ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ … و هي التي جنتِ المشيبَ هي التي
غراءُ يشعفُ قلبها في نحرها … و جبينها ما ساءني في لمتي
لولا الخلافُ وأخذهنّ بدينه … لم تكلف البيضاءُ بالمسودة ِ
أأنستِ حين سريتِ في ظلمائها … و نفرتِ أن طلعتْ عليك أهلتي
و لقد علمتِ وعهدُ رامة َ عهدنا … فتيينْ أني لم أشبْ من كبرة ِ
و إذا عددتِ سنيَّ لم أك صاعدا … عددَ الأنابيب التي في صعدتي
أجنيتها من خلة ٍ في مفرقي … فتكونَ عندكِ قادحا في خلتي
نكروا فلا عرفوا برامة َ وقفة ً … ميلاءَ نادتها الديارُ فلبتِ
و ألام فيكِ وفيكِ شبتُ على الصبا … يا جورَ لائمتي عليك ولمتي
و حننتُ نحوكِ حنة ً عربية ً … عيبت وتعذرُ ناقة ٌ إن حنتِ
ماذا على الغضبانِِ ما استرفدتهُ … دمعا ولا استوقفتهُ من وقفتي
أبغى الشفاءَ بذكرهِ من مسقمي … عجبا لمن هو علتي وتعلتي
يا هلْ لليلاتٍ بجمعٍ عودة ٌ … أم هل إلى وادي منى ًً من نظرة ِ
و الحاصباتِ وكلُّ موقع جمرة ٍ … ينبدنها في القلبِ موقدُ جمرة ِ
و من المحرمَّ صيدهنّ خليعة ً … طابت لها تلك الدماءُ وحلتِ
حكمتْ عليك بقلبِ ليثٍ مخدرٍ … و رنتْ اليك بعين ظبيٍ مفلتِ
و رأيتُ أمَّ الخشفِ تنشد بيتها … أفأنتِ تلك سرقتِ عينَ الظبية ِ
نشطوا عن الركب الحبالَ فنفروا … سكناتِ أضلاعي بأولِ نفرة ِ
رفعوا القبابَ وكلُّ طالبِ فتنة ٍ … يرنو اليكِ وأنتِ وحدكِ فتنتي
لا استوطأتْ مني مكانكِ خلة ٌ … كلُّ الفؤاد نصيبُ ذاتِ الكلة ِ
يا من يلوم على اجتماعي قاعدا … و الأرضُ واسعة الفروجِ لنهضتي
و يرى الرجالَ وكلهم متكثرَّ … بصحابة ٍ فيلومني في وحدتي
أعذرْ أخاك فما تهجر مشمسا … حتى تقلص عنه ظلُّ الدوحة ِ
كيف اعترافي بالصديق وكيف لي … بالفرق بين محبتي من بغضتي
و قلوبُ أعدائي الذين أخافهم … مغلولة ٌ ليَ في جسوم أحبتي
رقص السرابُ فراقني من راقصٍ … كشرتْ مودتهُ وراءَ الضحكة ِ
و رأيتُ فاغرة ً ظننتُ كشورها … طلباً لتقبيلي فكان لنهستي
ولدَ الزمانُ الغادرين فما أرى … أمَّ الوفاء سوى المقلَّ المقلتِ
و هزلتُ أن سمنَ اللئامُ وإنما … ذلُّ المطامع حزَّ عزة َ جوعتي
و لكلَّ جسمٍ في النحول بلية ٌ … و بلاءُ جسمي من تفاوتِ همتي
أما على كذبِ الظنون فإنها … صدقتْ أمانٍ في الحسين وبرتِ
المجدُ ألقحَ في السماء سحابة ً … نتجتْ به مطرَ البلاد فعمتِ
أروى على يبس الشفاهِ وبيضتْ … كفاه باردة ً سوادَ الحرة
متهللالا أعدي بخضرة جودهِ … جدبَ الربي من أرضها المغبرة ِ
بالصاحب انفتقتْ لنا ريحُ الصبا … خصبا وغنى الساقُ فوقَ الأيكة ِ
كفلتْ بأولى مجدهِ أيامهُ ال … أخرى فأحيا كلَّ فضلٍ ميتِ
شرفاً بنى عبد الرحيم فإنما … تجنى الثمارُ بقدرِ طيبِ المنبتِ
لكمُ قدامى المجدِ لكن زادكم … هذا الجناحُ تحلقا في الذروة ِ
غدتِ الرياسة ُ منكمُ في واحدٍ … كثرتْ به الأعدادُ لما قلتِ
عطفتْ لكم يدهُ وزمتْ آنفا … شما لغير خشاشهِ ما ذلتِ
لما تقلدها وكانت ناشزاً … ألقتْ عصاها للمقام وقرتِ
موسومة بكمُ فمن تعلقْ بها … دعواهُ يفضحهُ علاطُ الوسمة ِ
نيطتْ عراها منه بابنِ نجيبة ٍ … سهلِ الخطا تحتَ الخطوبِ الصعبة ِ
يقظانَ يلتقطُ الكرى من جفنهِ … نظرُ العواقبِ واتقاءُ العذرة ِ
لا يطمئنُّ على التواكلِ قلبهُ … فيما رعى إن نامَ راعي الثلة ِ
تدجو الأمور وعنده من رأيه … شمس إذا ما جنَّ خطبٌ جلتِ
و يصيبُ مرتجلاً بأول خطرة ٍ … أغراضَ كلَّ مخمر ومبيتِ
تدمى بنانُ النادمين وسنهُ … ملساءُ إثرَ ندامة ٍ لم تنكتِ
ما ضمَّ شملَ الملكِ إلا رأيهُ … بعد انشار شعاعهِ المتشتتِ
حسرَ القذى عن حوضهِ وسقى على … طولِ الصدى فشفى بأولِ شربة ِ
من بعد ما غمز العدا في عودهِ … و استضعفوا قدماً له لم تثبتِ
و لربَّ بادئة ٍ وكانت جذوة ً … كملتْ ضراما بالحسينْ وتمتِ
حاميتَ عنه بصولة ِ المتخمطِ ال … عادي وهدي المستكينِ المخبتِ
و إذا عرى الحزمِ التقتْ علقَ الفتى … بمدى السريع على خطا المتثبتِ
إن الذينَ على مكانك أجلبوا … ضربوا الطلى بصوارم ما سلتِ
طلبوا السماءَ فلا هم ارتفعوا لها … شلَّ الأكف ولا السماءُ انحطتِ
و بودّ ذي القدمِ القطيعة ِ ماشيا … لو أنها سلمتْ عليه وزلتِ
خان السرى ركبَ القلاصِ وسلمتْ … بسطُ الفلاة ِ إلى القروم الجلة ِ
يفديك مرتابٌ بغلطة ِ حظه … سرقَ السيادة َ من خلالِ الفلتة ِ
ما ردَّ يوما عازبٌ من عقله … إلا رأى الدنيا به قد جنتِ
قبضتْ يداه وما يبالي سائلٌ … بخلتْ عليه يدُ امرئٍ أو شلتِ
و أرى الوزارة َ لا يعاصلُ نابها … حاوٍ سواك على اختلاف الرقية ِ
يرجوك ريضها لمتنٍ مزلقٍ … قد قطرتْ فرسانهُ فتردتِ
يشتاق ظهرك صدرَ مجلسها وكم … شكت الصدورُ من الظهورِ وضجتِ
و إذا التفتُّ إلى الأمور رأيتها … مذخورة ً لك من خلالِ تلفتي
فألٌ متى يامنت سانحَ طيرهِ … صدقتْ عياقها بأولِ زجرة ِ
فهناك فاذكرْ لي طريفَ بشارتي … بعلاك واحفظ تالداً من صحبتي
لو شافهَ الصمَّ الجلادَ محدثٌ … عنكم بني عبد الرحيم لأصغتِ
أو عوضتْ بكم السماءُ وقد هوتْ … أنوارها بدلَ النجومِ تسلتِ
الباذلون فلو تصافحُ راحكم … ريحُ الصبا وهي الحيا لاستحيتِ
و القائلون بلاغة ً فلو احتبتْ … أمُّ الفصاحة بينكم لأذمتِ
أنستْ بفاتحة الكتاب شفاهكم … و رزقتمُ ظفرَ الكتابِ المسكتِ
لكمُ انحنى صيدي وأعسلَ حنظلي … للمجتني وتولدتْ حوشيتي
و سجرتموني منصفين مودة ً … و رفادة ً يوميْ رخايَ وشدتي
أعشبتمُ فبطنتُ في مرعاكمُ … و الدهرُ يقنعُ لي بفضلِ الجرة ِ
أدعو وغابَ أبي وقلَّ عشيرتي … فيكون نصركمُ إجابة َ دعوتي
و متى تقيدني الليالي عن مدى … قمتم فأوسعتم إليها خطوتي
عجبَ المديحُ وقد عممتكمُ به … من رجعتي فيه عقيبَ أليتي
حرمته زمنا فكنتم وحدكم … من بينِ منْ حملَ الترابُ تحلتي
هو جوهرٌ ما كلُّ غائصة ٍ له … بالفكر تعلمُ ما مكانُ الدرة ِ
و يصحُّ معناه ويسلمَ لفظهُ … و نظامهُ وهناك باقي العلة ِ
كم خاطبٍ بأعزَّ ما تحوي يدٌ … عذراءَ منه وعرضهُ دونَ ابنتي
و لقد زففتُ لكم كنائنَ خدرهِ … فكرمتمُ صهراً وواليَ عذرة ِ
من كلَّ راكبة ٍ بفضلِ عفافها … و الحسنِ عنقَ العائبِ المتعنتِ
عزتْ فما عثرتْ بغير معوذٍ … بلغاً ولا عطستْ بغير مشمتِ
أمة ٌ لكم بجزيل ما أوليتمُ … و تصانُ عندكمُ صيانَ الحرة ِ
سلمتْ على غررِ الخلاف ولادها … في أمة ٍ وودادها في أمة ِ
مدتْ إلى ساسانَ ناشرَ عرقها … و قضت لها عدنانُ بالعربية ِ
يصغى الحسودُ لها فيشكر أذنهُ … طربا وودَّ لغيظه لو صمتِ
تسري رفيقة َ يومٍ مؤذنٍ … بسعادة ٍ فإذا ألمَّ ألمتِ
تروي لكم عن ذي القرون حديثهُ … قدماً ويحيي نشرها ذا الرمة ِ
أحمدتمُ ماضيَّ في أمثالها … و لئن بقيتُ لتحمدنَّ بقيتي