من ذلك الوجه …؟ يبدو أنه (جندي) … لا … بل (يريمي) سأدعو ، جدّ مبتعد
أظنّه (مكرد القاضي) كقامته … لا .. بل (مثنى الرادعي) (مرشد الصّيَدي)
لعلّه (دبعيّ ) أصل والده … من (يافع) أمّه من سورة المسد
عرفته يمنيًّا في تلفّته … خوفٌ … وعيناه تاريخٌ من الرَّمَدِ
من خضرة القات في عينيه أسئلة … صفر تبوح كعود نصف مُتّقِدِ
رأيت نخل (المكلا) في ملامحه … شمّيت عنب (الحشا) في جيده الغيد
من أين يا اِبني ؟ ولا يرنو وأسألُه … أدنو قليلا : صباح الخير يا ولدي
ضمّيتُه ملء صدري … إنّه وطني … يبقى اشتياقي … وذوبي الآن يا كَبِدي
يسعد صباحك يا عمّي أتعرفني ؟ … فيك اعتنقت أنا قبّلت منك يدي
لاقيت فيك (بكيلا) (حاشدا) (عدنا) … ما كنت أحلم أن ألقى هنا بلدي
رأيت فيك بلادي كلّها اجتمعت … كيف التقى التسعة المليون في جسد
عرفت من أنت يا عمّي ، تلال (بنا) … (عيبان) أثقله غاب من البرد
(شمسان) تنسى الثريّا فوق لحيته … فاها وينسى ضحى رجليه في الزبد
صخر من السدّ يجتاز المحيط إلى … ثان ينادي صداه : من رأى عمدي؟
ما اسم ابن أمي ؟ (سعيد) في (تبوك) وفي … (سيلان) (يحيى) ، وفي (غانا) (أبو سند)
وأنت يا عمّ ؟ في (نيجيريا)(حسنٌ) … وفي (الملاوي) دَعَوني (ناصر العَنَدي)
سافرْتُ في سنة (الرَّامي) هربت على … عمّي غداةَ قَبَرْنا (ناجيَ الأسدي)
من بعد عامين من أخبار قتل أبي … خلف (اللّحيّة) في جيش بلا عدد
أيام صاحوا : قوى (الإدريسي) احتشدت … وقابلوها : بجيش غير محتشد
رحلتُ في ذلك التاريخِ أذكرُهُ … كأنّها ساعةٌ يا (سعدُ) لم تَزِد
صياح قالوا : (سعود؟) قبل خطبتها … حبلى . و(حيكان) لم يحبل ولم يلد
و(الدودحيّة) تهمي في مراتعنا … أغاني العار والأشواق والحسد
ودّعت أغنامي العشرين (محصنة) … حتى أعود … وحتى اليوم لم أعد
من مات يا ابني ؟ من الباقي ؟ أتسألني … فصول مأساتنا الطولى بلا عدد
ماذا جرى في السنين الست من سفري ؟ … أخشى وقوع الذي ما دار في خلدي
مارست يا عمّ حرب السبع متقدا … تقودني فطنة أغبى من الوتد
كانت بلا أرجل تمشي بلا نظر … كان القتال بلا داع سوى المدد
وكيف كنتم تنوحون الرجال ؟ بلا … نوح نموت كما نحيا بلا رشد
فوج يموت وننساه بأربعة … فلم يعد أحد يبكي على أحد
وفوق ذلك ألقى ألف مرتزق … في اليوم يسألني … ما لون معتقدي
بلا اعتقاد … وهم مثلي بلا هدف … يا عمّ … ما أرخص الإنسان في بلدي