إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ … وَبَدَّدَتْ شَمْلَ مِرَاحٍ مُلْتامْ
وزارَني ضيفٌ بَغِيضُ الإلمامْ … تُنكِرُهُ عِينُ المَها والآرامْ
وَرُبَّ يَوْمٍ عُمْرُهُ كَالإبْهَامْ … ركِبْتُ فيهِ صهَواتِ الأيامْ
وقهوة ٍ فَضَضْتُ عنهُ الخاتامْ … مِمَّا کصْطَفَى أَخُو الْمَجُوسِ وَکعْتَامْ
أَتَتْ عَلَيْهَا فِي الدِّنَانِ الأَعْوَامْ … تَنْفِي الْهُمُومَ وَتُدَاوِي الأَسْقَامْ
ماكَسني الخَمّارُ فيها واسْتامْ … مَا رِمْتُ حَتَّى کبْتَعْتُهَا بِمَا رَامْ
نَمَّتْ بِوَجْدِي وَالزَّجَاجُ نَمَّامْ … فِي لَيْلَة ٍ عَصَيْتُ فِيهَا اللُوَّامْ
يَغبِطُني على السُّهادِ النَّوّامْ … بينَ تماثيلِ دُمى ً كالأصنامْ
من كلِّ خَودٍ ذاتِ ثَغرٍ بَسّامْ … كَالنَّوْرِ أَبْدَتْهُ فُتُوقُ الأَكْمَامْ
وانتصَرَ الرومُ على بَني حامْ … وقابَلَ الجامَ المُديرُ بالجامْ
ثم تَقضَّتْ كتَقضِّي الأحلامْ … آهَ عَلَى شَرْخِ الشَّبَابِ لَوْ دَامْ
عَلَى لَيَالٍ سَلَفَتْ وَأَيَّامْ … وَحَبَّذَا دِجْلَة ُ فِي الْيَوْمِ کلْغَامْ
نَسيمُها الواني وماؤُها الطامْ … مُشرِقة ٌ قصورُها والآكامْ
وَلِلْغَمَامِ زَجَلٌ وَإرْزَامْ … يَطْرُدُهُ الشَّمَالُ طَرْدَ الأَنْعَامْ
كأنّما تَهْطالُهُ والتَّسْجامْ … جُودُ الوزيرِ ذي الندى والإقْدامْ
أَلمُسْمِحِ الصعبِ العَبوسِ القَثّامْ … مُرْدِي الْكُمَاة ِ الْهِزْبَرِيِّ الْمُقْدَامْ
مُغْمِدِ بِيضِ الْمُرْهَفَاتِ فِي الْهَامْ … أَلعاقِرِ الجُودَ الكرامَ المِطْعامْ
مأوى الطَّريدِ وثِمالِ الأيتامْ … مُحْيي الثَّرَاءِ وَمُمِيتِ الإعْدَامْ
نِعْمَ مُنَاخُ کبْنِ السَّبِيلِ الْمِعْتَامْ … يُحْكِمُ عَقْدَ الرَّأْيِ أَيَّ إحْكَامْ
إحْكَامَ طِبٍّ بِالأُمُورِ عَلاَّمْ … مُؤيَّدٍ في نَقضِهِ والإبْرامْ
إذَا الْقَضَايَا کلْتَبَسَتْ وَالأَحْكَامْ … وضَلَّ عن نهجِ الصوابِ الحُكّامْ
أَوضَحَ من إشكالِها والإبْهامْ … هداية ً من ربِّهِ وإلْهامْ
أنطَقَني من بعدِ طُولِ الإرْمامْ … لهُ عطاءٌ سابغٌ وإنْعامْ
أَحْسَنَ فِي کبْتِدَائِهِ وَالإتْمَامْ … لاَ يَمْلِكُ الْكَرِيمَ إلاَّ الإكْرَامْ
يا عَضُدَ الدينِ مُعِزَّ الإسلامْ … يا ابنَ العوالي والظُّبا والأقْلامْ
خَيْرَ الْوَرَى خُؤُولَة ً وَأَعْمَامْ … هُمُ الرُّؤُوسُ وَالأَنَامُ أَقْدَامْ
وَهُمْ إذَا ضَلَّ الْعُفَاة ُ أَعْلاَمْ … أُسْدُ وَغًى لَهَا الرِّمَاحُ آجَامْ
شِيمَتُهُمْ بَذْلُ الْقِرَى وَالإطْعَامْ … أَكْنَافُهُمْ خُضْرٌ إذَا کغْبَرَّ الْعَامْ
من كلِّ ضِرغامٍ نَماهُ ضِرْغامْ … مُقْتَحِمٌ هَوْلَ الْخُطُوبِ هَجَّامْ
مُنَزَّهٌ عن دنَسٍ وعن ذامْ … إذا امتطى مَتنَ سَبُوحٍ عَوّامْ
ضَرَّمَ نَارَ الْحَرْبِ أَيَّ ضَرَّامْ … فاصْغِ لمَدحٍ كلآلي نَظّامْ
فيهِ لمنْ يَشْنا عُلاكَ إرْغامْ … من خاطرٍ تَيّارُهُ جارٍ طامْ
سِيَّانِ كَدٌّ عِنْدَهُ وَإجْمَامْ … وَکبْقَ عَلَى الدَّهْرِ بَقَاءَ الأَقْدَامْ
عَالِي الْبِنَا مُغْدِقَ صَوْبِ الإنْعَامْ … مَا سُمِعَتْ تَلْبِيَة ٌ بِإحْرَامْ