ريعتْ ” لتنعابِ ” الغراب الهاتفِ … وتأوّلتها فرقة ً من آلفِ
فاستبطنتْ من رِقْبَة ٍ لعُداتها … حرقاً نضحنَ بدمع جفنٍ ذارفِ
ورأتْ بياضاً فى نواحى لمّة ٍ … ما كان فيها فى الزّمان السّالفِ
مثلَ الثَّغامِ تلاحقتْ أنوارُه … عمداً لتأخذَه بَنانُ القاطِفِ
ولقد تقول ومِن أساها قولُها: … ما كانَ هذا في حسابِ العائفِ
أينَ الشّبابُ وأينَ ما تمشي بهِ … فى البيض بين مساعدٍ ومساعفِ ؟
ما فيك يا شمطَ العذارِ لرامقٍ … عبقَ الجوانح بالهوى من شاعفِ
فليخلُ قلبك من أحاديث الهوى … وليخلُ غمضك من مطيف الطائفِ
ولقد سريتُ بفتية ٍ مضريّة ٍ … ليلَ التّمامِ إلى الصّباحِ الكاشفِ
في ظهرِ مُلْتَبِسِ الصُّوَى مُتنكِّرٍ … لا يهتدى فيه بسوفِ السّائفِ
ظامي الموارد ليس في غُدرانِهِ … لمسوّفٍ بالوردِ غرفة ُ غارفِ
وكأنَّما حزُقُ النَّعامِ بدوِّهِ … ” ريحٌ تلون طوائفاً ” بطوائفِ
وإذا تَقَرَّاهُ فلا أثراً تَرى … ” بترابه ” إلاّ لريحٍ عاصفِ
من كلّ أبّاءِ لكلِّ دنيّة ٍ … ذى مارنٍ للذّلِّ ليس بعارفِ
وتراه ينتعل الظّهائرَ كلّما … ” جحرَ ” الهجيرُ بناعمٍ متتارفِ
قومٌ يخوضون الغِمارَ إلى الرَّدَى … خوضَ الجبانِ الأمنَ غبَّ مخاوفِ
لا يأخذون المال إلاّ بالظّبا … تندى دماً أو من سنانٍ راعفِ
وإذا رأيتَ على الرَّدى مِقدامَهمْ … فكأنَّ قلباً منه ليس بخائفِ
وتراهمُ فى كلّ يومِ عظيمة ٍ … مُتَنصِّتِين إلى صَريخِ الخائفِ
سحبوا مُروطَ العزِّ يومَ لَزَزْتَهمْ … بالفخر سحبَ غلائلٍ ومطارفِ
وتَلَوْا على كَلبِ الزَّمانِ وضِيقهِ … للمملقين عوارفاً بعوارفِ
أيدٍ تفجّرُ بالعطاءِ سماحة ً … فتوالدٌ فى بذلها كطوارفِ
وندى ً يفيضُ تعَجْرُفاً وتَغَشْمُراً … وعجارفُ المعروف غيرُ عجارفِ
وأرى شجاعَ الجود يوم تواهبٍ … شَرْوَى شجاعِ الحربِ يومَ تسايُفِ
ومحذِّري شرَّ الزَّمان كأنَّه … لم يدرِ أنِّي ناقدٌ للزّائفِ
قد كنت ألحى فيه كلَّ مفارقٍ … فالآن ألحى فيه كلَّ مقارفِ
وإذا الشّكوكُ تقاربتْ وتلاءمتْ … فعن الزَّمانِ وماحواه تجانُفي
وإذا التفتّ إلى اختلاف خطوبه … فإلى اختلافِ عجائبٍ وطرائفِ
يسترجعُ الموهوبَ رَجْعَ مُناقشٍ … من بعد أن أعطى عطاءَ مجازفِ
يا منهلاً للسّوءِ ما ألقى له … في كلِّ أخيافِ الوَرى من عائِفِ
لم يَخْلُ برقُك خُلَّباً من شائِمٍ … وسرابُ أرضك مطمعاً من عاكفِ
وحطامُ رزقك وهو جدُّ مصرّدٌ … فى كلِّ يومٍ من محبٍّ كالفِ
كم فى صروفك للنّدوبِ تلاحمتْ … بعدَ المِطالِ ببُرْئها من قارفِ
ويدٍ تمدُّ ذراعها ببليّة ٍ … فتنال شلوَ النّازحِ المتقاذفِ
لا يعصمُ البانين منها ما ابتنوا … واسْتَفرشوا من نُمْرُقٍ ورفارفِ
وأنا الغبين لأنْ منحتك طائعاً … قلبي وفيكَ كما علمتُ مَتالِفي