هل مجير من غصة ٍ ماتقضى … أو شَفيعٌ في حاجة ٍ ليس تُقضَى
ياخليلي أَنِخْ بشرقيِّ سابا … طَ مُناخاً على الرَّكائبِ دَحضاً
وتَلَفَّتْ فيما بنَى آلُ ساسا … عفاه الزمان ثلماً ونقضا
عَرَصاتٌ أصبَحْنَ وهْيَ سماءٌ … ثمَّ أمسَيْنَ بالحوادثِ أرضا
وثرًى يُنبتُ النَّعيمَ إذا أنْـ … ـبتَ تُرْبُ البلاد عُشباً وحَمْضا
قد رأينا الإيوانَ إيوانَ كسرى … فرأينا كالطود طولا وعرضا
أو جَلالَ جَلَنْف … َعٍ صَحِبَ الأيْـ
أثر الرَّحل في قراه ندوباً … نِلْنَ منه بعضاً وأعفَيْنَ بعضا
فهو يلقاك بادئاً ما أب … ـك فأَرجا في العالمينَ وأمضَى
عَرَقَ الدَّهرُ حُسنَهُ وهْو باقٍ … كالمدى تعرق التربية نحضا
فترى العينُ فيه أُبَّهَة َ المُلْـ … ك وعيشاً لأهله كان خفضا
فهْيَ تَغشاهُ بالتَّنكُّرِ وحْشاً … خلقاً ثمّ بالتذكر غضا
ومشينا في عرصة ٍ لم تزل في … ـها أُمورُ الملوكِ تُمضَى وتُقْضَى
كل قرم كالليث إن هجهجوه … عن صريعٍ له أزمَّ وأَغضَى
لبس لذلك يافعاً ووليداً … وارتقاه شدّاً إليه وركضا
وعرانينُ لا يطورُ بها الرُّغْـ … ـمُ وأيدٍ يَطَلْنَ بَسطاً وقَبْضا
ورءوس بين الأنام رءوسٌ … وجسومٌ غذين بالعزِّ محضا
ولقد مضنى هجومي على الدا … ر بلا آذان على الدار مضا
مرحاً أسحب الإزار على أج … ـردَ يَنْزو طَوْراً ويقبضُ قبضا
وجَثا ناشئاً على خشبِ الملْـ … واب ينفضن بالمخافة نفضا
ورباعٌ كانت غُيوضَ أُسودٍ … أصبحت للضباع مأوى مغضى
ومناخ للجود يحظى ويرضى … فيه مَن لم يكنْ على الدَّهر يرضَى
عقروا عنده المطى َّ وألقوا … وقد استوطنوا نجاداً وغَرْضا
بين قوم يزيدهم عذل اللوّام في المكرمات حثاوحضا … ـوامِ في المكرُماتِ حثّاً وحَضّا
سكنوا جانب المدائنِ في أب … ـيَضَ كالشَّمس يوسعُ العينَ ومْضا
يأخذون الأموالَ بالسَّيفِ حتَّى … يهبوها الرّجال نفلاً وفرضا
كلَّما أَتلفوا أخلفوا كوَفِيِّ الـ … قوم أمَّ الغنى ليقضي قرضا
ومهيبون يحسبُ الأمنُ من مو … لاهم الخوفَ والمحبة بغضا
وجليدُ الرّجالِ إنْ واجهوهُ … غَبِنَ اللّحْظَ مِن حِذارٍ وغضّا
كيف أرضى عن الزمان وما أر … ضَى كريماً قبلي الزَّمانُ فأرضَى
نقتريه جدباً وبيئاً ونمر … به ضبيعاً ونرتعى منه برضا
ليس يُبقي إِلاَّ ويُفني ولا يُعْـ … ـلي قليلاً حتّى يطأطىء خَفْضا
سُنَّة ُ اللَّيثِ كلَّما همَّ أنْ يُبْـ … ـعدَ وَثْباً زاد انحطاطاً ورَبْضا
ولفكرى فيمن يساق إلى المو … ت مدا الدهر كيف يطعم غمضا؟