أحار عمرو كأني خمر … ويعدو على المرء ما يأتمرْ
لا وأبيك ابنة َ العامر … يّ لا يدّعي القومُ أني أفرَ
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا … وكندة ُ حولي جميعاً صبر
إذا ركبوا الخيلَ واستلأموا … تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ
تروح من الحيّ أم تبتكر … وماذا عليك بأن تنتظر
أمرخٌ خيامهم أم عشر … أم القلبُ في إثرهم منحدر
وفيمن أقامَ عن الحي هر … أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ
وهر تصيدُ قلوب الرجالِ … وأفلتَ منها ابن عمرو حجر
رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ الفُؤادَ … غَدَاة َ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ
فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ الجُمَانِ … أو الدرّ رقراقِه المنحدر
وإذ هي تشمي كمشي النزيف … يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ
برهرهة ٌ رودة ٌ رخصة ٌ … كخرعوبة البانة المنفطرْ
فتورُ القيام قطيعُ الكلا … تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ
كأن المدامَ وصوب الغمام … وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا … إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ
فبتّ أكابد ليل التما … وَالقَلْبُ من خَشْيَة ٍ مُقْشَعِرْ
فَلَمّا دَنِوْتُ تَسَدّيْتُهَا … فثوباً نسيتُ وثوباً أجرّ
وَلَمْ يَرَنَا كَالىء ٌ كَاشحٌ … ولم يفشُ منا لدى البيت سر
وقد رابني قولها يا هنا … وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ
وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي القَانِصَانِ … وَكُلٌّ بمَرْبَأة ٍ مُقْتَفِر
… سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ
ألصّ الضروس حني الضلوع … تبوع طلوع نشيط أشر
فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في النَّسَا … فقلتُ هبلتَ ألا تنتصر
فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ … كماخلّ ظهر اللسانِ المجرْ
فَظَلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ … كما يستدير الحمار النعر
وأركب في الروع خيفانة ٍ … كسا وجهها سعف منتشر
لها حافرٌ مثل قعب الوليـ … د ركبَ فيه وظيفٌ عجز
لها ثننٌ كخوافي العقا … بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ
وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أصْمَعَا … نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ
لها عجزٌ كصفاة المسيـ … ل أبرزَ عنها جحاف مضر
لهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ العَرُوسِ، … تسد به فرجها من دبرُ
لهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كمَا … أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ
لها عذر كقرون النسا … رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ
وسالفة كسحوقِ الليا … نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ
لها جبهة كسراة المجـ … حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ
لهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ … فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ
وَعَينٌ لهَا حَدْرَة ٌ بَدْرَة ٌ … وشقت مآقيها من أخر
إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَة ٌ … من الحضر مغموسة في الغدر
وإن أدبرت قلتُ أثفية … ململمة ليسَ فيها أثر
وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ: سُرْعرفَة ٌ … لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ
وللسوط فيها مجال كما … تنزل ذو بردٍ منهمر
لهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ السَّحَابِ … فوادٍ خطاءٌ ووادٍ مطر
وتعدو كعدوِ نجاة الظبا … ء أخطأها الحاذف المقتدر