْهَفٍ غَضِّ الصّبَا، … يُوهيهِ حَملُ وِشاحِهِ وَعُقُودِهِ
قَصُرَتْ تَحِيّتُهُ، فجادَ بخَدّهِ … يَوْمَ الفراقِ لَنا، وَضَنّ بجيدِهِ
عيبَتْ بهِ عَينُ الرّقيبِ، فلَمْ تدَعْ … مِنْ نَيْلِهِ المَطلوبِ غيرَ زَهيدِهِ
وَلَوِ استَطاعَ لكانَ يوْمُ وِصَالِهِ … للمُستَهامِ مَكانَ يَوْمِ صُدودِهِ
ما تُنكِرُ الحَسناءُ مِنْ مُتَوَغِّلٍ … في اللّيلِ، يَخلِطُ أينَهُ بسُهودِهِ
قد لَوّحَتْ منهُ السُّهوبُ وَأثّرَتْ … في يُمنَتَيهِ، وَعَنسِهِ، وَقُتودِهِ
فلِفِضّةِ السّيفِ المُحَلّى حُسنُهُ … مُتَقَلِّداً، وَمَضاؤهُ لحَديدِهِ
أعلى بَنُو خاقانَ مَجداً، لم تَزَلْ … أخلاقُهُمْ حَبْساً على تَشْييدِهِ
وَإلى أبي الحَسَنِ انصَرَفتُ بهمّتي … عن كلّ مَنزُورِ النّوَالِ، زَهيدِهِ
أُثْني بنِعمَتِهِ التي سَبَقَتْ لَهُ، … وَمَزِيدِهِ مِنْ قَبلُ حينَ مَزِيدِهِ
وَعُلُوّهِ في المَكرُماتِ، فَجُودُهُ … فيها طَوَالَ الدّهرِ فوْقَ وُجودِهِ
إنْ قَلّ حَمْدٌ عادَ في تَكثيرِهِ، … أوْ رَثّ مَجدٌ عادَ في تَجديدِهِ
خَطّاً على مِنهاجِهِ المُفضِي إلى … أمَدِ العُلا، وَتَقيُّلاً لجُدودِهِ
وإذا أشارَ إلى الأعاجِمِ أعرَبَتْ … عن طارِفِ الحسبِ الكَرِيمِ، تَليدِهِ
عَن مُستَقَرٍّ في مَرَاتبِ مجْدهمْ، … في باذِخٍ، نائي المَحَلّ بَعيدِهِ
تَجرِي خَلائقُهُ، إذا جَمَدَ الحَيا … بغَليلِ شانِئِهِ، وَغَيظِ حَسودِهِ
يَفْدِي عُبَيدَ الله، مِن حُسّادِهِ، … مَنْ باتَ يَرْبَأُ عَنهُمُ بعَبيدِهِ
أرَجُ النّدَى يَنبَثٌّ في مَعرُوفِهِ … مِنْ عُرْفِهِ، ويَزِيدُ في تَوْكيدِهِ
وَمُبَجَّلٍ وَسطَ الرّجالِ، خفوفُهمْ … لقِيامِهِ، وَقِيامُهُمْ لقُعُودِهِ
ألدّهرُ يَضْحَكُ عَن بَشاشةِ بِشرِه، … وَالعَيشُ يَرْطَبُ من نَضَارَةِ عُودِه
وَنَصِيحَةُ السّلطانِ مَوْقعُ طَرْفِهِ، … وَنحيُّ فِكرَتِهِ، وَحُلمُ هُجودِهِ
إنْ أوْقعَ الكُتّابَ أمرٌ مُشكِلٌ … في حَيرَةٍ، رَجَعوا إلى تَسديدِهِ
وَالحَزْمُ يَذهَبُ غيرَ مُلتاثٍ إلى … تَصْوِيبِهِ في الرّأيِ، أوْ تَصْعيدِهِ
أوْفَى على ظُلَمِ الشّكوكِ، فشقّها … كالصّبحِ يضرِبُ في الدّجى بعَمودِهِ
نَعْتَدُّه ذُخْرَ العُلا وَعَتادَها، … وَنَرَاهُ من كَرَمِ الزّمانِ وَجُودِهِ
فالله يُبْقيهِ لَنَا، وَيَحُوطُهُ، … وَيُعِزُّهُ، وَيَزِيدُ في تأييدِهِ