بين النقا فثنية ِ الحجرِ … سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ
رصفتْ قلائدها بما سفكتْ … من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ
ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال … اجفان في بيضٍ وفي حمرِ
نزلتْ منى ً أولى ثلاثِ منى ً … فقضت نجيزة ليلة النفرِ
و جلتْ لأربع عشرة قمرا … و الشهرُ ما أوفى على العشرِ
ترمى الجمارَ وبين أضلعنا … غرضٌ لها ترميه بالجمرِ
من لي على عطلي بغانية ٍ … شبتْ وشبتُ وعمرها عمري
لم تنو في قسمٍ تحلتهُ … إلا إذا حلفتْ على الهجرِ
قالت وليمت في ضنا جسدي … طرفي على َ إسقامه عذري
و استسقيتْ لظمايَ ريقتها … فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ
و تقول للعذالِ مغضبة ً … شيبته من حيثُ لا يدري
قبلتُ عصياناً عوارضه … عمدا فأعدى شعرهُ ثغري
و أخٍ مع السراء من عددي … و عليّ في الضراء والشرَّ
تطوى حشاه على تبسمهِ … أضلاعَ مشرجة ٍ على الغمرِ
مولاي والأحداثُ مغمدة ٌ … فإذا انتضينَ فرى كما تفرى
تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي … حتى يعددها على العسرِ
الدهرُ ألينُ منه لي كنفا … لو كان يتركني مع الدهرِ
و مغيمَّ المعروف يخدعني … إيماضُ واضحيته بالبشرِ
سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده … نارا يغرُّ بها ولا يقرى
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ … و غباوة ٍ بجوالب الشكرِ
فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرة ً … و إذا عصرتُ من صخرِ
لا طاب نفساً بالنوالِ ولا … مخضَ المودة َ زبدة َ الصدرِ
و أرادني من غير ثروتهِ … أن أستكين لذلة الفقرِ
ينجو بعرضي أن يضام له … عرضُ الفلاة ِ وغضبة ُ الحرَّ
و تنجزُ الأيام ما وعدتْ … في مثله وعواقبُ الصبرِ
و مؤيد السلطان عالية ً … يده بتأييدي وفي نصري
لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به … و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ
و لبلغتني المجدَ سابحة ٌ … بالظهرِ ليست من بني الظهرِ
ترتاح للضحضاح خائضة ً … و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ
تجري الرياح على مشيئتها … فتخالُ طائرة ً بما تجري
و إذا شراعاها لها نشرا … خفقتْ بقادمتين من نسرِ
في جانبٍ لينٌ يدفعها … و خطارها في جانبٍ وعرِ
يحدو المطيَّ الزاجرون له … و تساقُ بالتهليل والذكرِ
من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ … مصغٍ لعذلي تابع أمري
قالوا الشجاعة َ إنه غررٌ … متقاربُ الميقاتِ والقدرِ
يومان في لجًّ فإن فضلا … بزيادة ٍ قبلية العبرِ
هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ … و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ
القصدُ والمقصودُ من شبهٌ … في الجود أو حدٌّ من الغزرِ
ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ … ملحٌ وذاك زلالة ُ القطرِ
جاري الملوكَ فبذهم ملك … سبق القوارحَ في سني مهرِ
و أرى بني الستين عجزهمُ … في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ
لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ … فيها ولا مستحدثُ الفخرِ
من وارثي العلياء ما اغتصبوا … مجدا ولا ملكوه بالقهرِ
أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا … أطنابه بأوائل الدهرِ
ضربوا على الودلَ استهامهمُ … و تقاسموا بالنهي والأمرِ
في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ … مرعى العفاة ِ وسدة ُ الثغر
أبنا مكرمَ وهي معرفة ٌ … نصروا اسمها بإهانة الوفرِ
قطنوا وسار عطاؤهم شبها … بالبحر قامَ وملكهُ يسرى
في كلّ دارٍ من مواهبهم … أثرُ الحيا في البلدة القفرِ
و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم … ما للبهامِ فضيلة الغرَّ
زيدتهم شرفا وبعضهمُ … لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو
سدوا بك الغاراتِ منفردا … فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ
و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ … فوضحتَ فيه بطلعة ِ الفجرِ
و أبوك يومَ البصرة ِ اعترفت … قممُ العدا لسيوفه النكرِ
ألقى عصا من عزمة ٍ بترتْ … آياتها حدَّ الظبا البترِ
لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ … كفاه من كيدٍ ومن مكرِ
فمضى يخيرَّ نفسه خورا … ذلين من قتل ومن أسرِ
يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلة ً … لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ
و رأت عمانُ وأهلها بك ما … أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى
صارت بجودك وهي موحشة ٌ … أنسَ الوفودِ وقبلة َ السفرِ
يفديك مبتهجٌ بنعمته … أسيانُ في المعروف والبرَّ
ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ … عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ
يبغى عثارك وهو في تعبٍ … كالليل طالبُ عثرة ِ البدرِ
قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي … زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ
اتركْ مقاماتِ العلاء له … متأخرا فالصدرُ للصدرِ
يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ … مني مكانَ السحرِ والنحرِ
هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي … فلقد قضت فيك المنى نذري
أيامَ وحدي الوفاءُ وك … لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ
و أرى نداك اليومَ في نفرٍ … لم يشركوا في ذلك العصرِ
اردد يدي ملأى وحاش لمن … يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ
و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ … طعميك من حلوٍ ومن مرَّ
و البسْ من النعماء سابغة ً … لا تدريها أسهمُ الدهرِ
تعمى النوائبُ عن تأملها … و تطيلُ فيها نومة َ السكرِ
مهما تعدْ خلقاً فجدتها … تزداد بالتقليبِ والنشرِ
و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئة ٍ … عينَ الضجيع خريدة ٍ بكرِ
نسجُ القريحة ِ ثوبُ زينتها … و حليها من صنعة الفكرِ
من سحر بابلَ نفثُ عقدتها … سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ
و كأنما ساقَ التجارُ بها … لك من صحارَ لطيمة َ العطرِ
تمسي لها الآذانُ آذنة ً … و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ
حتى أراك وأخمصاك معا … قرطانِ للعيوق و النسرِ
هذي الهديُّ عليَّ جلوتها … و عليكم الإنصافُ في المهرِ