أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ … فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ
وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني … حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه
وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي … ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه
دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ … إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ
وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ … فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه
كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ … وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه
فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه … فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه
مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ … وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه
برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ، … أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ … وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ
رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما … تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه
كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ … وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه
فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا … يغايره في حسنها ويماحكه
على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه … إذا ما مضى عني من العمر هاتكه
شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى … وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه
كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ … مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه
غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي … له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه
وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ … بعارضها والغيث درّتْ حواشكه
وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ … إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه
ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً … حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه
على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى … ملوكاً على الأجسام منهم درانكه
وبات لجينُ الماء بالقر جامدا … لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه
أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ … يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه
وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ … مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه
مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً … وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه
بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ … بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه
ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ … صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه
أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً … فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه
تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ … وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه
إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ … فما بال جدوى راحتي لا تُداركه